رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

عبدالله غراب وزير البترول السابق ورئيس نادى الصيد الحالي يكشف أسراره في أول حوار إنساني له عبر الـ«المصير»

أيمن نادي الحنفي

الثلاثاء, 10 سبتمبر, 2024

01:29 م

عبد الله غراب للمصير :أول راتب لي حينما كنت وزيرا للبترول 1700 جنيه وغسلت أطباق في بريطانيا.

هذه هي أهم نصيحة لكريم بدوي وزير البترول الحالي.

كنت بحب ألعب كورة وبلي في الشارع مع أصحابي وأول شغلانة اشتغلتها جمع الفراولة من الحقول 

عمرى ما عاكست بنت ..ولو فكرت أتجوز أربعة هتكون مراتي.


سر نجاحي هو أمي وعمري ما خفت من أبويا.


مصطفى شاور وصفية المهندس أعز أصحابي في المدرسة وجيراني في الدقى.

أبي أول جيولوجي في مصر ومافرضش عليا دراسة الهندسة.

تعجبني البنت التي لها طريقة معينة في الكلام واللبس.


أول سيارة اشتريتها ماركة " نصر 127" وكنت طفلا شقيا.

السيسي ليس معه مصباح علاء الدين ورئاستي لنادي الصيد أصعب من تولي وزارة البترول. 

مصر عمرها ما كانت ستصبح مركز إقليمي للطاقة لولا سامح فهمي.

قطاع البترول برئ من تخفيف الأحمال .. وعلى الكهرباء تدبير إحتياجتها من الوقود. 

حاورته: نجلاء كمال 

فتح المهندس عبد الله غراب وزير البترول السابق ورئيس نادي الصيد أغنى نادي في مصر  قلبه وسريرته وعقله لموقع المصير، واختصه بالحديث لأول مرة عن جوانب مهمة في حياته الشخصية، وتحدث عن طفولته وأول "شغلانه" اشتغل بها في حياته وكانت مفاجئة، كما أنه غسل الأطباق في بلاد الانجليز رغم أن والده هو أول جيولوجي في مصر، وتحدث عن أول راتب له في وزارة البترول وأول سيارة امتلكها، واذا ما كان قد عاكس فتيات وهو في سن المراهقة أم لا، كما تحدث عن الرئيس السيسي وما يقدمه لمصر وعن تقييمه لسامح فهمي وزير البترول السابق ونصيحته الأهم لكريم بدوي وزير البترول الحالي، وتحدث في أمور أخرى كثيرة
وإلى نص الحوار

حدثنا عن طفولتك؟ أين ولدت؟
أنا ولدت بشهر يناير عام 1954 محافظة الجيزة، وعشت في الهرم حتى سن الأربع سنوات، ثم إنتقلت مع إسرتي للإقامة بحي الدقي بالقرب من نادى الصيد، وعشت طوال حياتي هناك حتى بعد زواجي،



ما هي المدارس التي التحقت بها إلى الجامعة؟
التحقت في سن صغير جداً في مدرسه أبو الهول الابتدائية المشتركة ، كانت قريبة من البيت ، وقضيت فترة الابتدائية بها إلى أن التحقت بمدرسة الأرمان الإعدادية، ثم مدرسة الجيزة الثانوية إلى وصولي لهندسة القاهرة عام 1970.


كم كان عمرك أثناء الالتحاق بالمدرسة ؟
دخلت المدرسة وأنا سنى 4 وعشر شهور، لأن والدى أصر على دخول المدرسة وانا صغير، وكانت مدرسة أبوالهول من  المعاهد القومية التي تجمع بين التعليم الحكومي و الأجنبي، وبعد مرور 6 سنوات بالمدرسة وحصولي على الشهادة ، حينما تقدمت لمدرسة الأورمان لاستكمال المرحلة الإعدادية رفض طلبي بسبب عدم إكتمالى السن القانوني ، ولكن أبى تدخل وقابل وزير التعليم وقتها وقدم شكاوى إلى أن التحقت بالمدرسة الإعدادية ودخلتها وانا في السن الصغير ده.


