رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

بعد مرور عشرة أشهر من طوفان الأقصى.. المقاومة الفلسطينية صامدة والكيان الصهيونى محاصر

المصير

الأربعاء, 14 أغسطس, 2024

12:33 م

مرت عشرة أشهر كاملة على عملية "طوفان الأقصى" البطولية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في فلسطين. ورغم الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، ورغم دمار غزة، فإن المقاومة الفلسطينية ما زالت صامدة وتواصل عملياتها البطولية ضد الكيان الصهيوني. حاول الكيان الصهيوني الهروب من هزائمه في غزة بتوسيع نطاق الحرب، وقام من الأراضي الإيرانية باغتيال زعيم حركة حماس القيادي إسماعيل هنية، وفي الوقت نفسه اغتال القيادي اللبناني الكبير فؤاد شكر. لمناقشة حاضر ومستقبل الإقليم، عقد التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة بالقاهرة، برئاسة الدكتور جمال زهران، ندوة يوم الأحد الماضي بعنوان: "بعد عشرة أشهر من طوفان الأقصى: حاضر ومستقبل الإقليم .. إلى المعركة الكبرى"، وشارك فيها خبراء استراتيجيون وقيادات فلسطينية وليبية، هم: الخبير الاستراتيجي أحمد عز الدين، والقيادي الفلسطيني ياسر أبو سيدو، ورئيس حزب المحافظين الليبي عامر أبو داوود.

الكيان الصهيوني محاصر من كافة الاتجاهات



أكد الدكتور جمال زهران أنه بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، أصبحت المنطقة مشتعلة، وأصبحنا أمام مشهد يتطور بسرعة كبيرة. وتُجبر طهران الآن على الرد على إهانة اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها. وقال زعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر إن الاعتداء على شرفنا يتطلب رداً حتمياً. كما قال الحوثيون في اليمن إن الرد حتمي. بالإضافة إلى ذلك، سترد المقاومة الفلسطينية بقوة على اغتيال قائدها إسماعيل هنية، وقد فاجأت حماس العالم باختيارها بالإجماع يحيى السنوار قائداً لها، وهو قائد عسكري وليس سياسي.

وأشار زهران إلى أن اليمنيين، الذين يعتبرون أبناء الزعيم جمال عبد الناصر، استطاعوا من على بعد أكثر من 2200 كيلومتر أن يضربوا مدينة يافا، التي يطلق عليها الصهاينة تل أبيب، كما تمكنوا من ضرب أم الرشراش، التي يطلق عليها الصهاينة إيلات. وتمكنوا أيضاً من تهديد أي سفينة متجهة إلى الكيان الصهيوني ومنعها من المرور عبر باب المندب، مما أصاب ميناء إيلات بالشلل وتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة للكيان الصهيوني. لذلك، فإن ثقتنا في المقاومة كبيرة، وقد أثبت محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن قدرته على الرد القوي، وسيصبح أقوى في المستقبل. والكيان الصهيوني الآن محاصر من جميع الاتجاهات.

تطبيع عسكري بين إسرائيل والسعودية

أوضح أحمد عز الدين، الخبير الاستراتيجي، أنه قبل عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، كانت هناك استعدادات من الأمريكان والإسرائيليين لمعركة كبرى في الشرق الأوسط. فقد زادت الولايات المتحدة من حجم قواتها في العراق بنسبة 25%. وعندما انسحب الأمريكيون عشوائيًا وبغباء عسكري من أفغانستان في 31 أغسطس، لاحظنا أنهم في اليوم التالي مباشرة قاموا بأكبر مناورة عسكرية بمشاركة إسرائيل مع الأسطول الخامس الأمريكي. وكان ذلك بداية ضم إسرائيل إلى القيادة الوسطى الأمريكية. كانت هذه التجهيزات تهدف إلى تحقيق مقلوب لانتصار الجيش المصري في حرب 6 أكتوبر 1973، الذي كشف هشاشة وضعف الجيش الإسرائيلي. لكن عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 عطلت هذه الاستراتيجية، وهذه هي القيمة الحقيقية لعملية "طوفان الأقصى".

وأضاف عز الدين أن التطبيع الأساسي الذي تهدف إليه إسرائيل في الإقليم هو التطبيع العسكري، بينما التطبيع السياسي والاقتصادي هو مجرد سلالم جانبية. وقد يندهش البعض من حقيقة أن هناك تطبيعًا عسكريًا بين إسرائيل والسعودية عقب ثورة 25 يناير 2011، حيث أجريت مناورة عسكرية مشتركة بينهما في أبريل 2021 كإشارة على الردع لإيران، وشارك فيها طائرة ثقيلة من طراز ميج 52 وثلاث طائرات F16، منها طائرة سعودية وطائرة قطرية وطائرة إسرائيلية. كما قررت الولايات المتحدة رفع الحظر عن الأسلحة الهجومية للسعودية، بما في ذلك طائرة F16 والقنابل الثقيلة. وأعرب عز الدين عن مخاوفه من أن يكون هناك حديث عن مقابل غزة باليمن، مشيرًا إلى أن الجيش المصري حقق نصرًا في عام 1973 بعد حصار بحري لإسرائيل عبر باب المندب، وأن اليمن قوي وعصي على أي مهاجم. وأكد أن اليمنيين حاليًا لديهم قوة صاروخية متطورة وقدرة على تهديد إسرائيل وأمريكا، بما في ذلك ضرب مدمرتين أمريكيتين. ورأى عز الدين أن ادعاء إسرائيل بضرب ميناء الحديدة غير منطقي، وأن الطائرات الإسرائيلية لم تغادر إسرائيل فعليًا.

انتخاب السنوار يؤكد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة

أكد محمد رفعت، رئيس حزب الوفاق القومي والمنسق العام المساعد للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة بالقاهرة، أن الكيان الصهيوني لا يستطيع خوض حرب على أكثر من جبهة، وعندما تُفتح عليه جبهات مقاومة من العراق واليمن ولبنان وسوريا، فإنه يواجه "نار جهنم"، خصوصًا أن هذه المعارك طويلة المدى والكيان الصهيوني لم يخضها من قبل، مما يعني أنه مُقدّر له الهزيمة. وأضاف أن انتخاب يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس كقائد عسكري يعني أنهم تعلموا أن ما يُؤخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.

7 أكتوبر شقيقة 6 أكتوبر

أكد ياسر أبو سيدو، القيادي الفلسطيني، أن 7 أكتوبر هو شقيقة 6 أكتوبر، حيث حقق الجيش المصري في حرب 6 أكتوبر 1973 انتصارًا أسطوريًا على الجيش الصهيوني، وفي 7 أكتوبر 2023 حققت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" انتصارًا أسطوريًا على الصهاينة. وأثبتت كل من 6 أكتوبر و7 أكتوبر أن الكيان الصهيوني هش وأضعف من بيت العنكبوت.