قبل عدة ساعات، شهدت مدينة طابا المصرية حادثة جديدة من نوعها عندما تعرض اثنان من السائحين الإسرائيليين للاعتداء في أحد الفنادق خلال مشاجرة مع عامل مصري .
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس للغاية، حيث تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي حربًا ضارية على قطاع غزة، حربًا تنظر إليها الشعوب العربية، وخاصة الشعب المصري، على أنها إبادة جماعية مستمرة منذ عقود.
رغم توقيع اتفاقية كامب ديفيد قبل أكثر من 45 عامًا، إلا أن هذا الاتفاق لم ينجح في تطبيع العلاقات بين الشعبين. فالعقل الجمعي المصري لا يزال يرى في إسرائيل عدوًا، والتطبيع معها خيانة للدماء التي أُريقت دفاعًا عن القضية الفلسطينية.
وترصد "المصير" أشهر حوادث الإسرائيلين في مصر في السطور التالية:
حرب الإبادة الجماعية في غزة وتأثيرها في العقل المصري
في الوقت الذي تتصاعد فيه أرقام الضحايا في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر، يشعر المصريون بغضب عارم تجاه ما يحدث. هذه المشاعر تتجسد في رفضهم للتطبيع، وفي تحول هذا الغضب إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع. لم تكن حادثة طابا الأولى من نوعها، بل جاءت كحلقة جديدة في سلسلة من الحوادث التي تعكس هذا الغضب الشعبي.
حادثة طابا: تكرار للمشهد في ذاكرة المصريين
تفاصيل الحادثة الأخيرة تُعيد إلى الأذهان العديد من الحوادث السابقة التي تعرض فيها الإسرائيليون لاعتداءات على أرض مصر. في طابا، تلك المدينة التي تحمل رمزًا خاصًا في الصراع المصري-الإسرائيلي، وقع الاعتداء الأخير. رغم أن التحقيقات لا تزال جارية، إلا أن الدوافع تبدو واضحة؛ إنها تجسيد للرفض الشعبي العارم لتواجد الإسرائيليين على الأراضي المصرية.
حادث الأقصر 1985: بداية الغضب
في صيف عام 1985، كان من أولى الحوادث البارزة التي تعرض لها الإسرائيليون في مصر حادثة الأقصر. مجموعة من الشبان المصريين هاجموا سياحًا إسرائيليين في المدينة الأثرية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم. هذا الحادث كان بمثابة شرارة أشعلت موجة من الغضب الشعبي ضد أي محاولة لتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل. ورغم المحاولات الحكومية لاحتواء الموقف، إلا أن هذه الحادثة رسخت فكرة أن العداء الشعبي تجاه إسرائيل لا يزال قائمًا.
الهجوم على حافلة السياح في سيناء 2004: العدو في العمق
في أكتوبر 2004، وقعت واحدة من أكبر الهجمات التي استهدفت الإسرائيليين على الأراضي المصرية، حيث استهدفت سلسلة من التفجيرات المتزامنة منتجعات سياحية في سيناء، وكان الإسرائيليون هم الهدف الأساسي. الحادثة أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصًا، معظمهم من الإسرائيليين. هذه التفجيرات هزت المنطقة وأكدت مرة أخرى أن التطبيع مع إسرائيل هو مجرد ورقة على طاولة المفاوضات، ولكنه غير مقبول بين المصريين.
حادثة الحدود 2023: تصعيد على جبهة الغضب
في 2023، وقعت حادثة على الحدود المصرية-الإسرائيلية، حيث فتح جندي مصري النار على مجموعة من الجنود الإسرائيليين، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم. ورغم أن السلطات المصرية والإسرائيلية حاولت معالجة الأمر بهدوء لتجنب تصعيد سياسي، إلا أن الحادثة كشفت عن التوتر الكامن بين الجانبين، وأن أي استفزاز قد يؤدي إلى اشتعال الأمور في أي لحظة.
حادثة قتل السائح الإسرائيلي في القاهرة 2013: نار تحت الرماد
في 2013، قتل سائح إسرائيلي في القاهرة على يد مصري في حادثة أثارت ضجة كبيرة. الهجوم وقع في وضح النهار وأمام أنظار العامة، مما يعكس حالة الاحتقان التي يعيشها المصريون تجاه الإسرائيليين. ورغم أن السلطات حاولت التخفيف من حدة الحدث واعتبرت أنه تصرف فردي، إلا أن التحليلات كشفت عن أن الغضب الشعبي تجاه إسرائيل كان ولا يزال متأججًا.
انفجار الإسكندرية 2019 و استهداف المصالح الإسرائيلية
في 2019، وقع انفجار قرب مقر القنصلية الإسرائيلية في الإسكندرية، مما أسفر عن إصابة عدة أشخاص. التحقيقات الأولية أشارت إلى أن المستهدف كان الموظفين الإسرائيليين العاملين في القنصلية. الحادثة أظهرت أن العداء الشعبي لا يقتصر فقط على استهداف الأفراد، بل يمتد ليشمل أي وجود إسرائيلي على الأراضي المصرية.
الرفض الشعبي للتطبيع: أكثر من مجرد مشاعر
ورغم أن الحوادث المذكورة تشير إلى أن الغضب الشعبي تجاه إسرائيل قد يتجسد في بعض الأحيان في اعتداءات جسدية، إلا أن الرفض الشعبي للتطبيع يتجاوز ذلك بكثير. المصريون يرون في إسرائيل عدوًا تاريخيًا، والاتفاقيات السياسية لم تغير من هذه الحقيقة. التطبيع بالنسبة للكثيرين هو خيانة للقضية الفلسطينية، وللدماء التي أريقت دفاعًا عن أرض فلسطين.
خاتمة
منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ومصر تشهد توترًا مستمرًا بين متطلبات السياسة ورغبات الشعب. الحوادث المتكررة التي يتعرض لها الإسرائيليون على الأراضي المصرية هي دليل واضح على أن التطبيع لم ولن يكون مقبولًا لدى المصريين. الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين تزيد من هذا الرفض وتؤجج مشاعر الغضب. وعلى الرغم من محاولات الحكومات المتعاقبة لتخفيف هذه التوترات، إلا أن الشعب المصري يبدو أنه يرفض التطبيع وسيظل متمسكًا بمواقفه الرافضة حتى ينتهي الاحتلال الإسرائيلي وتتحقق العدالة للفلسطينيين.