ما المواقف التي لا تنسى خلال تلك الفترة ؟
التحقت بمدرسه الأورمان الإعدادية سنة 1964 ، وكان موعد الامتحان يوم 5 يونيو 1967، وتفاجئنا أن الحرب قامت بنفس يوم الاختبار وبدأنا الساعة الثامنة صباحاً، وانطلقت   الحرب في تمام الساعة التاسعة، ولن أنسى صوت الغارات ودوى المدافع أثناء الإختبار، وفى هذا اليوم أتذكر أننا اختبرنا ثلاث إحتبارات   إلى أن تم تأجيلها أكثر من  أسبوعين.


وهل فرض عليك والدك الإلتحاق بكليه الهندسة أم كانت رغبتك؟
كانت رغبتي هندسة قسم عمارة، ووالدي توفى قبل كتابة إستمارات التخصص بالأقسام ، وكان شيء "قدري" التخصص في هندسه البترول, و ربنا اللي كان بيحركنى وبيوجهني  للاختيار.


هل كان الوالد مهندس بترول ؟
والدى رحمه الله عليه كان خريج كليه علوم عام 1949، ومن أوائل الجيولوجيين في مصر، وأتذكر حينما كنت بالمدرسة كنا نسأل دائما عن وظيفه الأب،  وكان اللي يقول  والدى ضابط أو طبيب أو دكتور وأنا أقول جولوجي،  كان الكل يستغرب لإني وقتها كانت وظيفة غير معروفة.


ما هي المشاكل والكوارث التي أحدثتها بالمدرسة؟
لم يكن لدى أي ميول للعدوانية أو العنف ، ولكن ربما تسببت فى بعض المشكلات خاصة وإنني التحقت بالمدرسة في سن صغير جداً، وكانت أختي الأكبر منى تأتى كل يوم لاصطحابي  عندما يدق جرس المدرسة وكنت بكون سعيدا جداً عندما تأتى إلى، لأنى كنت أصغر واحد في الفصل، و بفرح لما تجيلي وأمسك إيدها ونروح على البيت.


كنت طفل شقى ؟
نعم كنت طفل شقي، وغالباً الطفل الشقي بيطلع  مهندس لأنه بيكون عنده حب الاستطلاع ، وشغف، ورغم شقاوتى لازال لدي العديد من الأصدقاء من إبتدائى وإعدادى وثانوي 


كم لديك من الاخوة ؟
أختى الكبرى أمينة وتعمل مدير عام الشئون الإدارية بشركة قارون، وأخي الأوسط الدكتور حسين أخصائي واستشاري جراحه بمستشفى الساحل التعليمي ومدير مستشفى شرم الشيخ الدولي، وكان لهم دور وفضل كبير في حياتي وإلى الآن.


ما هي هوايتك وانت صغير؟
هوايتي كانت لعب الكورة في الشارع، وأحيانا "بلى" ما أصحابي .

انضربت من مين قبل كده الوالدة ولا الوالد ؟
يمكن إنضربت من أمى مرة ولا مرتين، لإنى الأم هي فعلا اللى بتربي وهي أكثر ارتباطاً بالأولاد ، والأب دائما ما يكون مشغول في عمله وكانت ديماً حريصة على تعليمنا كل شيء، يعنى كانت تندهلي باسمي أقول لها إيه، تقولي قول نعم ،  تسالني على  حاجة أقولها أه تقولي إسمها أيوة، فكانت ديما  تصحح لى المفاهيم.



 كنت بتخاف من والدك ؟
عمرى ما خوفت منه ،  ولا عمره حسسنا بخوف كان ديماً  بيعطينى فرصة كبيرة أنا وإخوتى لاتخاذ أي  قرار ، وكان 90% مسموح لنا 10%  مرفوضة غير قابلة للنقاش ، وصراحة عمرى ما حسيت بضغط من الأسرة.


