في تصعيد مفاجئ، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، مستهدفًا مناطق جنين وطولكرم، في إطار ما وصفه بمحاولة إحباط "تشكيلات مسلحة" تتطور بشكل لافت في الضفة الغربية.
عملية عسكرية واسعة
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب عن بدء العملية العسكرية، التي أطلق عليها اسم "المخيمات الصيفية"، مشيرًا إلى أنها ستستمر لعدة أيام. وتهدف العملية، وفقًا للبيان المشترك الصادر عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، إلى "اعتقال المطلوبين وتدمير البنية التحتية" في مخيمي جنين ونور شمس للاجئين. كما أكد البيان أن عملية كبيرة أخرى تجري في مخيم الفارعة للاجئين في الأغوار، حيث يحاصر الجيش المستشفيات القريبة لمنع المسلحين من الوصول إليها.
وتشمل العملية الواسعة مئات المقاتلين ومرافقة جوية كبيرة، مع إمكانية إجلاء منظم للسكان الفلسطينيين وفقًا لمواقع القتال المتوقعة. ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي العملية بأنها الأوسع منذ عملية "السور الواقي" في عام 2002.
سقوط 11 شهيدًا
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل 11 فلسطينيًا في العملية العسكرية، بينهم اثنان في مدينة جنين، وأربعة في قصف استهدف سيارة قرب المدينة، وأربعة آخرين في مخيم الفارعة قرب طوباس. كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة ثلاثة آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين وطوباس.
معارك ضارية في شمال الضفة
وفي سياق متصل، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن "سرايا القدس" تخوض معارك ضد القوات الإسرائيلية التي تشن هجومًا شاملاً على مدن شمال الضفة الغربية ومخيماتها. وتأتي هذه المعارك في إطار محاولة الجيش الإسرائيلي فرض السيطرة على القدس والمسجد الأقصى.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش يعمل بشكل مكثف في جنين وطولكرم لإحباط ما وصفه بـ"البنى التحتية الإرهابية" التي أقيمت هناك، متهمًا إيران بمحاولة إنشاء "جبهة إرهابية" في الضفة الغربية، على غرار غزة ولبنان.
ختام
هذا التصعيد الكبير في الضفة الغربية يهدد بتفاقم الوضع المتوتر أصلاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يزيد من حدة الصراع في المنطقة ويفتح الباب أمام مواجهات أوسع وأشد ضراوة.