تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، مجددًا، اليوم الخميس، في عدد من البنوك العاملة في السوق المحلي. وبمنتصف التعاملات، تراجع سعر شراء الدولار إلى أقل من 49 جنيهًا.
هذا التراجع أثار العديد من التساؤلات حول توقعات أسعار الصرف في الفترة المقبلة، وهل يعد تراجع الدولار مؤشرًا على تعافي الجنيه؟ وهل يمكن أن يصل الدولار إلى 40 جنيهًا كما توقع البعض؟
أسباب تراجع الدولار في البنوك
تواصل موقع «المصير» الإخباري مع محمد عبد العال، الخبير المصرفي، الذي أوضح أن تراجع الدولار أمام الجنيه المصري في عدد من البنوك هو أمر طبيعي ويعكس مجموعة من النقاط الهامة. أولها أن الجنيه المصري خضع لتعويم كامل، وهو محرر تمامًا ولا تتدخل أي ظروف أو إدارات في تحديد أسعاره. وأضاف عبد العال أن البنك المركزي لم يتدخل في سوق الصرف منذ تحرير سعر الصرف في 6 مارس الماضي لبيع أو شراء الدولار لدعم الجنيه أو تعزيز عرضه.
أضاف عبد العال أن الجنيه متروك تمامًا لظروف العرض والطلب، مشيرًا إلى أن تحديد سعر الصرف يعتمد بشكل كامل على هذه الظروف.
قوة الجنيه المصري
كما أشار عبد العال إلى أن الأنباء المتعلقة بالركود في الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي أدت إلى حالة من الخوف والهلع لدى العديد، مما أدى إلى حدوث أزمة واضحة يوم الإثنين الماضي، الذي أطلق عليه البعض «الاثنين الأسود». هذا الوضع أثر على جميع البورصات والعملات حول العالم، بما في ذلك عملات الدول الناشئة مثل الجنيه المصري، مما ساهم في خروج بعض المستثمرين الأجانب من أوراق الدين العام «أذون الخزانة» والبورصة، وبالتالي زاد الطلب على الدولار وارتفع سعره بالقرب من 50 جنيهًا للدولار.
ورغم ذلك، أكد عبد العال أن هذه الأزمة كانت عارضة ولم يكن هناك داعٍ للقلق. وأوضح أن محافظي البنوك المركزية، وخاصة الفيدرالي الأمريكي، لم يعلقوا على الأزمة، مما يشير إلى أن الدولار بدأ بالفعل في الانخفاض.
توقع عبد العال تخفيض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل في موعدها المعتاد، مشيرًا إلى أن مصر تقدم أعلى سعر فائدة على الدولار والجنيه. وأضاف أن سعر الصرف يتقلب بشكل طبيعي بين الارتفاع والانخفاض.