رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

على مهدي: من إخواني شتام للسلطة إلى داعم مفاجئ... لماذا لم يعد من أمريكا إلى القاهرة؟

المصير

الأحد, 18 أغسطس, 2024

10:28 م

كتب - محمد أبوزيد 


قبل عدة شهور حدث تحول جذري مفاجئ للخطاب السياسي  للناشط  السياسي المعارض   على حسين  مهدي المنتمي لجماعة الإخوان. 

فبعد آلاف التغريدات والفيديوهات  التي تطفح بالشتائم والسب ضد كل رموز السلطة في مصر، ومئات من التغريدات  على منصة إكس "تويتر" سابقا يحرض فيها على العنف، فجأة توقفت عقارب السب والشتم وتحول إلى مدافع على السلطة وعن الدولة المصرية مؤكدا أنه سمع بإذنيه تفاصيل مؤامرة كبرى تحاك ضد مصر في واشنطن، وبعدها بأيام أعلن أنه سيعود لمصر وحدد رقم الرحلة وتاريخ السفر، وهو تصرف سبقه إليه عددا من المعارضين الذين عقدوا صفقات تهدئة واحتواء مع السلطة لكي يتمكنوا من العودة لمصر ومن بينهم وائل غنيم ومذيع قناة الشرق حسام الغمري الذي يقدم برنامج حاليا على إحدى القنوات المصرية متخصص في كشف الثغرات والفضائح الأخلاقية والسياسية للمعارضين في الخارج مع أنه كان واحدا منهم قبل عودته. 


 

التحولات الفكرية في خطاب مهدي

عُرف حسين مهدي بكونه من أشد معارضي النظام المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث كان يهاجم النظام ليل نهار عبر منصته على "إكس" (تويتر سابقًا). ولم  يكن يتردد  في استخدام عبارات قاسية وشتائم تهدف للنيل من السلطة بكل رموزها الإعلامية والسياسية . لكن المفاجأة كانت في تحول خطابه في الأشهر الأخيرة، عندما أعلن فجأة عن تغييره لموقفه، زاعمًا اكتشافه مؤامرة تحاك ضد مصر، وأنه سيعود إلى وطنه للدفاع عنه.


التغريدة الغامضة وعدم العودة

في إحدى تغريداته الشهيرة التي أثارت ضجة واسعة، كتب مهدي أنه سيعود إلى مصر وحدد تاريخًا لعودته. لكن اليوم الذي كان منتظرًا لم يأتِ، ولم يظهر حسين مهدي في القاهرة، بل بقي في الولايات المتحدة، مستمرًا في الكتابة عن ملاحقته من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

هذا التناقض بين ما كان يدعو إليه وبين قراره بالبقاء في الولايات المتحدة يطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء عدم عودته إلى مصر. هل كان مهدي يخشى من عواقب سياسية في حال عودته؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى دفعته لتأجيل خطوته الجريئة؟


التحليل السياسي لتناقضات مهدي

من خلال متابعة دقيقة لتحولات خطاب مهدي على مدار الأشهر الماضية، يظهر بوضوح أنه بدأ يتبنى خطابًا مختلفًا عما كان يروج له سابقًا. فبعد أن كان يتحدث بشراسة ضد النظام المصري، تحول إلى الحديث عن مؤامرات ضد الدولة المصرية، وهو ما لم يكن يتوقعه الكثيرون من متابعيه.

هذا التحول السريع يثير الشكوك حول مدى جدية موقفه السابق، وهل كان هناك ضغوطات أو مصالح شخصية وراء تغيير مواقفه. البعض يرى أن مهدي ربما تلقى وعودًا معينة مقابل تغيير خطابه، بينما يرى آخرون أنه قد يكون تعرض لضغوطات من جهات داخلية أو خارجية.

التوقعات والمخاوف التي منعته من العودة

التناقضات في خطاب مهدي لم تتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزت ذلك إلى التأثير على قراره بالبقاء في الولايات المتحدة. فبينما كان يتحدث عن العودة إلى مصر والدفاع عنها، بقي في الخارج يتحدث عن ملاحقته من قبل السلطات الأمريكية.

فهل يمكن أن يكون حسين مهدي قد تعرض لتهديدات حقيقية جعلته يخشى العودة؟ أم أن هناك صفقة سرية أبرمت بينه وبين جهات معينة جعلته يعيد حساباته؟ تلك الأسئلة تظل مطروحة بقوة، خاصة مع استمرار صمته عن الأسباب الحقيقية التي دفعته لعدم العودة.



التوقعات المستقبلية لخطاب مهدي

مع استمرار حسين مهدي في التغريد من خارج مصر، يبدو أن خطابه السياسي قد يشهد مزيدًا من التحولات في المستقبل وتطل عدة تساؤلات برأسها منها  هل  سيعود إلى موقفه المعارض الشرس؟ أم أن دعمه المفاجئ للنظام سيستمر؟ وهل سيعود فعلاً إلى مصر كما وعد سابقًا أم أن بقاءه في الخارج سيطول؟



التناقضات والحسابات الخفية


يبقى حسين مهدي مثالًا حيًا على التحولات السريعة التي يمكن أن تحدث في خطاب المعارضين من الخارج  وعلى مدى تعقيد الحسابات التي يمكن أن تدفعهم  إلى تغيير مواقفهم.