أكثر الأشخاص التي ارتبط بيهم في طفولتك ؟
جدى لأبى "حسين"  كان تاجر كبير وكانت متعتى أثناء ذهابي معه ومساعدته في عمله خاصة وانه كان لديه محلا كبير لبيع الملابس والأحذية ، كنت متعلق به وبحب أذهب معه لفتح المحل وكان عندي شغف أتعرف على البضائع اللي بيبعها.

وإنت صغير هل كان لديك فتاة أحلام وما هي مواصفات الزوجة التي كنت تحلم بها؟
كانت ديما تعجبني البنت اللي لها طريقة معينة في الكلام أو اللبس،  كانت بتلفت نظري لأنى كنت في مدرسه مشتركة بنات وبنين، ولكن هناك وقت للعقلانية، والتفكير بمن ستكون شريكة الحياة، ومن التي سترافقك الرحلة وتعيش معك  طوال العمر.

كيف تعرفت على زوجتك الحالية ؟
كان هناك صلة قرابه غير مباشرة عن طريق بعض الأقارب المشتركين.

ومتى صرحت لها بحبك؟
هي كانت صديقة عادية ووقتها  وكنت بشتغل في شركة بحقول  البترول، وكنت أقضى كل أيام أجازتى بالنادي ، وكانت هي  متعودة ترجع بعد شغلها على النادي، وأتذكر في يوم دار حوار بينا كان بداية للتعارف بتشتغل فين وبتعمل إية وكده ، و كانت فاكره إني  مبشتغلش عشان كانت كل يوم تشوفني في النادي لأنى كنت بشتغل 20 يوم واجازة 9 أيام .



تتذكر أول هدية أشترتها للمدام ؟
أول زيارة في بيتهم للتعرف على الأسرة كان يوم 1يوليو عام 1985 ، كان معي أخواتي ووالدتي ، أخويا قالي مش هتجيب هدية ،  قولت له أنا لسه رايح اخطب ، وتانى يوم بعد قراءة الفاتحة جبت لها هدية ، وهى عمرها ما طلبت منى هدية ديماً بترضي بأي شيء وبنعيش حياة سعيدة الحمد لله .

هل كنت تعاكس البنات مثل باقي الشباب ؟ وماهي أغرب المواقف التي تعرضت لها بسبب ذلك؟
تصدقينى لو قولت لك عمرى ما عاكست حد ، أنا ممكن كنت أتعاكس لكن عمرى ما عاكست.

معقول في حد مش بيعاكس ؟
أنا طباعي ومشاعري من الصعب تبان، وحتى لما تقدمت للمدام قالت لي "عمرى ما حسيت أنك كنت عايز تتقدم لي  رغم اننا كنا بتقابل وبنقضي وقت كتير مع بعض ، حتى بالبيت بقولهم لو ما حستوش إنى بحبكم مش هاجى وأقول لحد بحبه لإنى الحب يحس ولا يقال، ولم أتذكر يوماً أنى عاكست أي بنت  رغم انى كنت بمدارس مشتركة.

مصروفك بالمدرسة كان كم ؟ وأحب الأشياء التي كنت تشتريها حينها؟
مصروفى كان 3 صاغ  في اليوم ،  وعلى فكرة ده كان رقم كبير وقتها، وكنت بحب اشترى من "كانتين المدرسة " ولازم كنت  أشيل قرش من الثلاثة عشان أحطه في الحصالة،  وحياتنا كانت سهلة جداً وبسيطة  ، كنت بشترى  "بلى " من مصروفى وبلعب بيه مع أصحابى  بالمدرسة ، أو أشترى كورة ألعب  بيها  في الشارع  ، كنا عايشين سعداء جدا ، ولما كبرت مصروفى بقه 3 جنية في الشهر كنت بروح  السينما ونتفسح ونتعشى بيهم  .



هل لازال لك أصدقاء من المدرسه ؟ ومن هم ؟
إحنا كنا ساكنين في الدقي أمام سكن الإذاعيين و زملائي في  المدرسة كانوا جيراني وكنا زى أسرة  واحدة وأصدقاء عمرى  من أوائل الستينات حتى النهاردة ، إرتبطنا مع بعض  كنا بنلعب مع بعض ونروح المدرسة مع بعض  ولا اقدر انساهم ابداً ، ومن أحب أصدقائى مصطفى شارو ومحمد محمود شعبان وصفية المهندس كلهم مجموعة من العباقرة اعتز بيهم وبصداقتهم.



