رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

ابتسامات محمد عبد الله أول من حملت السلاح .. القيادة العامة للقوات المسلحة تنعى أول ضابطة في الجيش المصري

المصير

الأربعاء, 31 يوليو, 2024

10:45 م

نعت القيادة العامة للقوات المسلحة السيدة ابتسامات محمد عبد الله، التي توفيت عن عمر يناهز 97 عاماً، وهي أول ضابطة في الجيش المصري. قدمت الفقيدة إسهامات بطولية خلال حرب فلسطين عام 1948، حيث كانت من بين أولى النساء اللواتي حملن السلاح وشاركن في عمليات تمريض المصابين في المستشفى الميداني الذي أقامته مصر في مدينة غزة.

عى المجلس القومي للمرأة، بخالص الحزن السيدة ابتسامات ضابط محمد عبد الله أول سيدة ضابط في الجيش المصري التي وافتها المنية.

وأعرب المجلس عن بالغ الحزن والأسى لفقدان مصر إمرأة مصرية شجاعة وطنية مثابرة لم تخشي من حمل السلاح من أجل الدفاع عن أرض وطنها الغالي مصر وكانت دائماً في خدمة التمريض بالجيش تطوعاً منها في حب بلادها، فهي قدوة لكل إمرأة مصرية.

يُذكر أن المجلس القومي للمرأة، قام بتكريم ابتسامات عام ٢٠١٦ بإهدائها درع المجلس وشهادة تقدير تقديرًا للدور الذي قامت به خلال حرب فلسطين 1948 ومشوارها في الجيش المصري.

null


والسيدة ابتسامات محمد عبدالله هي إمرأة مصرية حملت السلاح وتطوعت فى خدمة التمريض بالجيش لتكون أول سيدة تشارك ميدانيا فى الحروب العربية فى عصرها الحديث وكان ذلك فى حرب 1948 التى حصلت خلالها على رتبة "ملازم أول" وهى كذلك أول سيدة تحصل على نوط الجدارة والاستحقاق من آخر ملوك مصر "فاروق الأول" الذى منحها ساعته الذهبية – ومازالت تزين معصمها حتى اليوم – تقديراً لدورها المشرف فى تمريض مصابى حرب 1948 بالمستشفى الميدانى الذى أقيم خصيصا داخل أحد المنازل فى مدينة غزة.


وُلدت ابتسامات في محافظة بني سويف عام 1927، وكان والدها القائمقام المصري محمد عبد الله، وجدها السلطان فضل النور. كان والدها يعمل كضابط مفتش غفر بمديرية أسيوط برتبة بكباشي التي تعادل مقدم الآن وهو من ريف مركز ميت غمر التابع لمحافظة الدقهلية، أما والدتها فهي فاطمة فضل ابنة السلطان فضل نور سلطان إقليم واو (حالياً في جنوب السودان)، ولديها خمس أشقاء هم «المعتصم بالله والمتوكل بالله والمؤتمن بالله والأمين بالله والمأمون و سوسنة وتنهدات» [4] ،انتقلت برفقة والديها و إخوتها إلى شارع إسماعيل باشا أبوجبل في حى عابدين بالقاهرة. ، و تزوجت ابتسامات من الضابط والرياضي محمد حبيب و قد توفي قبل 6 سنوات، ولم ترزق منه بأولاد.

تعلمت ابتسامات في المدارس الابتدائية الفرنسية إلا أنها لم تكمل تعليمها العالي ، وبالرغم من توقف دراستها إلا أنها لم تتهاون في تحقيق حلمها «العمل التطوعي»،[7] فقررت الالتحاق بالتمريض في الهلال الأحمر عن طريق اعلان قرأته في إحدى الصحف، يطلب 75 متطوعة للقوات المسلحة في الخدمات الطبية، فتقدمت للوظيفة، وكانت أول ضابطة برتبة ملازم أول تتطوع في الجيش.

وتحكي قصة زواج والديها قائلة: «كان والدي ضمن مجموعة من الضباط المصريين في حملة إلى جنوب السودان. فطلب والدي أن يتزوج من هناك. فقالوا له إن السلطان فضل النور لديه بنات فأذهب له، وذهب إليه وطلب إحدى بناته وتعرف على تفاصيل الزواج وجهز قطيعاً كبيراً من الماشية من أبقار وجمال وأغنام وتزوج والدتي، وعاد إلى مصر».


null

 الإلتحاق بالجيش
وتحكي قصة إلتحاقها بالجيش المصري كأول ضابطة تقول : «كنت أحب التمريض وأمارس التطبيب خيالياً مع لعباتي. أربط رأس العروسة وأضع لها شريطا أحمر، وأطلب لها الإسعاف. وفي يوم وجدت إعلاناً في الصحيفة يطلب فيه الهلال الأحمر متطوعات لدراسة التمريض. قدمت ودرست لمدة عام «نظرياً وعملياً» وتخرجت بعد عام، ووجدت إعلاناً آخر في الصحف يطلبون فيه متطوعات للجيش، فذهبت واجتزت المعاينة وكانت المسؤولة عن الاختيار هي وصيفة الملكة فريدة زوجة الملك فاروق وهي الشخصية المشهورة «ناهد رشاد» زوجة الدكتور يوسف رشاد. وكانوا يأخذون بنات العائلات فتم قبولي وتم توزيعنا على مستشفيات مصر.

