رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

وضع الأطعمة في الأكياس والعلب البلاستيكية يهدد صحة الإنسان..خبراء: تصيب بالسرطان وتقلل خصوبة الرجال وكثير من دول العالم حظرتها..دراسات: تقلل خصوبة التربة وتضر النباتات والحيوانات

المصير

الأحد, 17 ديسمبر, 2023

09:15 م

أكدت دراسة أمريكية أن نقل الأطعمة الساخنة على وجه الخصوص في العلب والأكياس البلاستيكية يسبب الكثير من المشاكل الصحية للإنسان أبرزها السرطان، نظرا لحدوث تفاعل بين الأغذية الساخنة والمادة البلاستيكية وتسرب المادة البلاستيكية للغذاء نفسه مسببا مخاطر جسيمة .

وقد أكدت دراسة أخرى لباحثين مصريين أن الإكثار من استخدام العلب والأكياس البلاستيكية يزيد خطر الإصابة بمرض السرطان، إضافة إلى أن حرقها ينتج عنه مركبات الديوكسين التي يصعب تحللها في البيئة وهي مادة محرمة دوليا حذرت منها منظمة الصحة العالمية، خاصة بعد تزايد وجود هذه المادة في ألبان المرضعات والأمهات، إضافة إلى أنه بعد تشريح ما يقارب المليون طائر بحري وألف حيوان بري بعد موتهم وجد بقايا مادة الأكياس البلاستيكية في أحشائهم وجهازهم الهضمي ما يؤكد مخاطرها على البيئة والإنسان والحيوان والنبات .

بداية رأي الدكتور خالد غانم أستاذ العلوم البيئة والزراعات العضوية والمستدامة بجامعة الأزهر، أن منتجات البلاستيك تصنع من مشتقات البترول وبعض المواد الكيميائية ويصنف البلاستيك ضمن 20 منتجاً من أخطر المواد أثناء عملية التصنيع ، وتصنع أكياس البلاستيك هي مواد لدنة مصنوعة حرارياً من البولي-ايثلين (Polyethylene) وغيرها من المواد المستخرجة من البترول ، ونظرا لأن تركيبها الكيميائي على شكل جزيئات طويلة ومتكررة ومتصلة مع بعضها البعض فيكون تحللها في البيئة صعب للغاية ويصل الى مئات السنين ونظراً لخفة وزنها تنتقل إلى كل مكان تقريباً ، فيكون عرضة للتلوث بها أو التسبب في أخطار كبيرة على الكائنات الحية والنباتات.

ومن ناحية تأثيرها ، قال غانم ، أن أكياس البلاستيك تؤثر علي البيئة عبر الممارسات اليومية للناس وحيث لا يكاد يخلو مكان من وجودها ، مثلا تداول الناس الاكياس البلاستيك الرديئة وخاصة ذات اللون الأسود واستخدامها في حمل الأطعمة مثل الخبز والخضروات والفاكهة يؤدي غالبا إلى انتقال العديد من العناصر الكيميائية الخطرة إلى تلك الاطعمة ، كما أن عمليات حرق النفايات البلاستيكية في المكبات ينبعث عنها مركبات شديدة الخطورة مثل " الديوكسينات " و هي نوع من الملوثات البيئية الثابتة بإمكانها إحداث مشاكل إنجابية ونمائية وإلحاق أضرار بالجهاز المناعي وعرقلة الهرمونات والتسبّب في الإصابة بالسرطان فضلا عن تصاعد العديد من الغازات والابخرة السامة مثل الفورمالدهيد , البنزالدهيد, وسيانيد الهيدروجين, الأمونيا , وأول أوكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين وبعض المركبات الهيدروكربونية الطيارة وجميعها لها أثار صحية خطيرة علي صحة الناس حيث تؤدي لاضطرابات وأمراض مختلفة كالحساسية وأمراض الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والجهاز الهضمي وأمراض القلب والكبد والكلى وغيرها من الأمراض .

ومن ناحية تأثيرها على الأراضى الزراعية، أكد غانم ، إن تراكم نفايات الأكياس البلاستيكية بالتربة الزراعية يؤثر بشكل كبير علي خصوبتها وانتاجيتها، وتشير الدراسات إلى أن وصول كيس أسود على سبيل المثال إلى جزء من التربة الزراعية يعيق خصوبتها لأكثر من 10 سنوات على الأقل ، حيث يقتل الكائنات الدقيقة الموجودة بالتربة التي تقوم بدور مهم في توفير العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات، كما أن انتشار الأكياس البلاستيكية في المراعي والمناطق الريفية والبرية يؤدي إلى نفوق الكثير من الحيوانات كالأبقار والأغنام والماعز والحيوانات البرية أو التأثير على إنتاجيتها ، فقد وُجد أن هذه الأكياس أو أجزاء منها تؤدي إلى انسداد القناة الهضمية أو الجهاز التنفسي وخاصة الرئتين والقصبات الهوائية في الحيوانات التي تبتلعها، وتكون النتيجة نفوقها أو مرضها أو فقدها للشهية وبالتالي انخفاض إنتاجها سواء من اللحوم أو الحليب .

