تفاقمت التوترات داخل الحكومة الإسرائيلية بعد اندلاع حرب كلامية بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وذلك على خلفية رسالة رئيس جهاز الشاباك لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والتي تتعلق بعنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. هذه الخلافات العلنية كشفت عن انقسامات عميقة داخل إسرائيل.
أشار غالانت إلى أن "التصرفات غير المسؤولة" لبن غفير "تعرض الأمن القومي للخطر وتعمق الانقسامات الداخلية في البلاد". وأضاف أن "رئيس جهاز الأمن العام وأفراده يقومون بواجبهم في التحذير من العواقب الوخيمة لهذه التصرفات".
وكان غالانت قد هاجم بن غفير في 25 يوليو الماضي، متهماً إياه بـ"محاولة تفجير الشرق الأوسط" بعد إعلان الأخير السماح لليهود بأداء الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة. وفي منشور على منصة "إكس"، قال غالانت: "بن غفير يحاول باستمرار تفجير الشرق الأوسط"، وأضاف: "أرفض بشكل قاطع أي أفكار من شأنها المساس بالوضع الراهن في القدس".
من جهته، وصف رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية بأنها "إرهاب قومي"، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية العنيفة على قرية جيت الفلسطينية شمال الضفة الغربية. وجه بار انتقادات حادة لحكومة نتنياهو، خاصة بشأن تسليح الإسرائيليين بأسلحة خطيرة لتنفيذ هجماتهم ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي رسالة إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع، اتهم رئيس الشاباك الوزير بن غفير بتشجيع هذه الممارسات بشكل متعمد، بما في ذلك زيارته للقدس التي تعتبر انتهاكاً صارخاً لسياسة الوضع الراهن. وحذر من أن هذه التصرفات تضر بإسرائيل بشكل كبير.
لم يتقبل بن غفير هذه الانتقادات، ورد بمطالبة بإقالة رئيس الشاباك رونين بار والانسحاب من جلسة الحكومة. كما اتهم غالانت بالتخاذل، قائلاً: "وعدتم بإرجاع لبنان إلى العصر الحجري، بينما أنتم تعيدون شمال إسرائيل إلى العصر الحجري". وأضاف: "بدلاً من مهاجمتي على تويتر، هاجم حزب الله في لبنان".
فيما أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عن قلقه من رسالة رئيس الشاباك، واصفاً إياها بأنها "تحذير أخير من كارثة مقبلة". وأكد لابيد على ضرورة عزل بن غفير من مراكز اتخاذ القرار، محذراً من أن الحكومة تسير نحو انهيار الأمن القومي الإسرائيلي.