كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود صلة بين تناول الأسماك خلال فترة الحمل وانخفاض خطر إصابة الأطفال باضطراب التوحد. هذه النتائج تمثل خطوة مهمة في فهم تأثير التغذية خلال الحمل على نمو الجهاز العصبي للجنين.
وأوضحت الدراسة، التي أُجريت على آلاف النساء الحوامل، أن الأمهات اللواتي تناولن كميات مناسبة من الأسماك خلال حملهن، كنّ أقل عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد.
تُعد الأسماك مصدرًا غنيًا بالأحماض الدهنية "أوميغا-3"، التي تلعب دورًا محوريًا في تطور الدماغ والجهاز العصبي لدى الجنين. ويعتقد العلماء أن نقص هذه العناصر الأساسية أثناء الحمل قد يؤثر على النمو السليم للجنين، مما يزيد من احتمال الإصابة بالتوحد.
ولكن الباحثين يحذرون من تناول الأسماك التي تحتوي على نسب مرتفعة من الزئبق، مثل سمك القرش والماكريل، والتي قد تؤثر سلبًا على نمو الدماغ.
وأوصت الدراسة بتناول الأسماك بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، لتحقيق الفوائد الصحية المرجوة دون تعريض الأم أو الجنين لأي مخاطر.
ورغم النتائج المشجعة، ينصح الأطباء بأن يكون تناول الأسماك جزءًا من نظام غذائي متوازن يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الضرورية.
ويؤكد الباحثون أن هذه الدراسة تمهد الطريق لإجراء مزيد من الأبحاث حول تأثير التغذية على صحة الجنين، وتشدد على أهمية الوعي بالتغذية الصحية أثناء الحمل.
ورغم أن النتائج غير نهائية، إلا أنها تعزز من أهمية تضمين الأسماك في نظام الحامل الغذائي بحذر ووفق الإرشادات الصحية.