تواجه مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة خطر الانهيار، حيث وصلت إلى مرحلة حرجة وسط عقبات معقدة واتهامات متبادلة بين الأطراف. الولايات المتحدة تلقي باللوم على حركة "حماس" لتراجعها عن إبرام الاتفاق بعد رفضها شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تراها مخالفة للمقترحات السابقة. يأتي ذلك في وقت يسعى فيه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى تقليل الفجوات بالتنسيق مع الوسطاء الإقليميين.
ترامب يعكر صفو المفاوضات
وفي تطور لافت، نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن تقارير أمريكية أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، نصح نتنياهو بعدم إبرام أي صفقة بشأن غزة، معتبرًا أن ذلك قد يعزز من فرص نجاح حملة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
على الأرض، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يعاني الجيش الإسرائيلي من صعوبات كبيرة في تحقيق أي تقدم في غزوه البري. وأكدت حكومة الاحتلال أنه لا يوجد اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غزة، وأن أي اتفاق سيشمل فقط إخراج الأجانب مقابل إدخال المساعدات الإنسانية.
تصعيد إسرائيلي في اليمن
في تطور آخر، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا واسع النطاق على مدينة الحديدة في اليمن، ضمن عملية أطلق عليها اسم "اليد الطويلة". تأتي هذه الغارات ردًا على سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيرة استهدف تل أبيب، وشاركت في الهجوم نحو 20 مقاتلة إسرائيلية.
عقبات أمام المفاوضات
وفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، تواجه المفاوضات حول غزة عقبتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بإصرار إسرائيل على الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، والثانية تتعلق بإنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، وهما مطلبان ترفضهما حركة حماس بشكل قاطع.
مصر، التي تلعب دور الوسيط، تتمسك بموقفها الداعي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، اللذين احتلتهما إسرائيل في مايو الماضي. وقد شهدت القاهرة محادثات فنية حضرها وفد إسرائيلي لكنها لم تسفر عن أي تقدم ملموس.
ضغوط داخلية على نتنياهو
في الداخل الإسرائيلي، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة للتوصل إلى اتفاق سريع. منتدى عائلات الرهائن طالب بإتمام الصفقة الحالية لإعادة 109 رهائن متبقين من غزة، بينما حذر زعيم المعارضة يائير لبيد من خطورة إضاعة المزيد من الوقت وفقدان رهائن إضافيين. ورغم هذه النداءات، لم يرد نتنياهو بشكل مباشر، مكتفيًا بالتأكيد على موقفه بعدم التنازل عن السيطرة على محور فيلادلفيا.
الوضع في غزة يزداد تعقيدًا مع مرور الأيام، حيث يتأرجح بين فرص التوصل إلى اتفاقات قد تنقذ الموقف، وبين تدخلات ومصالح سياسية قد تقود الأمور إلى مزيد من التصعيد.