رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

هل فات آوان التدخل العسكري في أزمة سد النهضة... خبراء يكشفون الحقيقة

المصير

الأربعاء, 20 ديسمبر, 2023

05:06 م

كتب - أحمد نبيه :

بعد إعلان مصر فشل مفاوضات سد النهضة رسميا مع إثيوبيا مساء أمس الثلاثاء في أديس أبابا،حيث لم تسفر مفاوضات "الفرصة الأخيرة" عن أي تقدم يذكر بسبب الموقف الإثيوبي المتآمر منذ بداية الأزمة. وبسبب استمرار المواقف الإثيوبية المتعنتة والمتعجرفة خلال السنوات الماضية، ورفضها الممنهج الأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول، وأيضا تمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التُوصِّل له من تفاهمات، واستغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي.


وفي هذا السياق أكد بيان مجلس الوزراء أن مصر سوف تراقب عملية ملئ وتشغيل سد النهضة، وأكدت الدولة المصرية في بيان مجلس الوزراء على احتفاظها بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للضرر.


وردا على البيان المصري أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية اليوم، بيانا زعمت فيه أن مصر قد حرفت مواقف أديس أبابا في المحادثات، ووضعت حواجز أمام جهود التقارب واعتبرتها غير مستعدة لتقديم تنازلات.
وأوضحت أن إثيوبيا ستظل ملتزمة بالتوصل إلى تسوية ودية عن طريق التفاوض تلبي مصالح الدول الثلاث في إشارة إلى إثيوبيا ومصر والسودان، وتتطلع إلى استئناف المفاوضات.


ومع إعلان فشل المفاوضات وتصاعد حرب البيانات بين الجانبين، أكد لواء أ.ح "عبد الحميد عبد الفتاح" الخبير الاستراتيجي وزميل كلية الدفاع الوطني، ، أنه توافرت أمامنا خيارات كثيرة ومنها العسكرية، ولكن أخطأنا خطأ جسيم، وتحدثنا بلغة الحوار والدبلوماسية.


وأضاف في تصريحات خاصة ل"المصير؛" "إننا فشلنا في الحصول على دعم دول مجلس الأمن لمساندتنا في القضية الخاصة بنا، و انتقلت القضية إلى الاتحاد الأفريقي وكلنا نعرف أنه ضعيف في اتخاذ القرارات"

وتسائل "ماذا يفعل الإتحاد الإفريقي في قضية بين دولتين"،.

واعتبر عبد الفتاح أنه كان من الخطأ توقيع إعلان المبادئ سنة 2015، الذي منح إثيوبيا الحق في بناء السد بعد التشاور، ولكن حدث الاختلاف بعد ذلك عندما قامت بالبناء دون تشاور.


وأشار إلى أن الخيار الوحيد حاليا، ليس خيارا عسكريا أو من خلال الاتفاقيات والمعاهدات، وإنما هو أن نقبل ما لا نقبله في مقابل أن يسمح لنا باستعادة حقوقنا، وأن نرضخ لمساومات من قبل بعض الدول الفاعلة، وذلك مقابل استعادة مصر حصتها من مياه النيل.


ورأى أن ملخص تلك المشكلة أننا لم نعد نملك الخيار العسكري الآن خصوصا بعد رفض مجلس الأمن فكرة التدخل العسكري, مشيرا إلي أن الحل العسكري في الفترة الحالية في وسط الحروب بالشرق الأوسط بين عدة دول سينجم عنه تداعيات سياسية واقتصادية وخيمة.


من جانبه أكد الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه ليس هناك من خيار إلا استخدام القوة المسلحة، وأضاف في تصريحات ل"المصير" لم يعد هناك أي جدوى من التفاوض مع إثيوبيا المدفوعة من قبل إسرائيل وأمريكا وبعض القوى العربية للأسف الشديد.