رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

من أبو الغيط إلى سامح شكري.. مواقف مريبة للدبلوماسية المصرية أمام” ليفني” عاهرة الموساد الأولى

المصير

الأحد, 18 فبراير, 2024

06:44 م

كتب :محمد أبوزيد

في عام 2006 وبعد أن دكت إسرائيل لبنان بمئات الأطنان من القنابل ودمرت أجزاء واسعة من العاصمة بيروت في حرب تموز الشهيرة التي استمرت 36 يوما.

حضر وزير الخارجية السابق وأمين عام جامعة الدول العربية الحالي أحمد أبو الغيط لمجلس الشورى للحديث عن الموقف المصري من الحرب على لبنان.

كان لقاءا ساخنا بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى الذي كان يترأسه صفوت الشريف.

ومن بين أخطر ما قاله أبو الغيط في تلك الجلسة أنه اجتمع مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية دولة الإحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت - و عاهرة الموساد الأولى التي سبق وأن أعترفت بممارسة الجنس مع مسئولين عرب في منظمة التحرير الفلسطينية من أجل خدمة الدولة العبرية-


وأشار أبو الغيط إلى أنه اجتماعه مع ليفني كان قبل قرار الحرب على لبنان، وأنه حينما تحدث معها عن الحرب قالت له بالنص "لقد سبق السيف العزل" أي أن قرار الحرب قد تم اتخاذه ولا يمكن وقفه.
لم يكشف أبو الغيط عن موقف الخارجية المصرية حينما قالت ليفني أن قرار الحرب لا رجعة فيه ، وهل اعترض على كلامها أم لا.

ما زاد الطين بلة أن أبو الغيط هاجم من ينادون بالحرب دفاعا عن لبنان الذي دمرت إسرائيل بنيته التحتية قي تلك الحرب وقال إن العرب لن يحاربوا بالدماء المصرية، وهو ما يعني أن مصر لن تحارب من أجل أحد.، وبسبب هذا الموقف الغريب والمثير لأبو الغيط تعرض لحملة انتقادات شرسة من مفكرين و إعلاميين دبلوماسيين عرب ومصريين ، وهو ما دفعه إلى أن ينفي تلك التصريحات بعد ذلك "ولكن السيف قد سبق العزل أيضا"


بعد 18 سنة يكرر التاريخ نفسه ويجلس سامح شكري مع عملية الموساد ووزير الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في ميونخ في ألمانيا ويقع في نفس الفخ الذي وقع فيه أبو الغيط ولكن بصورة مريبة ومثيرة للجدل وعلامات الاستفهام.

فحينما تحدثت تسيبي ليفني عن أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام وحماس موجودة وأنه يجب الفضاء عليها

جاء تعقيب سامح شكري مريبا وصادما ومفاجئا بقوله أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني وأنه يجب محاسبة من مول حماس،وعمل على تقويتها،

تصريحات شكري الصادمة آثارت موجة غضب عاتية ضده و وضد الخارجية المصرية.

فلا يعرف أحد ماذا كان يقصد بتلك الكلمات الغامضة ومن هم الذين يجب محاسبتهم على تمويل حماس.. هل هي قطر أم إيران أم تركيا أم انه قصد إسرائيل نفسها؟

تصريحات شكري التي تتجاوز الموقف الرسمي للدولة المصرية الرافض للتهجير والرافض لتصفية القضية الفلسطينية، والذي يحمل إسرائيل المسئولية الكاملة عما عن كل المجازر التي ارتكبت في حق أبناء غزة، جاءت كمن سكب البنزين على النار.

فبدلا من أن يندفع رأس الدبلوماسية المصرية ليذكر عاهرة الموساد جرائم الإبادة الجماعية التي مارستها آلة الحرب الصهيونية ضد أطفال ونساء غزة، راح يتحدث عن حماس ومن مولها ومن وقف ورائها.

و تصدر شكري الترند في مصر على موقع x وتعرض لهجوم لاذع وانتقاذات عنيفة من نشطاء بمواقع التواصل بمصر وخارجها، ووصلت الانتقادات إلى مقارنته بأهم وزير خارجية في تاريخ مصر عمرو موسى، وقال نشطاء مواقع التواصل أن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض، شكلا وموضوعا.

وبينما جاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي قوية و مؤثرة خاصة عند قوله بأن إسرائيل ستحاسب على ما فعلته في فلسطين وفي غزة، جاءت زلة لسان سامح شكري مخيبة لكل الآمال.

وسامح شكري هو أطول وزير خارجية في تاريخ مصر بعد عمرو موسى يجلس في منصبه، وهو الوزير الوحيد الذي استمر في منصبه بعد 30 يونيو وحتى الآن.
ويواجه شكري انتقادات حادة وعنيفة من قبل دبلوماسيين سابقين وأكاديميين بسبب حالة الضعف الشديد الذي أصاب الدبلوماسية المصرية في عهده خاصة في أخطر أزمة في تاريخ مصر وهي أزمة سد النهضة