رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

البرازيل تسحب سفيرها من إسرائيل .. وأمريكا اللاتينية تقاوم الاحتلال .. والعرب يتفرجون ”شجبا واستنكارا”!!

المصير

الإثنين, 19 فبراير, 2024

08:32 م

كتب - شريف سمير

الاستقلال عن الولايات المتحدة .. الفكر اليساري الثورى .. "شتات" الجاليات العربية .. ٣ أضلاع أساسية تشكل مثلث مقاومة دول أمريكا اللاتينية لأى صورة من صور الاحتلال فى العالم، وخصوصا ما تمارسه الصهيونية الوحشية بحق الشعب الفلسطينى .. وينظر إلى هذه الأضلاع كوقود يحرك "دينامو" القرار السياسي لأى نظام، ليصنع ردود أفعال قوية ضد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وبدأت بوليفيا المشوار بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل احتجاجاً على سقوط ضحايا من المدنيين في غزة.

وقال نائب وزير الخارجية البوليفي، فريدي مامانى إن القرار انطلق من إدانة بلاده للأعمال العدوانية الإسرائيلية في غزة، وتعتبرها تهديداً للسلام والاستقرار الدوليين".

وسبق أن قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009، في ظل حكومة الرئيس اليساري إيفو موراليس، احتجاجاّ على هجماتها ضد غزة، حيث لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تتخذ فيه بوليفيا موقفا شجاعا لإنصاف القضية الفلسطينية التى تفصلها عنها آلاف الأميال عبر المحيطات.

وبعد ساعاتٍ من قطع بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل، استدعت كولومبيا سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب التصعيد المستمر في القطاع المحاصر، وكتب الرئيس الكولومبي، جوستابو بيترو، في رسالة على موقع إكس (تويتر): "قررت إذا لم توقف إسرائيل المذبحة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني فلن نتمكن من البقاء فى تل أبيب".

وسرعان ما استدعت حكومة تشيلي سفيرها أيضاً، بعد أن وصفت ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بأنها "انتهاكات للقانون الإنساني الدولي"، وناشدت الوقف الفوري للأعمال القتالية وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، والسماح بعبور المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

كما انضمت كل من البرازيل والمكسيك، إلى جبهة المطالبة بوقف إطلاق النار، وقال الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إن "ما يحدث الآن هو جنون من رئيس وزراء إسرائيل الذي يريد محو غزة"، موضحا أن ارتكاب حماس أى عمل مسلح ضد إسرائيل لا يبرر قتل ملايين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.

وخرجت فنزويلا عن صمتها ونددت ب"جرائم الإبادة الجماعية" التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الأهالى فى غزة، وجددت دعوتها للتوصل إلى وقف فوريٍ لإطلاق النار، والبحث عن حلولٍ فوريةٍ استناداً لقرارات الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام.

ويري الخبراء أن إيمان دول أمريكا اللاتينية بعدالة القضية الفلسطينية وحقوقها المشروعة تنبع من أن شعوبها الكادحة خليط من شعوبٍ أصليةٍ و مهاجرين، وكلاهما تعرّض لحروبٍ استعماريةٍ أو حروبٍ أهليةٍ أو اضطهاد، وذاقوا مرارة الاحتلال والسطو على الحرية وسرقة الأرض، ولذلك تتعاطف دول أمريكا اللاتينية بشكل عام مع كل القضايا الإنسانية".

ومع صعود الأحزاب اليسارية والقوى الثورية إلى سدة الحكم، لعبت دورا قوميا في تأييد مثل هذه القضايا ثأرا من تواطؤ القوى الكبري وفى مقدمتها الولايات المتحدة مع العدوان الإسرائيلي، ورغبة في كسر شوكة تحالفات الغرب لتصفية الفلسطينيين وخدم مصالح إسرائيل علي حساب المواثيق الدولية وحقوق الإنسان.

وبينما صعدت أحزاب يمينيةٌ مؤخرا في أوروبا، توفر الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي لآلة الحرب الإسرائيلية، تبنت التيارات اليسارية معسكرا مضادا، لمقاومة انتهاكات غزة، وما تمثله من عوامل كافية لإفقار واضطهاد شعوب العالم الثالث والسكان الأصليين، ودفن الحقوق فى مقبرة التاريخ.

وعلى مدار عقود، تدفقت موجات هجرة كبيرةٍ من دول الشام العربية إلى أمريكا اللاتينية، فدولة تشيلي تحتضن نحو 500 ألف مواطن على الأقل من أصلٍ فلسطيني، وبها شوارعٌ سُمّيت على أسماء مدنٍ فلسطينية وفريقُ كرة قدمٍ يحمل اسم فلسطين.، فضلا عن تقلد فلسطينيين مناصب حكومية ووظائف مهمة في البلديات .. وينطبق المشهد أيضا على البرازيل وتحديدا مدينة فلوريانابوليس جنوبيّ البلاد، والتي سُميّت تيمُنًا بمدينة نابلس الفلسطينية وبها جالية عربية وفلسطينية قوية، علاوة علي جالية لبنانية ضخمة في ولاية ساوباولو .

واقتصاديا، تتحرك دول أمريكا اللاتينية بحرية أكبر مع ما تتمتع به من فائضٌ اقتصاديٌ كبير، واعتماد أقل على القروض والمساعدات الخارجية وقيود صندوق النقد الدولي علي سبيل المثال.. وهو الأمر الذي يضمن لها مزيدا من التضامن مع الفلسطينيين والشعوب الفقيرة أو المقهورة فى وجه أى محتل أو مستعمر.

وتراهن أمريكا اللاتينية علي وحدة صفها أمام مخططات إسرائيل الشيطانية لمنع سيناريوهاتها لاقتلاع القضية الفلسطينية من جذورها، والقضاء نهائيا على حلم الدولة المستقلة، وبممارسة الضغط الدولى وسحب السفراء والحصار الاقتصادى للمصالح والاستثمارات الإسرائيلية فى خطوات كان من المفترض أن تحمل "العلامة العربية والإسلامية"!