رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

كبسولات علاج الإدمان حقيقة أم نصب؟..متخصصون: وهمية ونتائجها محدودة وسعرها باهظ وأغلبها مغشوش ويعود المدمن للمخدر إذا توقف عن استخدامها وغير مسجلة بالصحة

المصير

الخميس, 28 ديسمبر, 2023

08:45 م

فرويز: وهمية ونتائجها محدودة وسعرها باهظ كثيرون تكسببوا من ورائها

السبكي: يعود المدمن للمخدر إذا توقف عن استخدامها

عادل: غير مسجلة بالصحة ولم تجرى عليها أبحاث

انتشرت فى الفترة الماضية نوع جديد من البيزنس فى علاج الادمان فى مصر بترويج علاج باهظ الثمن ولا يأتى بنتائج حقيقية ولكنها أدت لتحقيق مكاسب مادية طائلة لبعض سماسرة مراكز علاج الإدمان بدون طبيب ومهربو الأدوية الذين استوردوها من الخارج، منها الكبسولات التى يعتبرها السماسرة أنها تعالج الإدمان نهائيا والتي توضع تحت الجلد، ويقنع سماسرة الوهم المدمنين أن هذه الكبسولات لها فاعلية كبيرة حيث يقلع المدمن عن الإدمان خلال ثلاثة أشهر على الأقل وقد تصل لستة أشهر من العلاج بها .

وقد تتبعنا مناطق ووسائل بيع هذه الكبسولات التي يوهم السماسرة المدمنين أنها تعالج الإدمان، حيث يقوم السماسرة ببيعها بأسعار تصل لآلاف الجنيها، فقد تقابلنا مع استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان لنعرف مدى فاعلية هذه الكبسولات وهل تساهم في العلاج بالفعل أم أنها وهم يبيعه السماسرة خداع المرضى وتحقيق الربح السريع من ورائها .

وقد أكد استشاري الطب النفسى أن هذه المادة فاعليتها لا تنتهى بعد 27 يوم فقط كما أنها باهظة الثمن مؤكدين أن هناك مهندس واخر طيار كانوا يعالجون بها الكثير من المرضى وحققوا أموالا طائلة من ورائها ، مضيفين أن العلاج بالكبسولات منتشرة أكثر فى محافظتى الإسكندرية والمنصورة لوجودها اكثر فى صيدليات هاتين المحافظتين والتي جلبتها من الخارج بالتهريب ، إضافة الى أن هذه الكبسولة لا تمنع المدمن من التدخين واذا توقف عن استخدامها عاد للعلاج بقوة ، فيما أكدت وزارة الصحة أنها غير مسجلة بالوزارة ولا توجد ابحث تثبت فاعليتها ناصحة المرضى بعدم تناولها ..

يقول الدكتور جمال فرويز ، أستاذ الطب النفسى والمخ والأعصاب بإنجلترا، أنه منذ عام 1989 وهو يعمل في علاج الإدمان وقد بدأ تداول هذه النوعية من العلاج في هذا التوقيت وهي عبارة عن كبسولات أو حقن، موضحا أن لها تأثير بالفعل ولكن سعرها باهظ الثمن مقارنة بتأثيرها الضعيف، فالكبسولات من المفترض أن يصل فاعليتها ثلاثة أشهر والحقيقة ان فاعليتها تنتهى بعد 27 يوما وليس لها تأثير هذه لو كانت اصلية كما ان هناك كثير من الكبسولات مغشوشة، موضحا أن سعرها يصل من 3 الى 4 الاف جنيه تقريبا ، فقديما كان يعالج الادمان بمبالغ تصل الى 90 الف جنيه فى الشهر وأعلم أنه كان هناك دكتور مهندس يعالج واخر طيار يعالجون الإدمان وكسبوا أموالا طائلة من وراء الكبسولات والحقن ، فالحقن تأثيرها سريع وينتهي مفعولها بعد 17 يوما فقط والأطباء يقنعوا المرضى أنها تظل ثلاثة أشهر فى المفعول ، والكبسولات ينتهي مفعولها بعد 27 يوما ، ويحاسبون المرضى على انها بعد 3 شهور .