لو كان لديك رغبة تتجوز أربعة فمن ستختار ؟
أنا مش من المؤمنين بالزواج من أربعة وفى نكته بتقول " واحد اتجوز على مراته لاقاها هي" وربنا قال "وإن خفتم الا تعدلوا فواحدة " ، فالموضوع مقفول بالنسبة لى ، يعنى لا أتصور الواحد يكون عنده بيتين وأسرتين ، وعشان المدام لو سمعت وشافت الحوار فانا بقولها " أنا لو إتجوزت أربعة ها تكون هي الأربعة ".


والدك اشترى لك سيارة وانت طالب بالجامعة وهل تتذكر نوعها ؟
لا وما كنش في حد بجيب سيارة لإبنه وقتها ، ولم تكن واردة في الجيل بتاعنا ، ولكنها ظهرت في الأجيال اللي بعدنا و الميزة أننا كأسرة كنا نمتلك سيارة ، وأتذكر أنها كانت "نصر 1300" وكنت انا واخويا نستخدمها وبنروح بيها الجامعة ، وكان ذلك يمنحني  إحساس بالتميز خاصة أنه ما كنش حد بيروح الجامعة بالسيارة ، وعدد السيارات في الجامعة وقتها  لا يزيد عن  20 سيارة، ولما كبرت وأشتغلت عملت جمعية مع أصحابي وأشتريت سيارة ماركة  " نصر 127"  موديل 1984 ، كانت وقتها بـ 4200 ألف جنيها.

ما هي أول شغلانه إشتغلتها؟
سنه 1972  كنت  لسه في أولى هندسة كان عمرى 17 سنه  ، وكنا بنسافر في الإجازة نشتغل في إنجلترا  وأول شغلانة ليا وانا طالب  كنت بجمع فراولة من المزارع ، وبعدها اشتغلت في مطعم بغسل صحون ، وكانت من أهم الفترات اللى استفادت منها .

وماذا عن أول وظيفة بعد التخرج ؟
تخرجت من الجامعة عام  1976  ثم التحقت بالجيش ضابط إحتياط ، وكانت من أهم الفترات في حياتي  واستفدت منها الكثير والكثير ، خاصة وأن الجيش يعلمك التزام والتعامل  في اطار من القواعد ، وأفادتني تلك الفترة عند التحاقي للعمل بقطاع البترول كان لدى ثلاث سنوات ونصف  من الخبرة والعمل.



سر نجاحك في جملة واحدة ؟
أمى ، لأنها قامت بدور كبير في الحفاظ على الأسرة بعد وفاة الأب ، وكما أن  زوجتي أيضا لها دور كبير في حياتى ، لأن الام بتسلمك للزوجة ، ولو لم تحسن الإختيار سيحدث خلل ،  و كمان أختى كان لها  دور مؤثر وكبير في حياتي ، يعنى أيام الوزارة كانت فترة بعد الثورة ، كانت أختى بتابع كل البرامج أي حد ينتقدني تكلمني على الفور  وتبقه زعلانه ، وكانت زوجتي داعم لي داخل البيت ، فالانسان محاط بالأم والاخت والزوجة والأصدقاء كل واحد فيهم له دور و بعتبر نفسى محظوظ بوجودهم في حياتي وبحمد ربنا عليها.



