رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

خبراء مياه وعسكريين يكشفون لـ«المصير» الخطوة القادمة لمصر في حال عدم رد مجلس الأمن على المذكرة ضد إثيوبيا

حسين على

الإثنين, 2 سبتمبر, 2024

02:56 م

كتب: حسين علي


في تصعيد خطير بملف سد النهضة، أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي الأخيرة حول المرحلة الخامسة من ملء السد استياء السلطات المصرية. دفع هذا التصعيد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، لتوجيه خطاب إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أكد فيه رفض مصر القاطع للسياسات الإثيوبية الأحادية المخالفة لقواعد القانون الدولي. وأوضح أن هذه السياسات تشكل خرقًا صريحًا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015، وكذلك البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021. أشار الدكتور بدر عبد العاطي إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" بشأن حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد تُعد غير مقبولة جملة وتفصيلًا بالنسبة للدولة المصرية، وتمثل استمرارًا للنهج الإثيوبي الذي يهدد استقرار الإقليم.


هذا التصعيد يطرح تساؤلات حول تأثير القرار الإثيوبي على حصة مصر من المياه، والخيارات المتاحة أمام مصر، وهل يعكس هذا التصعيد قرب مواجهة مع إثيوبيا؟ خاصة مع تصريحات الرئيس السيسي التي أكد فيها أن مصر لن تسمح لأحد بالاعتداء على حقوقها، قائلاً بكل حزم: "محدش يجرب مصر".


سعى موقع "المصير" في هذا التقرير للإجابة عن هذه التساؤلات وتفنيد الاحتمالات الممكنة خلال الفترة المقبلة.


خطاب مصر إلى مجلس الأمن: خطوة معتادة بعد كل عملية تخزين


أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن إرسال مصر خطابًا إلى مجلس الأمن يعد خطوة معتادة بعد كل عملية تخزين، وذلك لإثبات اعتراض مصر على القرارات الإثيوبية دوليًا. وأشار إلى أن التخزين الخامس بدأ منذ أكثر من شهر ونصف، في 17 يوليو الماضي، وتم تشغيل توربينين أيضًا. وأضاف شراقي أن سد النهضة يزداد خطورة يومًا بعد يوم على السودان ومصر نتيجة حجم التخزين الكبير (أكثر من 57 مليار متر مكعب، وسيرتفع قريبًا إلى 64 مليار متر مكعب)، مما يبرز أهمية التركيز على هذا الأمر أمام مجلس الأمن.


من جانبه، أكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن مصر إذا لم تتلق ردًا من مجلس الأمن، فقد تلجأ إلى محكمة العدل الدولية، ثم الاتحاد الأفريقي، للتأكيد على أن إثيوبيا لم تلتزم باتفاق ملء وتشغيل السد، وأن الخيار العسكري سيكون آخر خيار لدى الدولة المصرية.


تحديات استراتيجية كبيرة على كافة الحدود


أشار اللواء فرج، خلال ندوة نظمتها لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين، إلى أن مصر تواجه تحديات استراتيجية كبيرة على كافة الحدود، وأن مشكلة سد النهضة تعد من أهم التحديات أمام مصر الآن. وأضاف أن السودان قد يغرق بالكامل حال انهيار سد النهضة، مشيرًا إلى أن الهضبة الإثيوبية تتعرض لدورات جفاف وفيضانات تستمر لسبع سنوات، وأن مصر تخشى من تأثير سبع سنوات جفاف مستقبلية.


وأكد أن الصراع القادم في المنطقة سيكون حول المياه والغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن مصر، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت في تعزيز قدراتها العسكرية، خاصة البحرية، لحماية استثماراتها في مجال الغاز الطبيعي.


علام: سد النهضة يمثل تهديدًا للوجود المصري


أكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية الأسبق، أن سد النهضة وتصرفات الإدارة الإثيوبية المنفردة تمثل تهديدًا للوجود المصري. وشدد على أن الدولة المصرية لن تتردد في استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن شعبها وسيادتها. وأشار علام في منشور عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" إلى أن مصر تقدمت بخطاب لمجلس الأمن لتوضيح الخطوات الأحادية الإثيوبية لاستكمال بناء وملء وتشغيل السد، بما يعوق التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب حول قواعد ملء وتشغيل السد.


وحول احتمال المواجهة مع إثيوبيا، أشار الدكتور عباس شراقي إلى أن الوجود المصري في الصومال يمثل ردعًا لإثيوبيا، متوقعًا أن تمتثل للحوار، خاصة بعد دخول جيبوتي على الخط واستعدادها للتعاون مع إثيوبيا في استغلال ممر جيبوتي بشكل شرعي، نظرًا لأن جيبوتي ستكون المتضرر الأول إذا حصلت إثيوبيا على منفذ في أرض الصومال.


يذكر أن اللجنة العليا لمياه النيل اجتمعت برئاسة رئيس مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، وأكدت حق مصر في الدفاع عن أمنها المائي واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك على مختلف الأصعدة. كما تناولت اللجنة سبل تعزيز التعاون في حوض النيل، بما يسهم في تعزيز الرخاء والازدهار لدول المنطقة، وتجنب التوترات الناتجة عن السياسات الإثيوبية غير التعاونية.