كتب: محمد أبوزيد
حينما وقعت جائحة كورونا، ألصق الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء كل الأزمات الاقتصادية التي مرت بها مصر، ومن بينها ارتفاع معدلات التضخم بشكل غريب وزيادة الأسعار بشكل كبير ، وتراجع قيمة الجنيه في الجائحة
وبعد أن تعافي العالم صحيا واقتصاديا من كورونا، وقعت الحرب الروسية
الأوكرانية، وتأثرت إمدادات القمح لمصر بفعل الحرب، كما ارتفعت أسعار القمح في
البورصات العالمية، وكالعادة انخفض الجنيه المصري مرة أخرى لمستويات قياسية، وزادت
معدلات التضخم، وقفز لأرقام غير مسبوقة، وتضاعفت أسعار كل السلع بشكل صادم في شهور قليلة
وليس في سنوات، واللافتة الجاهزة للتبرير عند مدبولي وحكومته هو الحرب الروسية
الاوكرانية وتأثيراتها "الرهيبة" على الاقتصاد المصري بالإضافة لتأثيرات كورونا.
فحينما كان يسأل الرجل عن ارتفاع أسعار الزيوت تكون الإجابة الحرب الروسية الاوكرانية، ارتفاع
أسعار البصل، الحرب الروسية الاوكرانية، ارتفاع
أسعار السمك 300% ، ارتفاع أسعار
اللحوم 200% ، ارتفاع أسعار الفراخ 300%، ارتفاع أسعار
البيض 400%، ارتفاع أسعار الألبان .. الإجابة واحدة لا تتغير الحرب الروسية
الأوكرانية.
بعدها بشهور اشتعل الصراع في السودان بين حميدتي وميلشياته والبرهان
وجيشه، ودخلت السودان في حرب أهلية طاحنة، فأضاف الدكتور مدبولي إلى أجندته سببا
جديدا لأسباب الأزمة الاقتصادية في مصر وهو الحرب في السودان، ليصبح القوس
"كورونا +الحرب الروسية الأوكرانية+الأوضاع في السودان" =أزمة اقتصادية
غير مسبوقة في مصر.
ترك مدبولي القوس مفتوحا لأي طارئ جديد ، فإتت بعدها حرب غزة، ففتح
القوس مجددا
وأضاف له غزة.
وهكذا لا يمل ولا يكل الدكتور مصطفى مدبولي عن إرجاع أي أزمة اقتصادية أو تعثر اقتصادي أو تراجع للعملة، وأي زيادة مخيفة للأسعار بسبب الظروف الإقليمية والدولية التي كان لها بالغ التأثير على مصر.. هكذا يقول دائما
مفاجأة مذهلة في المرتبات ب أوكرانيا
أوليسا فتاة أوكرانية تبلغ
من العمر 18 عاما، تعشق الحضارة المصرية القديمة
بجنون، وقرأت كثيرا عن تاريخ مصر وتقول أنهم يدرسون التاريخ المصري القديم
والحضارة الفرعونية لهم في المدارس في
المرحلة الابتدائية والإعدادية ، تدرس حاليا
سيكولوجي في الجامعة ، وتتحدث الانجليزية بطلاقة، ومعها والدتها إلينا،
تعمل في مركز تجميل، وصديقتهم فاليا وتعمل في مجال الفبريكا, ورابعتهم درست منهج
مقارب للهندسة وتعمل في مجال صناعة كراسي السيارات.
ما هو الحد الأدنى للرواتب في مصر؟ هكذا سألت العائلة الأوكرانية، وهم متشوقون لمعرفة الرقم والإجابة.
كان السؤال مباغتا ومفاجئا، فالحد الأدني في الحكومة يختلف عن القطاع
الخاص يختلف عن المهن الحرة، وما يتم الإعلان عنه شئ وما يتم تطبيقه شيئا اخر، قلت
لهم ما يوازي 90 دولار.
حينما سمعوا الإجابة، كأن
على رؤوسهم الطير، لم يصدقوا اطلاقا، أن الحد الأدنى 90 أو 100 دولار،
وحينما سألتهم عن الحد الأدنى للرواتب لديهم كانت المفاجأة،فالحد الأدنى لديهم 600
دولار
المفاجآت تتوالى
لم تكن مفاجأة الرواتب في أوكرانيا هي المفاجأة الوحيدة التي جاءت
على لسان العائلة الاوكرانية، ولكن توالت المفاجآت،
العملة الأوكرانية "هيرفينيا" رغم الحرب الشاملة والكاسحة
التي تواجهها أوكرانيا والتي وصلت في أوقات كثيرة العاصمة كييف، تساوي 1 جنيه مصري
و20 قرش،
سعر الدولار قبل الحرب كان 28 هيرفينا..و بعد الحرب 40 هيرفينا فقط
في حين أن سعر الدولار في مصر قبل التعويم 7 جنيهات، وأصبح الآن
وبدون أي حرب يلامس ال50 جنيها.
يبلغ سعر كيلو اللحم البقري في
أوكرانيا ورغم الحرب حوالي 200 هيرفينيا أي ما يوازي 240 جينه مصري.
ارتفع متوسط تكلفة 1 غيغابايت من الإنترنت إلى 20.83 هريفنا (0.75
دولار) والإنترنت المنزلي 300 هريفنيا شهريا.
يبلغ سعر كيلو التفاح في أوكرانيا 20 هيرفينيا أقل من 25 جنيه مصري
بينما ترتفع هناك أسعار العنب والبرتقال بشكل أكبر بكثير من مصر
هل تصل الرسالة لمدبولي وحكومته؟
أوكرانيا التي تخوض حرب وجود هي الأخطر في تاريخها مع أكبر دولة
نووية في العالم وثاني أكبر جيش في العالم ، وقتل عندهم عشرات آلألاف من الأوكرانيين وأكثر من 100 ألف
من الجيش الروسي، ولا يوجد بيت في أوكرانيا الا وسقط فيه قتيل في تلك الحرب، التي
استخدمت فيها روسيا كل أنواع أسلحتها باستثناء السلاح النووي.، ومع ذلك الحد
الأدنى لدخل أقل فرد هناك لا يقل عن 600
دولار وهو ما يوازي 30 ألف جنيه مصري تقريبا، وأسعار الخضروات واللحوم والدواجن أرخص
من مصر، والانترنت ارخص من مصر
وعملتها أقوى من العملة المصرية، فهل وصلت الرسالة؟؟
