في خطوة علمية فارقة، نجح فريق من العلماء في إنشاء أول نموذج أولي لساعة نووية، وهو ابتكار يُعتبر الأكثر دقة على الإطلاق في قياس الوقت.
تختلف هذه الساعة عن الساعات الذرية المستخدمة حالياً، حيث تعتمد على طاقة النواة بدلاً من الإلكترونات، مما يمنحها دقة غير مسبوقة قد تغير الكثير من التطبيقات العلمية والتكنولوجية.
الساعة النووية تعتمد على الترددات الاهتزازية داخل نواة الذرة، وهي آلية أكثر استقراراً من الإلكترونات التي تتحرك حول النواة في الساعات الذرية الحالية. ومع هذه الدقة العالية، يمكن استخدام الساعة النووية في مجالات متقدمة مثل استكشاف الفضاء، دراسة الجاذبية، وتحسين دقة تحديد المواقع عبر أنظمة الـ GPS.
من الفوائد المتوقعة أيضاً استخدام الساعة النووية في قياس التغيرات الطفيفة جداً في الزمن، وهو ما قد يساعد في اختبار النظريات الفيزيائية المتعلقة بالنسبية والجاذبية. ووفقاً للعلماء، يمكن لهذه التقنية أن تفتح آفاقاً جديدة لفهم الكون والظواهر الطبيعية الدقيقة.
تأتي هذه الساعة كنتيجة لأعوام من البحث والتطوير، حيث واجه العلماء تحديات هائلة في التحكم الدقيق في نواة الذرة وتسجيل تردداتها الاهتزازية. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذا النموذج ما يزال في مراحله الأولية، ويتطلب المزيد من الأبحاث لتحويله إلى جهاز عملي يمكن استخدامه على نطاق واسع.
على الرغم من أن هذه الساعة النووية ليست جاهزة بعد للاستخدام التجاري، إلا أنها تمثل إنجازاً تقنياً هائلاً وتعد بتغيير طريقة تعاملنا مع الزمن. من المتوقع أن تستمر الأبحاث في هذا المجال لتطوير نماذج أكثر استقراراً ودقة في المستقبل القريب.