رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

وزير الخارجية اللبناني السابق لـ«المصير»: هزيمة غزة خطر على الأمن القومي لمصر.. وإسرائيل ترغب في ضم الأردن للأراضي المحتلة

المصير

الأحد, 31 ديسمبر, 2023

03:19 م

الحرب الإسرائيلية على غزة لها أبعاد أكبر بكثير من القضاء على حماس

الدولة العبرية تنظر لمصر بإعتبارها أكبر خطر يهدد أمنها

غزة عرت إسرائيل والدول المساندة لها وأجبرت بايدن على التراجع

أجمل أيام عمري قضيتها في مصر والشعب المصري أغلى شعب في قلبي

سافرنا أنا والزميل محمد تمساح مدير تحرير موقع المصير إلى لبنان، لعمل مجموعة من الحوارات الصحفية مع قادة المقاومة وقادة الفصائل الفلسطينية والمسئولين اللبنانيين.

كنا متخوفين من أن نعود بخفي حنين، خاصة أن «المصير» منصة إعلامية تحبو في أيامها الأولى، ولكننا إكتشفنا أنه ولمجرد أن تكون مصرياً فهذا وحده كفيل بفتح الكثير إن لم يكن كل الأبواب المغلقة أمامك في بيروت، فالعاصمة اللبنانية وضواحيها ولبنان بكاملها عاشقة لمصر، وللرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي يحظى بشعبية جارفة هناك.

وهذه المشاعر اللبنانية الجياشة تجاه مصر في لبنان هي التي مكنتنا من عمل مجموعة من الحوارات الصحفية المهمة، ومنها حوار اليوم مع وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور، الذي رحب بنا بشكل كبير لأنه عاشق لمصر وقضى فيها أجمل أيام عمره على حد تعبيره، تحدثنا معه عن التغيرات الإقليمية في الشرق الأوسط بعد طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على غزة، ورؤيته للموقف المصري، وكشف لنا عن أبعاد اقتصادية ومشاريع تجارية خطيرة وصفها بأنها السبب الأول للحرب على غزة حتى وإن لم يحدث طوفان الأقصى، ورأى منصور أن مصر ستُفشل وتُحبط المشروع الإسرائيلي لتهجير أهل قطاع غزة لمصر، رغم كل الإغراءات الإقتصادية والضغوط السياسية، وكشف عن معلومات أخرى مهمة.

وإلى نص الحوار...

هل ترون أن تبعات طوفان الأقصى والحرب على غزة يمكن أن يقود إلى حدوث تغييرات حادة في المشهد الإقليمي والعالمي؟

ما يجري في غزة حاليا لا يتعلق فقط بالقضاء على حماس كحركة مقاومة فلسطينية، فالعدوان الإسرائيلي على غزة له أبعاد أكبر بكثير من ذلك، الغاية هي تغيير المنطقة بشكل كامل وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.

منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي ونتنياهو أعلنها صراحة، نريد تغيير الشرق الأوسط، وهو ما يعني القضاء على كل أنواع المقاومة في المنطقة ورسم خريطة جديدة للمنطقة، وإذا إستطاعت إسرائيل أن تنتصر على المقاومة في غزة فستنتقل إلى الضفة الغربية، وبعد الضفة الغربية ستنتقل إلى أماكن أخرى، ولا يتصور بلداً ما أنه بمنأى عن الأهداف الإسرائيلية، فوزير الداخلية الإسرائيلي منذ عدة أشهر، وقبل طوفان الأقصى وأمام شاشات التلفزة حمل صورة لخريطة فلسطين الطبيعية وتشمل معها الأردن، وهذا يعني أن إسرائيل تفكر في ضم الأردن للأراضي المحتلة رغم وجود معاهدة سلام بين الأردن وإسرائيل، وعلى الرغم من وجود علاقات دبلوماسية بين الأردن وإسرائيل، ولكن إسرائيل لديها مشاريع توسعية دائما.

وبالتالي ليس أمام المقاومة إلا أن تتصدى للعدوان الإسرائيلي، والشعب الغزاوي لا يمكن له أن يترك بلده، وهذا ما لا تريده إسرائيل.

يكمل وزير خارجية لبنان السابق عدنان منصور رؤيته للمخطط الإسرائيلي- الدولة العبرية تريد تفريغ قطاع غزة من أهله وسكانه، فهي حينما قامت بالعمليات من شمال قطاع غزة كانت تطلب من الغزاويين أن ينتقلوا إلى الجنوب، وحينما وصلوا للجنوب قرب معبر رفح، هنا ظهر المخطط الإسرائيلي، فإسرائيل تضغط من أجل تقبل مصر بترحيل الغزاويين إلى سيناء.

وأتصور أن مصر تلعب الدور الأهم في هذا الموضوع، لأنها إذا قبلت بتهجير الفلسطينيين، هذا يعني القضاء على المقاومة الفلسطينية، وهذا بدوره سيشكل خطراً شديداً على الأمن القومي المصري فيما بعد، لأن مصر تشكل دائما من وجهة نظر إسرائيل تهديداً دائماً للأمن القومي الإسرائيلي، وإسرائيل دائماً تنظر إلى مصر بإعتبارها الدولة الأكبر في المنطقة وأن وجودها يشكل عائقاً أمام تنفيذ المخططات الإسرائيلية، وإسرائيل تريد ترويض دول المنطقة في منظومة سياسية واقتصادية وتجارية تكون هي المحرك لها.

