وضع العالم يده على قلبه مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية واختيار ما بين محافظ متشدد وإصلاحي معتدل؛ ليحسم الغرب شكل وطبيعة المعركة مع طهران، وأي كفة ترجحها كتلة الخليج لترويض العلاقة مع الثعلب الإيراني!!
** العدو الصهيوني!
وأمام كلا المعسكرين يقف العدو الصهيوني متربصا لصعود إيراني محتمل، ومشهرا سلاحه لتحريض بقية الأطراف على تقويض العلاقات مع طهران وحرمانها من حلم النفوذ الإقليمي والمشروع النووي الكبير، وعلق وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي صعدت بالإصلاحي مسعود بزشكيان إلى كرسي الرئاسة في إيران، وقال كاتس: "في الانتخابات، أرسل الجمهور في إيران رسالة واضحة عن الرغبة في التغيير ومعارضة نظام آيات الله، والآن يجب على العالم تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، والمطالبة بإلغاء البرنامج النووي ووقف دعم المنظمات الإرهابية، فهذه هي الفرصة الوحيدة لتحقيق التغيير".
** رسائل الخليج!
وأمام الألاعيب الإسرائيلية، تقف رسائل الخليج الدبلوماسية حائط صد، وأبرزها تهنئة بعثها الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين بفوز بزشكيان معربا عن تطلع المملكة للاستمرار في تنمية العلاقات مع طهران، ومواصلة التنسيق والتشاور في سبيل تعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي، وتقاطعت الرسالة الملكية مع تأكيد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على نفس المبدأ وتعزيز المصالح المشتركة.
** قبلة السعودية!
وفي مارس 2023، وقعت إيران والسعودية اتفاقا تاريخيا بوساطة صينية؛ لاستئناف العلاقات بعد سجالات بينهما في المنطقة لسنوات، ومنذ ذلك الحين، يواصل مسؤولون من الجانبين المحادثات لتعزيز العلاقات، وتمثل السعودية بوابة لدول الجوار الخليجي فى فتح آفاق تعاون وصفقات تجارية مربحة مع الحليف الإيراني.
** الصديق الروسي!
ووسط كل هؤلاء اللاعبين المهرة، يقفز إلى المشهد الدب الروسي ليهنئ ويبارك بزشكيان؛ سعيا لبناء تحالف جديد أكثر قوة ومشاغبة يغازل به القطب الأمريكي ويقضي على محاولاته للانفراد بالقرار العالمي.
** معسكر أوروبا!
أما المعسكر الأوروبي فينظر إلى عودة الإصلاحيين لسدة الرئاسة بالكثير من الارتياح. فدول أوروبية على رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تضغط على إيران من أجل وقف توسيع برنامجها النووي، وتأمل فى أن يؤدى هذا إلى فتح الطريق أمام إحياء الاتفاق النووي.
وعادة يؤدي تولي سياسي إصلاحي الرئاسة فى إيران إلى تهدئة التوترات مع الغرب، إلا أن بزشكيان لن يكون استثناء من هذه القاعدة، فأحد وعوده الانتخابية الأساسية هي العودة لطاولة المفاوضات مع الغرب من أجل رفع العقوبات، على الرغم من أنه أكد أن هذا لن يكون سهلا وسيستغرق وقتا وسيتم على مراحل، خاصة في ظل انشغال الرئيس الأمريكي جو بايدن بحملة إعادة انتخابه.
** ترقب أمريكي!
كما ستترقب واشنطن خلال الأسابيع المقبلة نتائج الاتصالات الأولى بين نظام بزشكيان والحكومات الأوروبية، لتقرر ما إذا كانت هناك احتمالات لفتح ملف المفاوضات النووية، خاصة مع تصريحات وزير الخارجية البريطانى الجديد ديفيد لامى التي أشار فيها إلى أن لندن تدعم وتأمل في عودة المفاوضات مع طهران؛ لتخفيف حدة التوترات الدولية والإقليمية.