يواصل الكاتب
الكبير أيمن شرف أستاذ إبراهيم عيسى ومكتشفه ومقدمه لعالم الشهرة والصحافة الكتابة
المصحوبة بالأدلة الموثقة و الموثوقة والمؤكدة عن علاقة عيسى المباشرة ب المخابرات الإسرائيلية،
وهذا هو
المقال الثالث من أصل 5 مقالات... وإلى نص المقال
هل فرنانديز
استثناء من توجهات معهد ميمري؟، هل هو بعيد عن ضباط المخابرات الإسرائيلية ممن
أسسوا وأداروا ويديرون (دميمري)؟ هل هو بعيد عن رموز وقادة اليمين اليهودي المسيحي
الأمريكي المتطرف، أم أنه مناسب تماماً ومتوافق تماماً معهم لكي يرأس المعهد قبل
وبعد رئاسته لشبكات البث الأمريكية؟ وما هي استراتيجيته وأسباب اختياره لإبراهيم
عيسى (وإسلام بحيري)؟ هل كان في نزهة لكي يستريح قليلاً بعيداً عن توجهات (ميمري)
عندما ترأس شبكات البث الأمريكية؟ أم كان يواصل تلك التوجهات في مكان آخر؟ هل
يمكننا أن نفترض أن فرنانديز صاحب رؤية تحررية يؤمن بحرية التعبير والفكر
والاعتقاد والديموقراطية الليبرالية ويريد كسر الفجوة بين الشرق والغرب وتقليص
العداء بين العرب والسياسات الأمريكية أم أنه يريد (كما يريد رجال المخابرات
الإسرائيلية في ميمري) تشويه العرب والمسلمين وتوجيه الكتاب والصحفيين وصناع الرأي
والقرار من أعضاء مجلس الشيوخ والكونجرس في أمريكا وأمثالهم في أوروبا نحو العداء
للعرب والمسلمين -دولاً وحكومات، شعوباً ومجتمعات- بغرض واحد هو ضمان "بقاء
إسرائيل" من خلال تفكيك أي أيديولوجيا مناهضة لها سواء كانت قومية أو دينية؟
إلام يؤدي تشويه العرب والمسلمين -دولاً وحكومات، شعوباً ومجتمعات- وتعميق العداء
لهم في أمريكا وأوروبا.. وحول العالم؟ سيؤدي إلى أن تواصل السياسة الأمريكية
(والغربية) الضغط على العرب - المسلمين لكي يقبلوا بوجود إسرائيل ويخضعوا لإرادتها
ويتخلوا عن حقوقهم لها، بل ويتحالفوا معها ضد إيران مثلاً.
ليس البحث في
خلفيات فرنانديز تفتيشا في الأفكار أو النوايا - لا سمح الله- بل بحث عن التوجهات
التي تجعله يضع "سياسة تحريرية" لشبكات البث الأمريكية ويختار لها
"المناسبين" لتنفيذها.. أليس كذلك؟، ولهذا اختار - مثلاً- "بمجرد
توليه إدارة قنوات الحرة وراديو سوا في صيف 2017 مجموعة كتاب [مستقلين] يعرفهم،
ليخصص لهم سلسلة مقالات يسميها: "من زاوية أخرى" لنشر آرائهم الحرة على
موقع تويتر للقناة.. وطلب ألا تزيد المقالة عن 600 كلمة وسيدفع عن كل مقال 500$
دولار، ممكن تزيد لاحقا، وممكن تحويل المقالات لاحقا لمنصات إذاعية وتليفزيونية"،
(الاقتباس هنا من مقال حافظ الميرازي "أنا و"الحرة")، "أما عن
الموضوعات فهذه ترجمة لما كتب لنا في رسالة بالإنجليزية أرفق صورة لها: "كل
ما تريد الحديث عنه وتهواه من موضوعات، سواء كانت عن حقوق الانسان أو العلمانية أو
الفن والثقافة أو السياسة، يمكنك انتقاد الأنظمة العربية أو التوجهات السياسية، أو
حتى أمريكا (ولكن بحدود) السياسة الأمريكية.. .. " رابط مقال الميرازي ورسائل
فرنانديز له بالإنجليزية:
https://web.facebook.com/hafez.almirazi.7/posts/10158629805350288
ترى لو كان
إبراهيم عيسى (أو إسلام بحيري) ينقد فكرة "يهودية الدولة العبرية"
(إسرائيل) أو ينقد "الخزعبلات العقلية في التوراة" باعتبارها
"مختلفاً عليه" أو ينكر "الهولوكوست" ويركز على منع أي مؤرخ
غربي من التشكيك في "محرقة اليهود" بل وسجنه وتشويهه (في بلدان
الديموقراطية وحرية التعبير والفكر والاعتقاد العريقة).. هل كان فرنانديز سيختاره
لتقديم برنامج يقول فيه هذه الأشياء ويعطيه أجراً مجزياً عليها؟ بالطبع لا، فشبكات
البث الأمريكية - كما وضع فرنانديز سياستها التحريرية - لا تريد هذا، ولا تريد
أيضا "حرية تعبير وفكر واعتقاد في المطلق"، بل تلتحف بهذه الشعارات
وغيرها على شاكلة "مكافحة التطرف" لكي تضرب وتقوض أي أيديولوجيا مناهضة
لإسرائيل، سواء كانت إسلامية أو قومية عربية، من هنا كان عيسى (وبحيري) مناسبين
تماماً لفرنانديز وسياسته التحريرية، والذي تولى المهمة بعد شهور من تولي
"دونالد ترامب" الشهير بعدائه وتعصبه ضد العرب والمسلمين، وانحيازه
الهائل لإسرائيل، ولست هنا في حاجة للتدليل على خدمات ترامب لإسرائيل (نقل السفارة
الأمريكية للقدس، واعتراف أمريكا في عهده بالقدس عاصمة لإسرائيل واعترافها بسيادة
إسرائيل على الجولان).