رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

خبراء اقتصاد للمصير:تعويم الجنيه بدون توفير حصيلة دولارية”هيغرق البلد”

المصير

الجمعة, 16 فبراير, 2024

07:07 م

كتبت : نجلاء كمال ‏
قال خبراء اقتصاد أن صدور قرار بتعويم الجنيه في ظل عدم توافر الدولار سيكون له بالغ الأثر على الدولة والشعب ، و قد تغرق البلاد ‏خاصة في ظل فشل العديد من الدول التي اتبعت تلك السياسة ويمكن أن يغرق التعويم ‏مصر ويضعها على مسار الدول التي فشلت في تحقيق مستهدفاتها.

وأشار الخبراء في تصريحات لموقع المصير إلى أن ارتفاع ‏حجم التضخم أدى لتراجع حجم الاستثمارات الأجنبية، وطالبوا بإيجاد حلول ‏سريعة وعاجلة لمشكلة التضخم .‏


وأكد الاقتصاديون الذين تحدثت معهم المصير أننا نعاني منذ فترة من صعوبات في جذب الاستثمارات الأجنبية ، ‏و تراجع أعداد السياح، بالإضافة إلى الانخفاض الكبير في تحويلات وكل هذه الأمور أدت إلى تراجع حصيلة النقد الأجنبي، وهو ما يعني عدم توافر الدولار، وفي حال التعويم بدون وجود حصيلة دولارية سيؤدي ذلك لعواقب وخيمة.


‏ وعلى العكس تماما يقف الخبير الاقتصادى والمستشار القانوني نزيه سعد الذي يرى نتائج إيجابية للتعويم.

ويقول للمصير أن التعويم إذا خطط له ‏بشكل صحيح فإنه يؤدى الى انخفاض أسعار المنتجات مع وجود صعوبة فى ‏الاستيراد نتيجة ارتفاع سعر العملة وهو ‏ما يجعل الإنتاج المحلي أكثر قوة ‏ونشاطا ‏في الأسواق الداخلية، كما أنه يدفع ‏المواطنون لشراء المنتجات المحلية ‏لانخفاض ‏سعرها ووفرتها عن ‏بديلاتها المستوردة.‏
وأضاف سعد أن التعويم قد يقود أيضا إلى ارتفاع ‏الطلب على المنتجات المصرية في ‏‏الأسواق العالمية لانخفاض سعرها، ‏الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ‏الصادرات وتدفق ‏الدولار على ‏البلاد. ‏
ولفت سعد إلى أن ارتفاع أسعار الواردات سيكون إحدى ‏النتائج المباشرة لتعويم ‏الجنيه، وهو ‏ما يعني أن تأثيرها سيكون ملموسا ‏على جيب المواطن المصري، ‏‏لاستيراد مصر أكثر من نصف ‏احتياجاتها الغذائية .‏


بينما يرى الخبير الاقتصادي رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية ‏والاستراتيجية أن التعويم لن ‏يحل المشكلة الحالية التي تمر بها ‏البلاد خاصة مع ‏عدم توافر النقد الأجنبي لفترات طويله.