تابع أستاذ العلوم البيئية والزراعات العضوية ، أنه لا يمكن إغفال تأثيرها المدمر علي البيئة البحرية والكائنات المتواجدة بالبحار والتي تصلها عبر التطاير أو من خلال إلقاء القمامة بالبحار والمحيطات والأنهار او من خلال السفن العابرة وقد تبتلع الكائنات البحرية تلك الأكياس والمخلفات البلاستيكية أو تعيق حركتها مما يتسبب في موتها ، وأشارت تقارير علمية إلى أن عدد الكائنات البحرية التي تنفق سنوياً بسبب هذه النفايات نحو ألف مليون طائر بحري وحوالي مائة ألف من الحيتان ، كما تلحق ضررا بالغا بالشعاب المرجانية ، وحيث وجد أن التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية قد يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين ،الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها , ومن ثم خسائر اقتصادية كبيرة نظرا لأهمية الشعاب الايكولوجية للكثير من الحيوانات البحرية , فضلا عن أهميتها في السياحة وكمصدر للدخل في عدد من البلدان .

ومن ناحية الحلول لهذه الكارثة ، قال الدكتور خالد غانم ، أن هناك بعض الحلول والتي يجب أن تتم بشكل متكامل ومنها تخفيض استعمالها بتقليص إنتاجها واستبدالها بالأكياس القابلة للتحلل طبيعياً ، وكذلك إعادة تدويرها ، واستخدام الأكياس الورقية وأكياس القماش ، فضلا عن سن التشريعات والقوانين المنظمة وفرض الرسوم مثلما تقوم به بعض المحلات الكبرى بالعالم "ففي لندن مثلا تقوم محلات " ماركسوسبنسر " بفرض مبلغ وقدره 5 بنسات على كل كيس من التي يحتاجها المستهلك في تسوقه ,وقد أسهم هذا في الحد من استهلاك الأكياس البلاستيك بنسبة %80 خلال عام واحد ,والمدهش أن محلات أخرى مثل مجموعة محلات ناشينولترست (National Trust) استنسخت نفس التجربة ونجحت في توفير استخدام مليون كيس بلاستيك في العام ، وبشكل عام أدت الغرامة التي فرضتها الحكومة البريطانية على الأكياس البلاستيكية إلى خفض استخدام المتسوقين لها في إنجلترا بنسبة %78 ، وفرضت الحكومة البريطانية غرامة قدرها 5 بنسات على الأكياس البلاستيكية في إنجلترا اعتباراً من أكتوبر 2014، بهدف تقليص استخدامها حفاظاً على البيئة، وفرضت أيضاً نفس الغرامة فى ويلز واسكتلندا ،وقالت الحكومة إنها تنوي استخدامها في الأعمال الخيرية ،كما بدأت فرنسا اعتبار من يناير 2016 إلغاء استخدام الأكياس البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، ويتكرر الأمر ذاته في بلدان عدة ،كما أنه اكدولافي طريقها إلى هذا بعد وضعها جدولا زمنياً ينفذ السنوات القليلة المقبلة.

من جانبه قال الدكتور مروان سالم ، الباحث المتخصص فى الدواء والغذاء ، أن الأكياس البلاستيكية هى وباء للبيئة فهى تمثل مشكلة خطيرة لابد من وقف بيعها لأنه يعاد تدويرها ويتم استخدامها اكثر من مرة وتحتوي على العديد من المواد المسرطنة وعندما تصل إلى القمامة وعندما يتم حرقها تبعث روائح كريهة شديدة الخطورة تحتوى على مواد كيميائية مسرطنة تنبعث في الهواء والتربة وتقتل الحيوانات البحرية ، مضيفا أن الأكياس البلاستيكية ضد التنمية المستدامة وأغلب دول العالم استبدلت هذه الاكياس البلاستيكية بالاكياس الورقية لانها امنة ولا تسبب سرطانات ، موضحا أن المواد الكيميائية هى بولي كلوريد الفينيل الذى يتسلل للغذاء وهو يعتبر أساس خام البلاستيك ولك انت تتخيل ان من اخطر الاشياء استخدام أكياس النايلون في بيع الفول وفي بيع الاشياء الساخنة .