كنت متوقع تكون وزير ؟
اللي طموحه يبقه وزير هيعيش طول عمرة منتظر حاجة نسبة تحقيقها واحد بالمئة ، أنا مدرستي أو اللي مقتنع بيه ديما طموحك يكون الدرجة  الأعلى من اللي انت فيها ، يعنى مدير قسم ، يكون طموحك تتعين  مدير إدارة ، و تعيش طول عمرك تحقق طموحك المتاح ، موضوع وزير أو مش وزير ، ده موضوع له مقايس مختلفة إحتمال حدوثه صفر ، اللي  بيطمح في هذا الوضع عمرة ما بينجح في حياته وعمرة ما بيكون راضي ، أنا اشتغلت كل دوري أننى أبذل كل جهدي وأتعلم من كل  اللي اشتغلت معهم  سواء رؤسائي  أو زملائي ، أو حتى  الأصغر منى ، وحصيلتك وسجل عملك إللى بتأهلك لأى منصب أمام الناس ، واللى أهلنى للمنصب  سنين خبرتي الطويلة في قطاع البترول من عام 1980 الى عام 2010، 30 عاماً من الجهد والعمل ، وآخر منصب لى  رئيس هيئة البترول ، وهذا المنصب من المرشحين الدائمين للوزارة، لأنه منصب القيادات العليا في البترول .



استقبلت مكالمة تعينك وزير للبترول ازاى ؟ ومين أول واحد بلغك حضرتك ؟
من وقت 2011 لم أكن مرشحا للوزارة، كان المرشح وفعلا قابل رئيس الوزراء المكلف بالتشكيل الوزاري وقتها  أخى وصديقي المهندس هاني ضاحي ، وكان رئيس إحدى الشركات الكبرى وقتها ،  كان مرشح وأجريت إتصال لأبارك له على المنصب الجديد ، رد عليا أنا مش جاي أنا اعتذرت وأنت اللي هتيجي وزير مكاني وفعلاً كلموني.

مين اللى كلمك من مجلس الوزراء ليبلغك باختيارك للوزارة ؟
تلقيت مكالمة من الدكتور سامى سعد زغلول ، كان أمين عام مجلس الوزراء وقتها سألني في بداية المكالمة أنت مرشح لمنصب وزير البترول هل تقبل ، وبكل صدق وأمانة في نصف دقيقة انا فكرت قولت لو الوظيفة دي جاتلى في الوضع الطبيعي كنت هقبل، وطبعاً وقتها كان وقت الثورة وكان الوضع معروف شكله إيه  للجميع فقولت أنا هقبل  ، لأنى الوضع اللي هقبله في الوضع الطبيعي هو اللي ها قبلة في الوقت الصعب ، وكان لازمة حد من أولاد البترول يتولى المنصب ويدافع ويحافظ على القطاع لأننا مدرسه واحدة، كان ممكن حد من خارج القطاع ما يعرفش قطاع البترول  كويس، وأنه قطاع  قائم على  الاستقرار والعلاقات السليمة ، وفية  شركاء أجانب ومصريين وشركات خدمات وإنتاج فلازم حد من أولاد القطاع يشيل ،  وكانت فترة من أهم فترات حياتي لإحساس  إنك شاركت ولو بجزء صغير في الحفاظ على الدولة المصرية.

علاقتك بالوزير السابق للبترول سامح فهمى؟
المهندس سامح فهمى أخ أكبر تعرفت علية بعد توليه الوزارة كان شغال في قطاع المشروعات في هيئة البترول وقتها ،  تخصص بعيد عنى تماماً ،  وأنا كنت شغال في مجال البحث والاستكشاف والإنتاج في شركة جابكو ، وتولى الوزارة سنه 1999، وكانت مدرستة تختلف تماماً عن الدكتور حمدي البمبى ، حيث كان يعتمد البمبمى على هيئة البترول، أما فهمى كان يفضل وجود إدارة فنية داخل الوزارة.



وكيف كان بيتعامل مع زملائه ؟
سامح فهمى رجل متواضع جدا ، وتحمل مسئولية كبيرة وله  فضل في إنشاء بنية أساسية في مصر في مجال الغاز تحديداً، ولولاه ما كنا نتحدث اليوم عن الفرص الاستثمارية الكبرى وجعل مصر مركز إقليمياً  للطاقة، خاصة المنشآت التي أنشئت في عهده والبنية الأساسية، ولو لم تكن موجودة، كان سيكون هناك صعوبة كبيرة في تحويل مصر مركز إقليمي للطاقة.

