رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

تراجيديا "فيلسوف الناشئين".. أحمد رفعت رحلة صبر مع المرض الغامض.. والإهمال مع سبق الإصرار!!

حكاية فارس فيوتشر من البداية للنهاية

أيمن نادي الحنفي

الإثنين, 8 يوليو, 2024

01:46 م




كتب - شريف سمير :

إمام محمدين .. تذكروا هذا الاسم جيدا، فهو أكثر شخص تنهمر دموعه حزنا على رحيل لاعب مودرن فيوتشر أحمد رفعت .. لأنه ببساطة أول من اكتشف موهبة اللاعب وأزال عنها الغبار أثناء رئاسته لقطاع الناشئين بالاتحاد السكندري ولفت الأنظار إلى رفعت خلال فترة تواجده بإنبي ليبدأ طريق الأضواء فى المستطيل الأخضر.

** مثالي منذ الصغر!

وعن علاقته برفعت، وصف محمدين النجم الراحل بأنه "فيلسوف" وهو اللقب الذي اشتهر به وسط زملائه نظراً لكلامه وتنظيمه وأسلوبه .. وقال إن رفعت بعد رحيله عن الأهلي انضم مع كهربا لنادي إنبي، وتدرب مع فريق 15 سنة، وهو شخصية مثالية منذ الصغر وسابق سنه، وطوال فترة تواجده لم يفتعل أي مشاكل، ولكنه تعرض لمحنة في عام 2010 لإصابة صعبة في الحوض ووقفة مجلس الإدارة  بجانبه وخضع للعلاج في ألمانيا، ثم عاد وصنع نجومية مبكرة في منتخب الشباب ولمع اسمه لينضم بعد ذلك إلى القلعة البيضاء!.
 
** الأب الروحي!

وعرف رفعت طريق التألق فى الملاعب تحت القيادة الفنية للاعب الكبير السابق علي ماهر، سواء في النادي المصري أو فريق فيوتشر بمُسماه القديم، ولعل ارتباط رفعت بماهر وانتقاله معه من المصري إلى فيوتشر فى نفس الموسم الذي رحل فيه ماهر عن المصري يظهر مدى قوة علاقة "الأب الروحي"، وكانت تلك العلاقة نقطة مضيئة في مشوار اللاعب الراحل ليدخل حسابات الأهلي والزمالك، ويضع قدما فى المنتخب الوطني!

** شهادة برتغالية!

وعاد رفعت لتمثيل منتخب مصر تحت قيادة البرتغالي كارلوس كيروش خلال بطولة كأس العرب بقطر 2021، حيث لعب 4 مباريات، وسجل هدفًا فى مرمى السودان وآخر ضد الأردن، كما صنع هدفًا ضد "النشامى" فى ذات المباراة بالدور ربع النهائي، وعنه قال الخواجة كيروش  :"إنه موهبة كروية موهوبة ولطيفة وطبيعية، روحه وقلبه وُلِدا للاستمتاع بالجانب الجميل من اللعبة".
وأضاف :"كان لاعبا ساحرا وماهرا وساعد ذلك في جلب السحر إلى استادات كرة القدم، وكان من دواعي فخري أن أشارك حياتي مع رفعت"، واختتم كيروش قائلا: "سيظل في قلبي وصلواتي" .. وكأنه يشعر بداخله بأن الوجوه لن تلتقي ثانية!!.

 ** الفارس الأبيض!

 أما البرتغالي أوجوستو إيناسيو، المدير الفني السابق لفريق الزمالك، فقد تعامل مع رفعت عندما انضم إلى الفارس الأبيض عام 2016 قادمًا من إنبي، ثم خرج على سبيل الإعارة للنادي البترولي في يناير 2019، قبل العودة للزمالك، وانتقل منه إلى الاتحاد السكندري في يوليو من نفس العام، وتدرب مع "الفارس الأبيض" مع عدد من المدربين، منهم إيناسيو، وسجل اللاعب خلال تلك الفترة هدفين وصنع آخر لصالح فريقه، وتحدث إيناسيو عن رفعت قائلا :"كان لاعبا جيدا جدا، وعلى خلق عال للغاية ولم يثر أي مشكلة خلال مدته مع الفارس الأبيض".

** أصعب ساعة ونص!

ولن ينسى أحد "رمضان 2024"  حينما شهدت الدقائق الأخيرة من مباراة الاتحاد السكندري ومودرن سبورت، في الدوري، سقوط رفعت دون أي احتكاك على أرضية الملعب، مما أثار الرعب، بسبب حالة الإغماء التي دخل فيها اللاعب دون أي سبب واضح، وجرى نقله على الفور من خلال سيارة الإسعاف إلى أحد المستشفيات القريبة من الملعب، للاطمئنان على حالته الصحية، في الوقت الذي أنهى فيه حكم اللقاء المباراة فورا.

** رحلة فى الإنعاش!

وبعد عدة فحوصات وتحاليل وأشعات داخل المستشفى، وصلت الأنباء بتوقف عضلة قلب رفعت لمدة ساعة ونصف، قبل نجاح الطاقم الطبي في إنعاش عضلة القلب مجددا، وجرى نقله من غرفة الطوارئ للعناية المركزة، وبعدها جرى فحص اللاعب بشكل أدق، ومتابعة نبضه وضربات القلب، وجرى وضعه بعدها على أجهزة التنفس الصناعي.

** عودة مؤقتة!

وخلال فترة تواجده بالمستشفى، زاره العديد من نجوم الكرة المصرية، وحرص وليد دعبس، رئيس مجلس إدارة مودرن سبورت، على متابعة الموقف لحظة بلحظة بالمستشفى، وبعد عدة أسابيع، عاد رفعت إلى منزله، بعدما خرج من مستشفى وادي النيل، عقب فترة من الرعاية الطيبة والفحوصات اللازمة، بعد الأزمة الصحية الأخيرة، كما قضى عيد الفطر رفقة أسرته، موجها رسالة بعد الأزمة التي مر بها، قائلا: «بفضل دعواتكم.. الحمد لله ربنا نجاني، وعديت المرحلة الصعبة" .. ولم يكن يعلم أن فى انتظاره ما هو أصعب وأكثر مشقة!
 
** القضية لم تنته!

وبعد أسابيع أخرى، ظهر رفعت إعلاميا لأول مرة بعد الأزمة الصحية، وتحدث في الكثير من الأمور، مؤكدا صعوبة عودته للملاعب في الموسم الجاري، ومشيرا إلى أن أمنيته العودة لممارسة كرة القدم مجددا .. ولاتزال فصول مأساته التراجيدية تحمل الكثير من الأسئلة والأسرار ولم يسدل الستار عليها لمعرفة لماذا رحل مبكرا.. هل هي إرادة الله التى لا رد لقضائه أبدا.. أم حلقة أخرى من مسلسل الإهمال والتقصير فى حقوق وحياة لاعبينا وهم في عنفوان شبابهم؟؟!!