المصير
في خطوة أثارت
الكثير من الجدل والإعجاب، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، بتقبيل
القرآن الكريم أمام عدسات الكاميرات، بعد أن حصل على نسخة ذهبية منه كهدية من
رمضان قيديروف، رئيس جمهورية الشيشان، وأحد أقرب حلفاءه. هذا المشهد، الذي يعكس
علاقة بوتين الخاصة بالإسلام والمسلمين في روسيا، ليس الأول من نوعه؛ فقد سبق
للرئيس الروسي أن استخدم الرموز الدينية، بما في ذلك القرآن، في العديد من
المناسبات لتعزيز علاقته مع المسلمين الروس ومع العالم الإسلامي.
علاقة تتجاوز اللحظة
منذ وصوله إلى
السلطة، أظهر فلاديمير بوتين اهتمامًا لافتًا بالإسلام والمسلمين في روسيا. فقد
كان الرئيس الروسي دائمًا حريصًا على إبراز صورة روسيا كدولة متعددة الثقافات
والأديان، حيث يشكل المسلمون جزءًا أساسيًا من نسيجها الاجتماعي. ولقد كان للقرآن
دور مهم في هذه الصورة، حيث لطالما استخدم بوتين المصحف الشريف كرمز للتقارب مع
المسلمين.
تعود علاقة
بوتين بالرمزية الدينية إلى سنوات طويلة مضت، وقد تجلت في مواقف عدة. في عام 2015،
وخلال زيارته إلى أحد مساجد موسكو، قام بوتين بتقبيل المصحف الشريف في مشهد مشابه
لما حدث بالأمس، مؤكدًا احترامه العميق للدين الإسلامي. وفي 2019، خلال اجتماع مع
عدد من قادة الدول الإسلامية في قمة "منظمة التعاون الإسلامي" بجدة،
أهدى بوتين نسخة فاخرة من القرآن الكريم إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز،
السر وراء
تقارب بوتين مع المسلمين
يعود اهتمام
بوتين بالرمزية الدينية وبالقرآن على وجه الخصوص إلى عدة عوامل. أولًا، يسعى بوتين
إلى تقديم نفسه كحامٍ لجميع الطوائف الدينية في روسيا، بما في ذلك المسلمين الذين
يشكلون حوالي 10% من سكان البلاد. ثانيًا، يعزز تقارب بوتين مع الإسلام علاقته مع
الدول الإسلامية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية. فعلى الرغم من أن
روسيا ليست دولة إسلامية، إلا أن بوتين يسعى إلى تعزيز نفوذ بلاده في العالم
الإسلامي، خاصة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
رمضان
قيديروف: حلقة الوصل بين بوتين والإسلام
رمضان
قيديروف، رئيس الشيشان، يلعب دورًا محوريًا في تعزيز علاقة بوتين بالإسلام. فبصفته
رئيسا مسلمًا وشخصية نافذة لدى بوتين ،
يُعتبر قيديروف حلقة الوصل بين الكرملين والمسلمين في روسيا وخارجها. ويعكس تقديمه
للنسخة الذهبية من القرآن لبوتين قوة العلاقة بين الاثنين، وهي علاقة تقوم على
الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
َقديروف هو
أقرب حلفاء بوتين خارج روسيا وهو داعم بقوة لبوتين في حرب أوكرانيا وفي كل الحروب
والنزاعات التي خاضها بوتين كان قديرروف بجانبه وارسل الآلاف من المقاتلين الشيشان
للقتال بجانب القوات الروسية في حرب أوكرانيا، وهذا هو السبب الحقيقي والواقعي
لعلاقة بوتين مع القرآن والإسلام، الرئيس الروسي يبدي الكثير من الاحترام والتبجيل
للقرآن والإسلام ليس حبا ولكن نكاية في الغرب وأمريكا بسبب حرب أوكرانيا
تداعيات
سياسية ودينية: ما وراء تقبيل بوتين للقرآن
الخطوة التي
قام بها بوتين بتقبيل القرآن ليست مجرد حركة رمزية، بل تحمل في طياتها رسائل
سياسية ودينية متعددة. على الصعيد الداخلي، يسعى بوتين إلى تعزيز الوحدة الوطنية
وإظهار نفسه كزعيم يحتضن جميع مكونات المجتمع الروسي. أما على الصعيد الخارجي، فإن
تقبيله للقرآن يرسل رسالة واضحة إلى العالم الإسلامي مفادها أن روسيا تحت قيادته
تحترم وتقدر الإسلام.