هل كنت من الإدارة الفنية التي شكلها سامح فهمى فور توليه الوزارة ؟
نعم ..فقد تم إختارى أنا و مجموعه من الخبراء و المتخصصين بالوزارة ، منهم المهندس محمود نظيم وشريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق وعدد أخر من العاملين بشركات البترول ، وكنا أصدقاء لم نشعر يوماً برئيس ومرؤوس ، وكان هناك إحترام كامل لقيمة الوزير ،  وكانت لديه مقولة في أي مكان يروحوه " أنا معايا 5 وزراء كل واحد فيهم يشيل وزارة " كانت فترة ثرية جدا وكان لدينا فرصه لتطبيق ما تعلمناه بالقرب من الوزير سامح فهمى، و انا كنت راجل فنى لم يكن لدى معرفة باتفاقيات البترول وشركات القطاع العام ،  وتوصيل الغاز كلها تمهدت لي وتعلمتها من خلال عملى معه ، وحينما توليت الوزارة كنت ملم بتلك الأمور .

هل إستفدت من عملك مع سامح فهمى ؟
استفدت إستفادة كبيرة بالعمل مع الوزير سامح فهمى ، فكان نشيطاً بدرجة كبيرة يمكن  مكناش بنام  في بعض الأحيان، وكان  يمنحنا فرص كبيرة لإتخاذ أي قرار، كان العمل معه مميز ولازالت أتعلم منه وبيساعدنى في أمور كثيرة خاصة  الرياضية وفى رئاسة لنادى الصيد ، ويقدم لى العديد من النصائح .



اول راتب أخذته وأنت وزير كان كم ؟
هتصدقى لو قولت لك أنى أول راتب أخذته وانا وزير كان  1700 وكم جنية فضة  محطوطين في ظرف ، وأتذكر موقف طريف ، كان منير فخرى عبدالنور وزيراً للسياحة  في الوزارة القديمة ، فسالته كم قبضت رد عليا وقالى 2000 جنية ، قولت له  ضاحكاً "أشمعنى أنت يا معالى الوزير " قال انا جاى قبلك  من أول الشهر،  وكان مسار ضحك بيننا، وفى حضور الدكتور سمير رضوان  وزير المالية وقتها، فسألني "فتحت حساب في بنك مصر ولا لسه ؟ " قولت له محدش طلب منى " قال لى أفتح حساب وكان  هناك  تعويض للوزير يصل الى 30 ألف جنية ، يعنى راتب الوزير 32 الف جنية شهري وطبعا الكلام ده تم تعديله لأنه لا يليق بالمنصب الوزاري، ولابد من وجود راتب عادل حتى يتفرغ الوزير  بالكامل لعملة الوظيفي ، وللعلم راتب الوزير هو نفسة راتب رئيس الدولة.


إيه القرار اللي أخذته وأنت وزير وندمت عليه ؟
عمرى ما أخذت قرار وندمت عليه  ، إحنا كنا في فترة ما ينفعش تخدى قرار وتندمي عليه ، و مفيش أي قرار في هذه الظروف الصعبة إلا كان بعد دراسة غير عادية ودراسة كل الاحتمالات ،  وكان معي مجموعه من الزملاء الداعمين  المهندس شريف إسماعيل  رئيس الوزراء السابق والمهندس هانى ضاحى وزير النقل السابق ، وأسامة كمال ، والمهندس محمد شعيب ، محمود نظيم  المهندس حسن المهدى ، وشامل حمدي وطارق الحديدي ، كانوا استشاريين على أعلى مستوى ،  وهذه المجموعة  لازالت أكن لها كل احترام ولهم فضل غير عادى  ، قدموا لي  الكثير من الدعم  ، وأى  قرار اتخذ في تلك الفترة فأنا  راضي عنه وتم دراسته من جميع الاتجاهات، ولازم نفتكر الظروف اللي كنا فيها مظاهرات وعمالة مؤقتة وتصدير الغاز وتم التعامل مع تلك الظروف بقدر من الهدوء والقناعة بصحة القرارات اللي كنا بناخدها مع الصعوبات اللي كانت موجودة وقتها.

