رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

"وعاشروهن بالمعروف" أصول تعامل الزوج مع زوجته.. تعرف عليها

أيمن نادي الحنفي

الخميس, 4 يوليو, 2024

06:12 م

 

الخصام بين الزوجين وإهانة الزوج لزوجته من الأمور التي تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية والأخلاق الإنسانية.

فمن المعلوم أن الشريعة الإسلامية تحث على المعاشرة بالمعروف والتعامل بالحسنى بين الزوجين، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا".

إهانة الزوج لزوجته تصنف ضمن سوء المعاملة وهو تصرف غير مقبول في الإسلام،  فالزوج مسؤول عن رعاية زوجته وتوفير البيئة الآمنة والمحبة لها، وعليه أن يعاملها برفق ورحمة.

 إن التعامل السيء والإهانة قد تترك آثاراً نفسية عميقة على الزوجة، وقد تؤدي إلى تفكك الأسرة وتشتيت الأطفال.

من ناحية أخرى، فإن الخصام بين الزوجين يمكن أن يحدث لأسباب متعددة، منها الاختلافات الشخصية أو الضغوط الحياتية، فالشريعة الإسلامية توجب على الزوجين حل الخلافات بالطرق السلمية والودية، حيث يجب على الزوج أن يكون متفهما وصبورا، وأن يسعى للتوصل إلى حلول ترضي الطرفين، كذلك الزوجة يجب أن تكون متفهمة لحال زوجها وأن تحاول تجنب ما قد يسبب له الضيق.


في حال عدم التوصل إلى حل، يمكن اللجوء إلى الحكمين من أهل الزوجين لمحاولة التوفيق بينهما، كما جاء في قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} (النساء: 35).

وإذا استمر الزوج في إهانة زوجته وخصامها بشكل متكرر ودون مبرر شرعي، فإن ذلك يعتبر ظلمًا ويجب على الزوجة أن تسعى لحقوقها وتطلب المساعدة إذا لزم الأمر، و يمكنها التوجه إلى العلماء والمختصين في الشؤون الأسرية للحصول على النصح والإرشاد، وفي بعض الحالات قد يكون الطلاق هو الحل الأمثل إذا استحال العيش بسلام.

الرسول صلى الله عليه وسلم كان خير قدوة في التعامل مع زوجاته، فقد كان يعاملهم برفق وحب، وكان يقول: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". وهذا يدل على أهمية المعاملة الطيبة والإحسان بين الزوجين، وأن كل طرف يجب أن يسعى لإسعاد الآخر وتقديم الدعم والمحبة.

في الختام، يجب على الزوجين أن يتقوا الله في علاقتهم وأن يسعوا جاهدين لحل الخلافات بينهم بطرق ودية ومحترمة،  وعليهم أن يتذكروا أن الزواج ميثاق غليظ، وأنه يجب على كل طرف المحافظة على هذا الميثاق والتعامل مع الآخر بما يرضي الله سبحانه وتعالى.