فى ظل المحاولات المضنية والحثيثة التي تبذلها الدولة لجذب الاستثمار الأجنبي، فى ظل أزمة حادة يواجهها الاقتصاد المصري تتمثل في نقص السيولة الدولارية، وارتفاع سعر الصرف للنقد الأجنبي في السوق الموازية بشكل مخيف خلال الأسابيع الماضية، فوجئ الشعب المصري والدولة المصرية بخروج "آل ساويرس" من السوق المصري واحدا تلو الاخر، وبدلا من أن تجد الدولة من رجال الأعمال الذين ساندتهم وقدمت لهم كل أشكال الدعم أن يقفوا بجانبها في تلك المرحلة الحرجة، وجدت العكس .
فقبل ايام اعلن "سميح ساويرس" رجل الأعمال ورئيس شركة أوراسكوم للفنادق والتنمية بنقل استثماراته لدولة دبي ، وأعلن "نجيب ساويرس" أنه من خلال إحدى شركاته وباستثمارات كبرى تبلغ نحو" ١٥ مليون" دولار سيتم نقل استثمارها إلى دبى .. وهذا ما اكده خبراء اقتصاد وشخصيات سياسية .
خبير اقتصادى : هدفهم الأضرار بالاقتصاد المصرى فى هذا التوقيت الحرج
أكد الدكتور "محي عبدالسلام" الخبير الاقتصادي، على ان خروج آل ساويرس باستثمارتهم من مصر إلى دولة دبى له هدف واضح وهو إرباك المشهد الاقتصادي المصري، فى هذا التوقيت تحديدا في ظل الانتخابات الرئاسية .. مضيفا اننا نملك مشاكل اقتصادية كبيرة في بعص المستثمرين المصريين ، والذين حققوا مكاسبهم من الاستثمار داخل مصر ، ولكن نراهم مؤخرا يقومون بتهريب أموالهم لخارج مصر.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن هذا الامر له دلالات متعمدة لإرباك حركة الاستثمار الأجنبي ، والسوق المصرى وذلك له هدف وهو أن يجعل المستثمرين الأجانب قلقين من الاستثمار فى السوق المصرى ، مدللا بمثال هروب الأموال الساخنة عندما رفع البنك المركزي الامريكي الفائدة ، وهذا اثر بالسلب على الاقتصاد الناشئ ومنها الاقتصاد المصري ، وللاسف في هذا التوقيت الحرج نجد بعضا من اكبر رجال الاعمال يهربون باستثمارتهم من مصر ونقلها الى دبي ، وذلك يمكن أن ياتى بضرر عنيف على الاقتصاد المصرى .
مصطفى بكرى : "آل ساويرس" ناكرين للجميل
علق الكاتب الصحفي "مصطفى بكري"عضو مجلس النواب من خلال صفحته الشخصية (تويتر)، بأن المهندس "سميح ساويرس" أدلي بتصريحات لقناة العربية شكك فيها في جدوى أن يكون للقطاع الخاص دور في مصر وقال أنه يتفاوض حاليا للاستثمار خارج البلاد .. سائلا المهندس سميح : لقد كان نصيبك من المشاركة في المشروعات القومية الكبري في مصر "٧٥ مليار "جنيه في "سبع" سنوات، وان هذا لشركة واحدة فما بالك بحوالي "اربعة آلاف" شركة قطاع خاص، وهي تشارك في هذه المشروعات التي تشرف عليها القوات المسلحة ويعمل بها "٥ مليون" عامل مصري .
واستكمل "بكرى": أنت تعلم أن هذا الأمر فرضته ظروف بعينها بعد الانهيارات الكبرى التي شهدتها البلاد إثر الفوضى التي عمت مصر بعد أحداث ثورة ٢٥ يناير ، وسيادتك تدرك أيضا أن الدولة فتحت الباب واسعا الآن أمام القطاع الخاص ليعود إلي ممارسة دوره المنوط به والهام والضروري ، وكنت أتمني منك أن تترفع عن لغة الإثارة في وقت تواجه فيه البلاد تحديات خطيرة ولكن للأسف ، لقد حققتم مليارات الدولارات في مصر ، ولكن يبدو أن نكران الجميل أصبح سمة هذه الأيام ، مؤكدا : ثق يا سيد "سميح" أن مصر سوف تتعافى من أزمتها وتتجاوز كل محاولات إفشالها بفضل أبنائها المخلصين الذين يعشقون الوطن أكثر من عشقهم للمال . بقي لي سؤال هام . لديكم آل ساويرس ثروة تقترب من ١٠ مليار دولار ، هل تستطيع أن تقول لي كم مليار منها في مصر، للأسف ولا مليار.