إستوقفناه بتعقيب- ولكن الموقف الرسمي المصري الذي جاء على لسان الرئيس السيسي أكثر من مرة يرفض بشكل قاطع وحاسم التهجير وتصفية القضية الفلسطينية رغم كل الإغراءات ورغم كل الضغوط، فما هو تقييمك؟

فجاء رده- نحن نتمنى أن تستمر مصر في هذا الرفض، فأمريكا وإسرائيل يمارسون ضغوطات كبيرة على مصر ويقدموا لها إغراءات، من خلال التلويح بإسقاط الديون التي تجاوزت الـ165 مليار دولار، وفي السنة المقبلة يتوجب علي مصر أن تدفع 35 مليار دولار أقساط وفوائد ديون، فأمريكا ومعها إسرائيل يحاولون، إغراء مصر بسداد الديون، فهل مصر ستستمر بهذا الصمود؟؟ وترفض بأي شكل من الأشكال هذه الإغراءات أم أنها ستسير قدما للأمام بقبول تلك المغريات؟!

وما هي توقعاتك؟؟

إذا ما قبلت مصر تلك الإغراءات، فهذا يعني الخطر الشديد علي أمن المنطقة فيما بعد، والخطر على القضية الفلسطينية، وإنهاء شىء اسمه القضية الفلسطينية، وهنا تتحمل مصر المسئولية التاريخية، والمسئولية الأخلاقية، والمسئولية الإنسانية، ولا أتصور أن مصر بمكانها ومكانتها وموقعها الجغرافي وتاريخها في قلب الأمة العربية يمكن أن تقبل التهجير، وعليها أن تقود هذه الأمة في وجه المؤامرة، ونحن نتمنى ونأمل أن يستمر الصمود المصري والموقف المصري، كما أن الشعب المصري شعب أصيل ولا يمكن أن يقبل هذا العدوان الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال.

يكمل منصور بعيون تمتلئ بكل الحب لمصر قائلا- أنا خدمت ٥ سنوات في مصر وأعرف جوهر هذا الشعب الأصيل ومعدنه الطيب، فهو شعب متمسك بعروبته وبأمته العربية ولا يقبل بأي شكل من الأشكال أن تقوم إسرائيل بتغيير خريطة الشرق الأوسط كما يريدها نتنياهو أو كما يريدها بايدن.

هل تعتقد في ظل المشهد الحالي وتهديدات نتنياهو بإستعداده للحرب مع السلطة الفلسطينية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نشوب حرب إقليمية وأن تدخل السلطة الفلسطينية كطرف في الحرب؟؟ هكذا سألناه

فكان رده- نتنياهو في مأزق رغم كل هذه الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها إسرائيل، نحن دخلنا في الشهر الثالث وإسرائيل حتى الآن رغم كل القوة الغاشمة التي تمتلكها وتستخدمها لم تستطع حتى الآن أن تجد لها قاعدة في غزة، ونحن حينما نتكلم عن غزة لا نتكلم عن ملايين من الكيلو مترات المربعة مثل أي دولة ولكن نتكلم عن 365 كيلو متر مربع، وإستطاعت المقاومة أن تصمد وأن تلقن العدو درساً قاسياً وتكبده خسائر فادحة، والفرق بين المقاومة وإسرائيل أن إسرائيل تقتل الأطفال والنساء والمدنيين، أما المقاومة فتقتل العسكريين، غزة عرت إسرائيل وفضحتها، وفضحت كل الدول المساندة والمؤيدة لإسرائيل، وأجبرت بايدن علي أن يتراجع عدة خطوات للوراء، والعالم كله لم يشهد مثيلاً للمقاومة في غزة.

وغزة في النهاية ستنتصر ولابد أن تنتصر .

والشعوب الأوروبية والغربية كانت تسير دائما في ركب حكوماتها، اليوم الموقف تغير، فمن منا يصدق أن هناك يهوداً تظاهروا في الولايات المتحدة الأمريكية رافضين للحرب على غزة، ومن منا يصدق أن بريطانيا التي أنشأت وطنا قومياً لليهود عبر بلفور يخرج فيها مليون شخص يتظاهرون ضد الحرب على غزة.

ما أوراق الضغط التي تمتلكها الدول العربية ودول الطوق للضغط علي إسرائيل لإجبارها على وقف الحرب؟؟

للأسف الدول العربية لن تفعل شيئا لإسرائيل، الدول العربية تمتلك من وسائل القوة الكثير والكثير، تمتلك قوة اقتصادية وبشرية عسكرية، ولو استخدمت 10 % من مصادر القوة التي تمتلكها لاستطاعت أن تضغط على امريكا وأوربا وعلى إسرائيل.

هل أنت مع توسيع حزب الله لعملياته في الجنوب اللبناني من أجل تخفيف الضغط على غزة، أم تؤيد أن تكون العمليات والإشتباكات محدودة؟

المقاومة في جنوب لبنان ممثلة في حزب الله هدفها تقليل الضغط على غزة، وقد إستطاعت أن تجبر إسرائيل على تخصيص ٤ فرق عسكرية على الحدود مع لبنان، بالإضافة إلى انه نزح 200 ألف إسرائيلي.

هل نحن بصدد حرب دينية؟

لا أعتقد

ما هي أبرز ذكرياتك في مصر؟؟

الشعب المصري شعب عظيم عريق، تتجه نحوه الأبصار وتتعلق به الأعمال، وقضيت بمصر أحلى وأغلي أيام عمري، والشعب المصري من أحب الشعوب الي قلبي وعقلي .