كتب: حسين علي
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع «إكس» (تويتر سابقًا)، مقطع فيديو للرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، يتحدث فيه عن العلاقات الأخوية بين إيران وأمريكا، مؤكدًا أنه لا توجد عداوة بين البلدين.
وقد اعتبر البعض أن هذا التصريح يشير إلى تحول في السياسة الإيرانية تجاه أمريكا، وبالتالي تغير محتمل في موقفها من الكيان الصهيوني الذي يُعَد فرعًا من أمريكا.
وللوقوف على حقيقة ودلالات هذه التصريحات، تواصل موقع "المصير" الإخباري مع الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، الذي أكد أنه لا يعتقد أن هناك تحولًا في السياسة الإيرانية، حتى مع مجيء رئيس جديد، مشيرًا إلى أن التصريحات القديمة التي نُسبت للرئيس الحالي جاءت أثناء حملته الانتخابية، ليُقدّم نفسه كرجل سلام، وليس رجل حرب.
وأوضح زهران أن مثل هذه التصريحات من الجانب الإيراني تستهدف فضح العدو الأمريكي، مذكرًا بأن إيران تعتبر أمريكا "الشيطان الأكبر"، وفقًا لما قاله الإمام الخميني.
وأكد أن المرشد الإيراني الحالي، آية الله خامنئي، لا يزال يستخدم هذا المصطلح، وأن جميع رؤساء إيران، وقادة الحرس الثوري، ووزراء الخارجية يؤكدون تعاملهم مع أمريكا باعتبارها "الشيطان الأكبر".
وأضاف زهران أن إيران تتعامل مع الكيان الصهيوني باعتباره كيانًا استعماريًا مغتصبًا ينفذ الأجندة الصهيونية الأمريكية والمخططات الماسونية، مشيرًا إلى أن الإيرانيين يصفونه بأنه "غدة سرطانية" يجب إزالتها. وأكد أن تحرير القدس وفلسطين من النهر إلى البحر هو مسئولية إيرانية.
وأشار زهران إلى أن الإمام الخميني، منذ قدومه إلى السلطة، قام بتحويل السفارة الإسرائيلية في طهران إلى سفارة لفلسطين عام 1979، في خطوة تعكس الموقف الإيراني الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
كما أكد زهران أن الرئيس الإيراني بزشكيان شدد في تصريحاته الأخيرة على أنه لا يوجد تغيير في استراتيجية إيران تجاه محور المقاومة، وأن دعم بلاده لجميع أطراف هذا المحور، بما في ذلك الدول الداعمة له، هو خط ثابت لن تحيد عنه.
وتساءل زهران: "كيف يمكن لإيران، التي تؤكد دعمها لمحور المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني، أن تكون في مواجهة مباشرة مع أمريكا؟"، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني يُعَد فرعًا من الولايات المتحدة.
وأوضح أن إيران لا تضع نفسها في مواجهة الكيان الصهيوني فقط، بل تعتبر نفسها في مواجهة مباشرة مع أمريكا، فكيف يمكنها السعي للتقرب منها؟
وأكد الدكتور زهران أن إيران منذ عام 1979 وهي في حالة عداء مستمر مع أمريكا والكيان الصهيوني والغرب بشكل عام. وأشار إلى أنه لا يمكن التوقع، في ظل الحرب المستعرة منذ السابع من أكتوبر حتى الآن، أن يحدث أي تحول نوعي في الموقف الإيراني، موضحًا أن تغيير الرئيس في إيران ليس متغيرًا كبيرًا في سياسات الدولة.
واعتبر أن مثل هذه التصريحات هي مجرد نوع من الدبلوماسية التي تسعى لتوضيح أن أمريكا دولة عدوانية، خاصة في ظل اتهامات واشنطن لطهران بتزويد روسيا بالسلاح.
وقد دعا الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الاثنين، إلى ضرورة تعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية، وقال إنه وجه دعوة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لزيارة إيران، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية.
وقال الرئيس الإيراني خلال أول مؤتمر صحفي له منذ انتخابه: "وساطة الصين بيننا وبين السعودية كانت خطوةً مهمةً لتحسين التضامن في المنطقة".
وذكرت الوكالة أن الرئيس الإيراني دعا ولي العهد السعودي لزيارة إيران.
وقال بزشكيان: "خلال اتصال مع ولي العهد السعودي، وجهت له دعوة لزيارة طهران، وإذا كانت هناك فرصة سنقوم بزيارة (إلى السعودية) أيضا"، طبقا لما أوردت "تسنيم".
وأشار بزشكيان إلى العلاقات مع الدول الإسلامية مثل السعودية ومصر والأردن، وذكر أنهم يحاولون تعزيز علاقاتهم.
وردا على سؤال خلال مؤتمره الصحفي، أكد الرئيس الإيراني أن "وحدة المسلمين والإصلاح بين الأخوة له أهمية كبيرة وأي خلافات يجب حلها عبر الحوار والتعاون. أرحب بأي خطوة يمكن أن تقربنا من بعضنا البعض".
وأشار إلى الآية القرآنية "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"، وقال: "إن إصلاح ذات البين أهم من الصلاة والصيام"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "تسنيم".
كما تحدث الرئيس الإيراني عن العلاقات بين بلاده وتركيا، مؤكدًا: "تركيا صديقتنا وشقيتنا. معتقداتنا وثقافتنا ممزوجة بعضها البعض ويجب علينا التواصل مع بعضنا، وهذا هو دافعنا ورغبتنا في بلورة استثمارات مشتركة بين إيران وتركيا".
وتحدث الرئيس الإيراني عن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق، إسماعيل هنية في طهران، وقال بزشكيان: "باغتيال هنية، أرادت إسرائيل جرنا إلى حرب إقليمية، لكننا مارسنا ضبط النفس حتى الآن، ونحتفظ بالحق في الدفاع عن أنفسنا"، بحسب وكالة "تسنيم".
وحول العقوبات المفروضة على إيران، قال بزشكيان إنه سيوجه رسالة إلى مجمع تشخيص مصلحة النظام بشأن رفع العقوبات ومجموعة العمل المالي (FAFT).