نشر الكاتب الصحفي أيمن شرف أستاذ إبراهيم عيسى ومكتشفه ومقدمه لعالم الصحافة 4 مقالات عن علاقة إبراهيم عيسى بالموساد، مدعما مقالاته بالأدلة والأرقام، ويعيد موقع "المصير" بناءا على رغبة ورؤية مشتركة ما بين المصير وشرف نشر المقالات الأربعة بالإضافة إلى مقال جديد يكتبه للمصير ستتم إضافاته للمقالات الأربعة السابقة
وإلى نص الحلقة الأولى
دعك يا "إبراهيم" من الحديث عن حرية التعبير وحرية الاعتقاد، ودعك من القول بأنك تحدثت فقط عن "المعراج" ولم تتحدث عن "الإسراء"، (فـ "الإسراء والمعراج" قصة واحدة، والموقف منهما مُجتمع، سواء كان تصديقاً أو إنكاراً)، ودعك من أنك كنت تشير إلى أن "الشيوخ" أو "رجال الدين الذين يحتكرون حقيقته" يخفون عن العوام ما هو مختلف عليه بشأن المعراج، ودعك أيضاً من أنك منحاز لعوام الناس لكي يصبحوا أحراراً في تفكيرهم، وأنهم ليسوا في حاجة إلى شيوخ يفسرون لهم الدين.. .
دعك من كل هذا وقل لنا فقط مع من تعمل؟ وأين يصب كلامك؟ ولمصلحة من؟ ولماذا تتقاضى أجرا من الموالين لإسرائيل وأنصار "اليمين- اليهودي- المسيحي" في أمريكا عن "آرائك" فيما هو "مختلف عليه" في الإسلام، والتي تنشرها في قناة "الحرة" الأمريكية سابقا أو في غيرها من القنوات؟ قل لنا: من هو الدبلوماسي الأمريكي السابق ألبرتو ميجويل فرنانديز رئيس (ميمري) من 2015 حتى 2017، والذي عاد إلى رئاسته بعد أن ترك رئاسة "شبكات البث - الأمريكية - في الشرق الأوسط" ومن بينها قناة الحرة، والذي اختار إبراهيم عيسى وإسلام بحيري ليقدما بأجور مجزية برنامجين على قناة الحرة؟ وما هو معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط "المستقل" - ميمري- الذي يترجم مقالات من الصحف العربية؟ ومن الذي أسسه، ومن يعمل فيه، وما هي وظيفته، وما هي توجهاته التي يشارك فرنانديز منذ أعوام في تنفيذها؟
إبراهيم عيسى وألبرتو ميجويل فرنانديز
من الصعب أن تجيب، فبعد كل هذه السنوات لا يمكنك أن تعترف بحقيقة أنك توظف الكلام في الإسلام (أو غيره) لمن يدفع لك، أنك لم تعد ذلك الشاب اليافع البريء ("هيما" كما كنا نناديك وقتها)، لم تعد الشاب الذي يستحق مني النصيحة والحماية من التهور (كما كان يوصيني بك أخوالك رحمهم الله)، بل صرت "كهلاً" غزا الشيب رأسه، أسقطك الغرور والتهور، وأغراك "التذاكي" على أن تتصور أن بإمكانك أن "تخدع كل الناس طول الوقت"، وتتصور أن خطاب "حرية التعبير والاعتقاد" سيخيل على الناس.
إبراهيم.. المستفيد الأول من الطعن في قصة "الإسراء والمعراج" أو إبراز الآراء والتفسيرات التي تنكرها هو "إسرائيل" واليمين الأمريكي المتطرف الموالي لها، وأنت يا إبراهيم تعلم أن تقديم خدمات لصالح إسرائيل أو غيرها ليس تهمة يحاسب عليها القانون.. وإنما يحاسب عليها الناس والرأي العام!!! وتعلم أيضاً أن تقاضيك أموالاً من جهة إعلامية أجنبية تقدم خطابا تحرريا عاما من أجل تقويض حق المسلمين (ومن بينهم العرب) في القدس، تقتضي على الأقل محاسبة من نقابة الصحفيين التي تنتمي إليها كصحفي أو نقابة الإعلاميين كإعلامي.. لكنك مطمئن لأنه لن يقاضيك أحد بتهمة خدمة أهداف دولة أجنبية، بل ستجعل منك البلاغات بتهمة ازدراء الدين "بطلا تنويريا".. شهيدا لاضطهاد حرية الرأي والتعبير والاعتقاد، فترتفع أسهمك عند من يعطونك أجراً على برامجك.. فلتسعد بنتائج استفزازاتك ومقولاتك المثيرة، وسأكفيك الرد على الأسئلة السابقة.
كم يؤسفني يا إبراهيم أنك لم تنتبه على مدى سنوات للثمن الذي قد يدفعه المقربون إليك نتيجة "لتهورك ونرجسيتك ".. وكم أأسى اليوم وأنا أتذكر الآن عندما التقينا قبل نحو عشرين عاما في شارع خيرت (بجوار مقر جريدة العربي الناصري القديم) وأنت تقول لي إن مقابل المقالات التي استكتبتك إياها في جريدة الاتحاد الإماراتية عندما كُنتُ أعمل فيها 2000-2001 (مقالان في الشهر بـ 300 دولار كنت أزيدهما إلى ثلاث أو أربع مقالات حسب الإمكانية) قد جاء في وقته لينقذك من أزمة مالية منذ إغلاق الدستور في إصدارها الأول، كم كنا وقتها يا إبراهيم "أغنياء" بالشرف والتواضع والعفوية!!!