 حرب فلسطين
في ذلك الوقت اشتدت الحرب في فلسطين بين العرب وإسرائيل في عام 1948م. وكانت هنالك حاجة شديدة لممرضات للسفر لفلسطين لمداواة الجرحى، فتم إختيارها. وتقول عن ذلك :»ذهبنا بالقطار حتى غزة «العريش غزة» كانت المعارك شديدة وأعداد الجرحى لا حصر لها. كانوا من كل البلاد العربية، من السعودية واليمن والسودان وغيرها. وكان يوجد ألماني واحد تطوع لحرب إسرائيل اسمه هانز ورغم أنه غير مسلم، لكنه مؤمن بقضية فلسطين. تواصل في السرد قائلة: «كنا نذهب للخنادق وميادين القتال لنضمد جراح الجنود الذين لا تتطلب مداواتهم وجودهم في المستشفى. وأثناء وجودنا جاء الملك فاروق إلى فلسطين، وقبل حضورنا فاتني أن أقول أننا تسلمنا رتباً عسكرية وكانت رتبتي الأولى ملازم.

 هدية الملك فاروق
تقول ابتسامات: «وعندما رجع الملك إلى القاهرة أمر بإعطائنا هدايا عبارة عن ساعات قيمة فيها تاريخ زيارته لغزة، وما زالت هذه الساعة موجودة على معصمي وتعمل بشكل جيد. تعد الثواني والدقائق والساعات من تلك السنوات. وكانت هدية ملكية تاريخية. ومع الساعات تم منحنا نوط الجدارة من الذهب ونجمة فلسطين.

 محمد نجيب
وعن الرئيس المصري الأسبق تقول: «علاقة الأسرة كانت قوية مع محمد نجيب منذ أن كان ضابطا صغيرا في الجيش المصري. فقد كان صديق العائلة وهو من أصول سودانية مثلي. كان يأتي ليتناول الوجبات التي يحبها في منزلي. يحب الجمبري كثيراً، ولم تنقطع زياراته إلى منزلنا حتى أثناء اعتقاله بعد نجاح ثورة يوليو. وكان يأتي معه الحرس وعنده كلب يحبه كثيراً، أعد له الطعام الذي يفضله فيتناول وجبته ثم يذهب».

عن فترة اعتقاله تقول: استغربت جداً لاعتقاله وهو قائد الثورة. وأذكر أنني سألته عن أسباب اعتقاله وكنت مشفقة عليه، فلم يتحدث بسوء عن جمال عبد الناصر وجماعته وقال لي المهم أن الثورة نجحت و»الأولاد فرحانين» وكان يقصد الجنود. وقال انه طلب في اجتماع بعد نجاح الثورة تسليم الحكومة والبلد للملكيين ورجوع الجيش للثكنات فرفضوا هذا الطلب، وقاموا باعتقاله وتحديد إقامته. وأقول أنه رغم ذلك لم يشتم واحداً منهم وتحمل هذا القرار بصدر رحب.

 ثورة يوليو
روت  ابتسامات أسرارا مهمة عن الثورة المصرية وتقول: «كنت أسكن في فيلا كبيرة تحيط بها حديقة واسعة محاطة بسور. كان محمد نجيب يزورني وهو سبب زواجي من محمد حبيب بعد أن رفض أخي بحجة أن العديد من أفراد الأسرة في الجيش. وفي أحد الأيام تخطى محمد النجيب السور قافزاً وكان الوقت ليلاً وطرق الباب فسألته مين؟ فأجاب أفتحي سريع أنا أونكل محمد نجيب. فاستغربت جداً لهذه الزيارة الغريبة، رغم أنه كان يزورني كثيراً في النهار. ودخل وكان يحمل في يده شنطة وتبدو عليه دلالات الاهتمام الشديد بالشنطة فقال لي دخلي الشنطة دي عندك ومتفتحيهاش أبداً»!

وطلب مني بألا يعرف أي شخص مهما كان بحقيقة هذه الشنطة. أصابني الخوف وقلت له: الشنطة دي فيها أيه بصراحة كده؟ فقال لي فيها أوراق مهمة تخص نادي الضباط وسلاح الحدود(حيث كان يعمل). ترك الشنطة عندي لمدة يوم وليلة ثم جاء وأخذها في المغرب، ثم قامت الثورة، فعرفت أن هذه الشنطة كانت تحتوي على معلومات وخطة الثورة وهي معلومات خطيرة جداً.