سببت الحرب بين إسرائيل وحماس والتي اندلعت شرارتها في السابع من أكتوبر من العام الجاري حالة من التوتر في المنطقة، حيث كثف الحوثيون في الأسابيع الأخيرة، هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجياً للنقل البحري، ضد السفن التابعة لإسرائيل أو تلك التي تحمل أي نوع من البضائع المرسلة إلى تل أبيب، على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
الحوثيون يدعمون حماس
ويهاجم المسلحون الحوثيون، لدعم حماس في حربها مع إسرائيل، وبالفعل شنت جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران ما لا يقل عن 100 هجوم صاروخي وعشرات الطائرات المسيرة تجاه السفن في البحر الأحمر، وتكرر تهديداتها في استهداف أي سفينة إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل، بحسب تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي".
ولذلك أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم حرية الملاحة في البحر الأحمر تحمل اسم “حارس الازدهار” ، قائلة إن أكثر من 12 دولة وافقت على المشاركة في جهد سيشمل دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن.
ولكن العدد الإجمالي الجديد يشير إلى أن ثمانية على الأقل من الدول التي قررت الانضمام لتلك الجهود ترفض الكشف عن مشاركتها علنا، في إشارة إلى الحساسيات السياسية للعملية مع تصاعد التوترات الإقليمية.
وقال الميجور جنرال باتريك رايدر: "لقد وافقت الآن أكثر من 20 دولة على المشاركة" موضحا أن اليونان وأستراليا أعلنتا الانضمام.
موقف مصر من التحالف
وعن موقف مصر من هذا التحالف؛ قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، إن تحالف حارس الازدهار الذي اقترحته امريكا حسبما تزعم يهدف لمواجهة هجمات الحوثيين وتأمين الملاحة الدولية، لكنه بالنظر إلى أرض الواقع فإن الحوثيين لا يستهدفون الملاحة الدولية، بل يستهدفون السفن التي لها علاقة باسرائيل بشكل او بآخر أو متجهة لاسرائيل رداً على الحرب والمجازر التي تحدث في غزة.
وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ"المصير" فيما يخص موقف مصر من هذا التحالف، فمصر لا تدخل في أي تحالفات بل هي دولة ملتزمة بالمواثيق الدولية وبالقانون الدولي، ولا يمكن أن تتورط في مثل هذه الأمور أو تتسرع في دخول أي تحالفات.
وأضاف أن الجيش المصري لا يمكن أن يتحرك إلا دفاعاً عن عن أرضه، و فكرة التحالف أو التخندق هي بعيدة كل البعد عن الدولة المصرية، فدولة مصر ركيزتها الأساسية الاستقرار و التنمية والسلام، ولا تدخل ولا تتورط على الاطلاق في أي تحالفات، كما أنها تتحرك من خلال ثوابت القانون الدولي والعلاقات الدولية والعرف الدبلوماسي المصري الدولي الرصين الذي يسعى دائما للاستقرار.
وتابع: تحالف حارس الازدهار لن يكون بمثابة طوق نجاه لحماية الملاحة البحرية من التهديدات الاسرائيلية ولن يؤثر في هجمات الحوثيين، مشيراً إلى أن أمريكا هي أكبر قوة في هذا التحالف، وتحاول أن تؤكد أن العالم بأكمله معها في رؤيتها.