القصة الحقيقية وراء نزول آيات الميراث في القرآن الكريم تعود إلى امرأة تدعى "أم كجة الأنصارية"، تزوجت هذه المرأة وأنجبت ثلاث بنات، وكانت تواجه معاملة قاسية من المجتمع لأنهن لم ينجبن ولداً، خرج زوجها في إحدى الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشهد في المعركة.
عندما وصل خبر استشهاد زوجها، سارع شقيقه إلى بيتها وألقى عباءته السوداء عليها، في إشارة إلى نيته الزواج منها بعد انتهاء فترة العدة، حسب عرف العرب آنذاك. كما استحوذ على كل ما تركه أخوه من مال ومتاع، رافضًا منح البنات الثلاثة حقهن في الميراث.
لجأت أم كجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو له ما حدث، فاستدعى النبي شقيق زوجها وسأله عن حق البنات في الميراث. فكان رد الرجل: "يا رسول الله، إنما الميراث لمن حمل السيف وركب الحصان ودافع عن شرف القبيلة".
عندها، نزل جبريل عليه السلام من السماء ليبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بآيات المواريث التي بدأها الله تعالى بقوله: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ..."، حيث جاءت هذه الآيات لتضمن حقوق البنات في الميراث.
وبعد نزول الآيات، قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتوزيع التركة وفقًا لأمر الله تعالى، ليُنصف بذلك أم كجة وبناتها ويُقر حقوق المرأة في الإسلام.