كتب - شريف سمير :
بكل ذخيرتها الحية وتفوقها العسكرى بغطاء أمريكي مريح، تحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي مجددا على صخرة المقاومة الفلسطينية، وجولات الميدان والشوارع ضد حركة حماس الإسلامية.. ونجحت عناصر "حماس" بعد زلزال ٧ أكتوبر المدوى فى إعداد "تكتيكات جديدة وأكثر تطورا" لمواجهة عدوان الاحتلال منذ انتهاء الهدنة في الأول من ديسمبر الجارى، حيث استخدم مقاتلو الحركة بشكل أكبر الذخائر المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار المتفجرة.
ورصد الخبراء العسكريون تكييف حماس لأساليبها القتالية مع الوضع الميدانى منذ بداية الصراع.
وتغيرت طبيعة القتال بين إسرائيل وحماس مع دخول الدبابات الإسرائيلية إلى جنوب قطاع غزة فى 3 ديسمبر، ويشكل هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية لإسرائيل تحديات إضافية، في حين أن الحركة الفلسطينية تمكنت من تعديل نهجها العسكري، ولجأت حماس "إلى تكتيكات أكثر خطورة واحترافية باستخدام عدد أكبر من العبوات الناسفة الخارقة التي كانت شبه غائبة عن ساحة القتال في شمال غزة، بدون تحديد أي نوع من هذه العبوات.
وكشف الخبير الدولى ألكسندر فوترافرز عن وجود ٣ أنواع من هذه القذائف المتفجرة، أولها ينفجر ويطلق شظايا من القذائف الفولاذية في جميع الاتجاهات، وعادة ما يكون له تأثير مميت في دائرة نصف قطرها 10-40 مترا وهو النوع الأساسي.
وأضاف أن النوعين الآخرين على الأغلب من فئة مضادات الدبابات، وما يجمع بينهما هو القدرة على "اختراق الدروع أو التحصينات السميكة للغاية".
وبدوره، أكد أومري برينر، المحلل والمتخصص في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط في الفريق الدولي لدراسة الأمن (ITSS) أن حماس تعتمد حاليا على أسلحة أكثر حداثة وتأثيرا يتم إطلاقها بسرعات تفوق سرعة الصوت وقادرة على اختراق الدروع، بدون أن يكون من الممكن اعتراضها بواسطة نظام تروفي Trophy أو أنظمة مماثلة.
وإلى جانب الأسلحة المضادة للدبابات، أطلق مقاتلو حماس طائرات بدون طيار متفجرة على القوات الإسرائيلية شمال غزة، وأشارت فيرونيكا بونيشكوفا، المتخصصة في الجوانب العسكرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في جامعة بورتسموث في بريطانيا إلى أن حماس صارت مجهزة بأسلحة وذخائر تعكس تغييرا أكثر عمقا في الاستراتيجية العسكرية، فضلا عن مناورات الانسحاب وتنظيم الدفاعات، وهي استراتيجية لا تتطلب استخدام جميع قدراتها الهجومية.
كما تبنت حماس أساليب حرب العصابات في المناطق الحضرية، وتجنبت الاشتباكات المباشرة الكبرى لصالح تكتيكات تضييق الخناق، وفي الجنوب، تتصاعد احتمالات أن تستأنف المقاومة تنظيمها التقليدي في الكتائب والألوية لإحراز مقاومة أكثر شراسة" كما يقول أهرون بريجمان، المتخصص في السياسة والصراع الإسرائيلي الفلسطيني في جامعة كينجز كوليدج في لندن.
وتراهن حماس أيضا على عنصر الوقت لإذلال العدو الإسرائيلي وما تتمتع به من ثقل شعبى فى مدن حيوية مستهدفة كخان يونس ، وتلجأ من الآن فصاعدا لإجبار جنود الاحتلال على مزيد من حروب الشوارع لتكبيد العدو خسائر عسكرية ومادية أكثر فداحة .. وإحراجا لموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام شعبه .. وأمام العالم بأسره.. ثم التاريخ!!