رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

"إنما المؤمنون إخوة".. كيف حث على التسامح والإخاء ونبذ العداوة والبغضاء

أيمن نادي الحنفي

الأربعاء, 3 يوليو, 2024

01:47 م

الخصام و الضغينة هما مشكلتان كبيرتان يمكن أن تؤثران على العلاقات الاجتماعية والأسرية، وقد حث الإسلام على الابتعاد عنهما للحفاظ على التآلف والمودة بين الناس، و يعزز الإسلام قيم التسامح، والإصلاح بين الناس، ونبذ العداوة والبغضاء.


الخصام

الخصام هو النزاع و الشجار بين الناس، وهو من الأمور التي نهى عنها الإسلام، فيقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً" (صحيح مسلم). هذا الحديث يحث المسلمين على تجنب الخصام والبغضاء والتحاسد والتدابر، ويدعوهم إلى أن يكونوا إخوة متحابين.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا: "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه" (صحيح البخاري)، مما يدل على خطورة الخصام والهجران الطويل بين المسلمين.

 كما أن الإسلام يدعو إلى السعي للإصلاح بين المتخاصمين، حيث يقول الله تعالى في سورة الحجرات: "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا" (الآية 9).

الضغينة

أما الضغينة فهي الكراهية والحقد في القلب، وهي أشد خطراً من الخصام لأنها تدمر العلاقات وتبث الكراهية في المجتمع، فيقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بما هو أفضل درجة من الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله،  قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة" (سنن الترمذي).

الضغينة تؤدي إلى الفساد والقطيعة بين الناس، ولهذا حث الإسلام على تطهير القلوب من الأحقاد والبغضاء. يقول الله تعالى في سورة الحشر: "وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا" (الآية 10)، وهو دعاء يطلب فيه المؤمنون من الله تطهير قلوبهم من الغل والكراهية تجاه الآخرين.


من خلال هذه التعاليم، يتضح أن الإسلام يدعو إلى المحبة والتآلف بين الناس، وينهى عن الخصام والدغينة، و يجب على المسلم أن يسعى دائماً للإصلاح بين الناس، وأن يحرص على تطهير قلبه من الأحقاد والبغضاء، ويعيش بروح التسامح والمحبة. وبذلك، يمكن للمجتمع أن يعيش في سلام ووئام، وتتحقق القيم الإسلامية السامية في حياة الناس.