هل واجهتك صعوبات أثناء الوزارة ؟
عندما كلفت بالوزارة كان معلوم الظروف المحيطة وقتها من مظاهرات ، والإحساس السائد إنى كل شيء غلط وكل شيء خطر ، في الوقت نفسه بدينا اتفاقيات بترولية وبحث واستكشاف كلها  من خلال شركات عالمية كبيرة ولديها مناطق امتياز و قوانين تحكمها ، وكان الإبقاء على هؤلاء المستثمرين في غاية الصعوبة ، وبدأ بعض المستثمرين بالفعل الخروج باستثماراتهم من مصر وكانا مطالبين ببذل كل الجهود لإقناعهم بالبقاء وعزلهم  عن الشارع الثائر الذى كان يرى كل حاجة غلط ، وبذلنا وقتها جهد كبير مع  الأجانب ، ونجحنا في زيادة الاستثمارات وقتها 8 مليار دولار في قطاع البترول في الفترة اللي كانت أغلب القطاعات بتقفل .

لو أنت لازالت في موقعك كوزير البترول إيه القرار اللي كان لازم تأخذه بشكل عاجل وسريع ؟
الفصل المالي بين أحوال الدولة وسياسات الدعم وسياسات تحديد الأسعار ، وعدم مساسها بالشريك  الأجنبى ، خاصة أنهم  شركاء لمصر من 100 عام ولدينا استثمارات بالمليارات  بقطاع البترول ، ودور وزير البترول  هو تشجيع  الاستثمار  الذى لا يأتي بالتصريحات ، ولكن إحساس المستثمر أنه في دوله تؤمن بأهمية الاستثمار وتحترمه.

ترى أن الوزير كريم بدوى يمتلك أدوات لإقناع الشركاء الأجانب زيادة الاستثمارات؟
الوزير الحالي كريم بدوى في وضع صعب جدا ، وعلى الجميع أن يقدم له الدعم ، وقضية نقص الغاز لمحطات الكهرباء قطاع البترول برئ منها وليس له ذنب ، على العكس قطاع البترول بينفق  على اد الإمكانيات المتاحة لديه  ، وقطاع الكهرباء هو المسؤول عن ضمان الحصول على الوقود الذى يستهلكه، أو توفير احتياجاته من الوقود سواء من قطاع البترول أو موارد خارجية، ولا يعقل أن وزارة البترول تمد محطات الكهرباء بالكميات المطلوبة من الغاز ، في المقابل الكهرباء لا تسدد للبترول مستحقاتها ، وبالتالي هناك صعوبة في سداد مديونيات الشركاء ، وهو ما يؤثر على ، زيادة استثماراتهم  في مصر وتخفيض حجم الإنتاج ، وفى المقابل زيادة الاستيراد.

وما الحل من وجهة نظرك ؟
وزير البترول من خلال خبرته وحصيلته العلمية والإقتصادية، ستمكنه من شرح الوضع لمجلس الوزراء ، خاصة وأنه الوحيد الذى  يقدر على ضمان مستحقات كل واحد  ، ووزارة  الكهرباء تشترى غاز تدفع ثمنه  ، مش هتقدر تدفع عنها وزارة  المالية ، مش هتقدر يدفع  البنك المركزي ، ولا يجب أن تتحمل  وزارة البترول فاتورة الدعم  كاملتاً  لوحدها ، حتى تستطيع أن تفى باحتياجات الشركاء الأجانب  وسداد مستحقاتهم المالية .

ويجب أيضا على وزير البترول أن يعمل على شرح للمستثمرين الاستقرار والوضع المالي  والتوازن  بين الشركاء الأجانب  والحكومة وهيئة البترول ، و الاستمرار في دعم الصناعات ودعم الشركات البترولية و شركات التكرير ، والمهندس كريم بدوى  قادر على تحقيق ذلك لأنه ابن القطاع ويدرك  أصول العمل ، وعليه دور كبير و جهد أكبر وهو إقناع الشركاء الأجانب بأن  مستحقاتهم سيتم سدادها  بالكامل ، وأي مستثمر لو عنده نسبه مخاطرة ، وإنه مش هيسترد أمواله عمرة ما هيزود  من استثماراته بل سيحجم عن الاستمرار .