وقد أوضح فرويز ، أن هناك دواء كانت له فعالية كبيرة وكان فعالا فى الحماية هو علاج به مادة " النالتروكسين هيدروكلورايد " ولكن الشركة المنتجة له قامت بسحبه فجأة من مصر بالرغم من فعاليته، وهناك دواء أخر تنتجه شركة مصرية يسمى " انا كول " القرص الواحد يظل مفعوله مع المريض 24 ساعة وهو دواء فعال ، لكن دفع الاف الجنيهات على الكبسولات وتاثيرها ضعيف ووقت اقل هو شئ غير مفيد ، كما ان هناك كبسولات نصب ليس لها تاثير نهائيا ، والدواء الفعال به مادة النالتروكسيل تتفاعل مع المخدر فتظهر اعراض الانسحاب فوريا على المدمن ، فمثلا لو اخذ بودرة او ترامادول ثم الدواء بعدها تظهر عليه اعراض الانسحاب فورا وقئ ، وهذه المادة هذه لارتجاع الخلايا المخية مع الناس التى تتناول الكحليات ، وهناك مادة السابوكسون للمدمنين منها الاصلى والمغشوش وهى تتسبب فى ادمان المرضى لان المريض يمتنع عن ادمان المخدر ويدمن هذه الكبسولات وتباع بشهادة طبية وفى امريكا تباع كبديل للهيروين والميرجوانا والقرص الواحد يباع فى مصر ب 300 جنيه والمغشوشة ب 200 جنيه ولا تاتى بنتائج ، اما الاصلية تاتى بنتائج مع بقية العلاجات الاخرى لو التزم باستشارة الطبيب ، موضحا أن الكبسولات مستوردة وتدخل مصر بدون علم وزارة الصحة ، فهناك صيدليات بالمنصورة واسكندرية هى من تاتى بها من الخارج ، واغلب من ادمنوها اتوا الينا من هاتين المحافظتين ، وعلاجهم سهل وليس صعب فيما بعد .

من جانبه رأى استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور هاني السبكي، أن علاج الإدمان يعتمد على العلاج السلوكي ولا يعتمد على المواد الكيمائية، موضحا أن كل الأدوية التي تساعد المدمن عن الامتناع عن تعاطي المخدر لا تغير من فكرته فى الإدمان لكنها قد تسد شهيته بقدر ما نحو المادة التي يتعاطاها او قد تجعله لا يستمتع بتعاطيها، مضيفا أنه مادام المدمن يتناول المادة الكيميائية سيظل ممتنعا عن تناول المخدر لكن إذا توقف عن تناول المادة الكيميائية سيعود مرة أخرى للمادة المخدرة والإدمان، موضحا أن هذا يؤكد أنها ليس لها نتيجة لانها فكرة خاطئة لأنها ليست فقط المسؤولة عن العلاج لانه لابد ان يكون هناك علاج سلوكي وبرنامج معين يتبع المعالج مع المدمن وهذه المواد مساعدة ليس إلا فهي مواد فعالة تؤدى دورها المحدود دون ان تقضى على الادمان، بمعنى أنها تؤدى دور وسيط فى برنامج كبير وسط علاج الادمان ، ولا يمكن ان يشفى متناولها ، ولا تؤدى لنتائج ان لم يكتمل العلاج .

تشير المعلومات أن هذه الكبسولات غير مسجلة بوزارة الصحة ولا توجد لدى وزارة الصحة أية أبحاث تفيد بأن لها فائدة أو حتى ضرر، هذا ما أكدته الدكتورة ندى عادل أبو المجد، استشاري طب نفسي وعلاج الإدمان، مدير إدارة الإدمان بالأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة سابقا، مضيفة أنه قد جاء لها فى عيادتها عدد من الحالات التى ركبت كبسولات لعلاجهم لكنهم يعلمون كيفية تفريغها، مؤكدة أنه مادام المدمنين يقومون بتفريغها من وراء اهلهم فلن تصبح لها اى فائدة، مطالبة بعدم تناول المريض أي علاج غير مسجل بوزارة الصحة حتى لا يتسبب في ضرر له .

فيما رأى استشاري الطب النفسي بجامعة الزقازيق، الدكتور أحمد عبدالله، أن الكبسولات تقوم بمفعول معين بحيث تقوم بسد شهية المريض عن الادمان ولكنها ليست علاجا لكل أنواع الادمان، بمعنى أنه لا يمكن أن نعطيها لكل متعاطى المخدرات، موضحا ان العلاج من الادمان يعتمد اولا واخيرا على ارادة المريض بتغيير حياته وتغيير سلوكه والاسباب التى تؤدى لإدمانه فإذا عدلها سيكون للعلاج تأثير سواء كان بالكبسولة أو غيرها .