وأضاف في حديثه مع المصير " حينما يتجه أي مستثمر أو رجل ‏الى البنك للحصول على مبالغ من النقد الأجنبي ولا يستطيع الحصول عليها ويجد ‏المبالغ المطلوبة سيلجأ للشراء من السوق الموازي وهو ما يدفع بسعر الدولار ‏الى تجاوز الـ 60 والـ 70 جنية ، وتابع"اذا اتجهنا الى التعويم سيزيد سعر الى 90 و100 ‏، ولكن أذا توفر لدى البنوك احتياطي كبير من النقد الأجنبي لتلبية احتياجات ‏المستثمرين وأصحاب المشروعات لمدى زمنى طويل وقتها يصبح التعويم حل ‏جيد .‏
‏ وأشار عبده إلى أن التعويم سيساعد على زيادة الأسعار، و رفع المعاناة ‏على ‏المواطنين و لذلك أقر الرئيس عبدالفتاح السيسى حزمة الحماية الاجتماعية ‏بهدف تحسين دخل الفرد للتغلب على زيادة الأسعار التي حدثت في الفترة ‏الماضية والتي ستحدث في حالة التعويم ‏‎.‎
وأكد عبده أن الدولار في حالة التعويم سيصبح مكلف جدا، خاصة وأن مصر ‏دولة غير منتجة وتستورد كل شيء من الخارج سواء الطعام او ملتزمات الإنتاج ‏والمعدات ، وهو ما نراه الان من ارتفاع كافة السلع بدأ من اللحوم حتى الفجل ‏والجرجير ارتفعت اسعارهم وأبسط ملتزمات الحياة أيضا ارتفعت أسعارها بشكل ‏مبالغ فيه ،وأن تطبيق التعويم لن يحل المشكلة الا اذا كنا نمتلك إيرادات كبيرة ‏من النقد الأجنبي ، حيث ان سياسة التعويم تناسب دولة مثل الصين لامتلاكها ‏صادرات كثيرة تستطيع تصديرها .‏
وأضاف عبده أن مع دخول مصر لـ"البريكس" من المفترض ان تحقق نقله كبيرة ‏لأنها تعنى تبادل السلع بالسلع المحلية وبالتالي لن نحتاج الى دولار ، ولكن هناك ‏تساؤل هل نمتلك انتاج ليتم تبادله مع دوله مثل الصين في حدود ما يعادل 14 ‏مليار دولار صادرات ، وماذا سنعطيهم وما هى الفوائض لدينا من الإنتاج المحلى ‏لكى نتبادله مع دولة واحدة مثل الصين وكذلك روسيا ، اين الإنتاج الذى نتبادله ‏مع باقي الدول الأعضاء في البريكس. ‏
ومن وجهة نظر الدكتور رشاد عبده أن الحل هو الوحيد لحل تلك الازمة هو العمل والإنتاج ، مع تيسير ‏مهمة ‏المستثمر في إقامة المشروعات ، وتقديم حزمة حوافز بدأ من المساعدة في ‏عمليات التصدير والترويج لمنتجاتهم ، وتوحيد سعر الدولار ، والقضاء على ‏الفساد والبيروقراطية، وتثبيت السياسيات الاقتصادية ، واشار إلى النموذج الأمريكي قائلا "الولايات ‏المتحدة الامريكية وهى دولة لا تمتلك قانون للاستثمار ورغم ذلك تعد من أكبر ‏الدول جذباً للاستثمار لأنها دولة تقدم العديد من الحوافز لجذب المستثمرين ‏اليها ، وتعطى ضمانات كبيرة لهم وتعمل على تثبيت السياسات الاقتصادية لديها ‏وهو ما يحتاج اليه المستثمر في دراسة جدوها لإقامة أي مشروع .‏

وأشار الخبير الاقتصادي رشاد عبده إلى أن مشكلة التضخم هي أحد أكبر ‏المشكلات التي تواجه المستثمرين، خاصة أن المستثمر سوف يحقق العديد من ‏الأرباح ولكنها ستضيع بسبب التضخم وسعر الصرف غير المستقر ، وتسائل "علام سيبنى المستثمر دراسة الجدوى هل على سعر الصرف غير المستقر أم ‏على سعر الدولار داخل البنك المركزي او داخل السوق الموازية قبل التعويم أم ‏بعد التعويم كلها مشاكل وعقبات تواجه المستثمر وتجعله مرتعش الأيدي .‏

وشدد عبده على ضرورة القضاء على البيروقراطية والروتين وتثبيت سعر الصرف ‏،والسياسات لتشجيع المستثمرين على إقامة مشروعاتهم بكل ثقة ، وعلى سبيل ‏المثال الحزب الديمقراطي وهو الحزب الحاكم بالولايات المتحدة الامريكية وهو ‏اكبر حزب بالعالم شعاره هو الحمار ، لأنه عندما بدأت أمريكا لم تكن تمتلك وقتها ‏سفن او طريق ممهدة وكان الحمار هو من يتولى عمليات النقل الى ان تم اختراع ‏الطائرات والصاروخ والذكاء الاصطناعي وحتى الان لايزال شعار الحزب هو ‏الحمار.‏
وكان الرئيس السيسي قد وجه بأكبر حزمة عاجلة للحماية الاجتماعية يتم تنفيذها ‏اعتبارا من الشهر الجارى وتتضمن الحزمة رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، ‏ليصل إلى 6 آلاف جنيه شهريا‎.‎
وشملت الحزمة الاجتماعية التي وجه بها الرئيس السيسى 15% زيادة في ‏المعاشات لـ 13 مليون مواطن، بتكلفة إجمالية 74 مليار جنيه، و15% زيادة في ‏معاشات "تكافل وكرامة" بتكلفة 5,5 مليار جنيه، لتصبح الزيادة خلال عام 55% ‏من قيمة المعاش، على أن يتم تخصيص 41 مليار جنيه لمعاشات "تكافل ‏وكرامة" في العام المالي 2024/2025‏‎.‎