ما هي النصيحة التي تحب أن توجهها لوزير البترول الحالي كريم بدوى ؟
أن يهتم بالترويج للمشروعات المتاحة حاليا في مصر ، والعمل على الالتزام لسداد مستحقات الشركاء الأجانب ، لأنها تعطى علامة ثقة وإرتياح  للمستثمرين بشكل عام في كافة القطاعات ،  والمستهدف زيادة استثماراتهم ، ولا أشك  في قدرة المهندس كريم  بدوى  على إقناع الشركاء وتوضيح أن  مصر تقدر دور المستثمر ، وترحب بيهم. 



وللعلم أي دوله تستهدف جذب الإستثمار ، بتقدم للمستثمر العديد من المنح و المزايا ،  وهو أمر غير متوفر لدينا ، وحتى الان ينظروا للمستثمر بعين الشك والريبة، مش عارف أية السبب وأنا لا أشك في قدرة الوزير أن يطمن المستثمرين لأنه يمتلك خبرة طويلة في قطاع البترول وأستطاع في فترة بسيطة الدخول في العديد من المشاريع في مجال التعدين والبترول والغاز والطاقة المتجددة. 

هل قابلت الرئيس مبارك قبل كدة ؟ وكان شعورك ايه وقتها ؟
لم اتقابل معه مقابله شخصياً ، ولكن حضرت إفتتاحه لأكثر من مشروع حينما كنت رئيساً لهيئة البترول ، والرئيس مبارك هو رئيس الدولة من 30 سنة وقائد حرب وبالنسبة لنا له تقدير كبير.

وللأسف الناس ديما  تتذكر السلبيات بعد  إنتهاء ولاية كل رئيس، ولا أحد في الدنيا  بيعمل كل حاجة صح ، خاصة وإن إدارة الدولة أمر صعب جداً، والتحكم في دولة في حجم مصر صعب ، ونحن ندعم الرؤساء سواء القدماء أو الرئيس عبدالفتاح السيسي ، ومش من مدرسه إننا ننتقد وأنا بعيد لأنى مارست السلطة وكنت مسؤول ، و الوزير أو الحاكم  ليس في يده مصباح علاء الدين ، وكل واحد بيؤدى دورة في إطار الظروف المحيطة بيه ، و الريس السيسي متحمل مسؤوليه رهيبة وشايل حمل صعب جدا .

إيه أهم المشاكل اللي وجهتك اثناء رئاستك لنادى الصيد ؟
إتسالت  كتير قبل كدة العمل كوزير أصعب ولا رئاسة نادى  الصيد قولتهم  إجابه غير متوقعه "رئاسة النادي طبعاً " ، وده لأن العمل التطوعي في مصر من وجهة نظري  لازم  يكون عندك جهد وقت ، لأنك بتعامل مع عضو مثلك ، أما العمل الوظيفي فتمتلك سلطات  وصلاحيات  مش موجود في النادي ، و لازم  تبذل أقصى جهد لخدمة الأعضاء ورضائهم ، ودة أمر صعب ، وكما تعلمين نادى الصيد من أقدم الأندية في مصر وعمرة 85 سنه  و300  ألف عضو زوجات وأبناء  بنتكلم في مجتمع ضخم جدا ، محافظة كبيرة عشان ترضى الكل  فدة أمر صعب  للغاية ، وأمورنا المالية تحسنت جدا ، و خبرتي في العمل في قطاع البترول  أفادتنا فائدة كبيرة وبنتعامل مع النادي كمؤسسة كبيرة ، وهناك إنضباط في الأمور الإدارية ، ونبحث عن فرع جديد في التجمع وتجديد فرع الفيوم، وبدأ التجديدات بكافة الفروع القديمة ، وهناك الكثير من الخطط لتطوير النادي ونعمل بكل جهد لإرضاء كتفة الأعضاء.