مفاجآت مثيرة برأس البر بعد انحسار مياه البحر ... ماذا حدث؟

 هذا الحدث  يأتي بعد فترة من الانحسار الغريب لمياه البحر، والذي أثار مخاوف واسعة من وقوع زلازل أو موجات تسونامي 

في ساعات الصباح الأولى من يوم الأمس، لاحظ سكان رأس البر ارتفاعًا سريعًا في منسوب المياه، مما أسفر عن غرق بعض المقاهي والشوارع الساحلية. شهود عيان أكدوا أن المياه اجتاحت المناطق المنخفضة بسرعة كبيرة، مما تسبب في خسائر مادية كبيرة . هذا الارتفاع المفاجئ في مستوى البحر جاء بعد فترة من الانحسار الملحوظ، حيث تراجعت المياه إلى مستويات غير معتادة، مما أثار تساؤلات ومخاوف حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظواهر المتتالية.

و عادة ما يرتبط الانحسار المفاجئ للمياه والزلازل والتسونامي باضطرابات جيولوجية تحت سطح الأرض. عندما تحدث زلازل تحت البحر، تتسبب في تحرك كميات كبيرة من المياه، مما يؤدي إلى انحسار مؤقت لمياه البحر قبل أن ترتفع مجددًا بشكل مفاجئ وقوي.

الخبراء يشيرون إلى أن الانحسار قد يكون ناتجًا عن زلزال تحت البحر يؤدي إلى شفط المياه بعيدًا عن الشاطئ. وبعد فترة قصيرة، تعود المياه إلى الشاطئ بقوة، مشكلةً أمواجًا عالية قد تسبب فيضانات وأضرارًا جسيمة. هذه الظاهرة تعرف بالتسونامي، وهي ليست جديدة على العالم، حيث شهدت مناطق عديدة حول العالم تسونامي مدمر ناتج عن زلازل تحت البحر.

هذا ما يحدث في العالم لكن الدكتور وحيد سعودي خبير الأرصاد الجوية المعروف وعدد من خبراء الأرصاد والمناخ كانوا قد أكدوا في تصريحات صحفية سابقة أن انحسار مياه المتوسط في مصر لا تعبر بأي حال من الأحوال عن احتمالية وقوع تسونامي أو زلازل، وأشاروا إلى أن الاضطرابات في البحر المتوسط في مصر عادية وغير مثيرة للقلق اطلاقا. 

وكان المسئولون عن شواطئ رأس قد قاموا استدعاء عدد كبير من سيارات الاسعاف تحسبا لوقوع أي طوارئ خاصة مع ارتفاع أمواج البحر بشكل مفاجئ، وانحسارها بعد ذلك وتعرض عدد كبير من المصطافين للغرق بسبب حدوث عمليات سحب. 

 شهدت مصر  عددًا من المرات التي انحسرت فيها مياه البحر بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، في القرن الثاني عشر، ذكر المؤرخون انحسارًا كبيرًا لمياه البحر المتوسط، والذي أثر على مدن ساحلية مثل الإسكندرية ورأس البر.

كما شهدت مصر في القرن الثامن عشر حادثة مماثلة، حيث تراجعت مياه البحر الأحمر بشكل ملحوظ، مما أثار قلق السكان والتجار الذين يعتمدون على الموانئ في تلك الفترة. هذه الأحداث التاريخية تدل على أن الانحسار وارتفاع المياه ليسا ظاهرتين جديدتين، ولكنهما جزء من الديناميكية الطبيعية للبحار والمحيطات.