أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن جمع الصلوات وقصرها يكون في الأساس للمسافر الذي يقطع مسافة تزيد عن 83 كيلومترًا، على أن تكون مدة إقامته في المكان المقصود أقل من أربعة أيام، بخلاف يومي السفر والرجوع.
وفي توضيحاته خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع فيسبوك، أوضح الدكتور شلبي أن هناك حالات أخرى يمكن فيها الجمع بين الصلوات دون قصرها، رغم عدم السفر. ومن هذه الحالات الاستثنائية الضرورية: أن يكون الشخص في عيادة، أو يحضر محاضرة، أو في عمل أو اجتماع يستمر حتى يفوت وقت الصلاة.
وأضاف شلبي، مستشهدًا بحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في صحيح الإمام مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلوات في المدينة بدون خوف أو سفر، وعندما سئل عبد الله بن عباس عن سبب ذلك، أوضح أن النبي أراد بذلك أن يرفع الحرج عن أمته.
وفي سياق متصل، أشار الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إلى أنه لا مانع من الجمع بين الصلوات عند الحاجة، مثل العمل المتواصل الذي يصعب قطعه أو خشية فوات مصلحة شرعية، بشرط ألا يصبح ذلك عادة مستمرة. واستشهد وسام برواية ابن عباس رضي الله عنهما التي ذكر فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، بدون خوف أو سفر أو مطر.
واختتم وسام حديثه بتوضيح أن الجمع المستمر بين الصلوات بدون عذر غير جائز، لأنه خلاف ما نقله الرسول صلى الله عليه وسلم وحثه على أداء الصلوات في أوقاتها. وأكد أن الجمع الذي أشار إليه ابن عباس هو ما يسمى بالجمع الصوري، وهو أداء صلاة الظهر في آخر وقتها والعصر في أول وقتها بحيث تبدو كأنها جمعت، لكنها في الواقع صُليت في أوقاتها.
كما أشار إلى الرخص المتعلقة بجمع وقصر الصلاة للمسافر، بشرط أن يكون السفر طويلًا (85 كيلومترًا فما فوق) ومباحًا، وأكد أن القصر يشمل فقط الصلوات الرباعية، مثل الظهر والعصر والعشاء.