فضيحة الفيزياء .. كيف تلاعبت وزارة التعليم بنتائج طلاب الثانوية العامة وخلقت أزمة جديدة في التنسيق الجامعي؟

في واقعة أثارت ضجة كبيرة في أوساط طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم، قررت وزارة التربية والتعليم إضافة درجتين إلى نتيجة امتحان مادة الفيزياء لطلاب الشعبة العلمية الذين اختاروا الإجابة (ب) في السؤال رقم 34، وذلك بعد اكتشاف خطأ في نموذج الإجابة الرسمي. هذا القرار دفع الوزارة لاتخاذ إجراءات عاجلة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتعديل تنسيق الطلاب المتضررين من هذا الخطأ، بهدف تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وضمان حصولهم على حقوقهم الكاملة.

وعلى الرغم من قرار وزير التعليم السابق الدكتور رضا حجازي بمساءلة اللجنة المسؤولة عن مراجعة أسئلة الامتحان قبل الطباعة، إلا أن وزير التعليم الحالي، محمد عبد اللطيف، قرر عقب اكتشافه الخطأ في نموذج الإجابة، إحالة اللجنة المسؤولة عن مراجعة الامتحان ونموذج الإجابة إلى التحقيق الفوري أمام الإدارة العامة للشؤون القانونية بالوزارة. هذا الإجراء جاء بسبب عدم تحري الدقة اللازمة في إعداد النموذج الذي سُحب لاحقاً من بنوك الأسئلة.

وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن الإجراءات التي اتخذتها على مدار الأيام الماضية تمثل حرصاً على الشفافية ومسؤوليتها الأصيلة في ضمان حقوق الطلاب. ومع ذلك، أثارت الزيادة المفاجئة في درجات بعض طلاب الشعبة العلمية حالة من الجدل الكبير، حيث فوجئ الطلاب وأولياء أمورهم بزيادة الدرجتين على مجموع نتائجهم المدرجة في موقع تنسيق الجامعات 2024، مما أثار تساؤلات حول كيفية حدوث هذه الزيادة دون إشعار مسبق.

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه القضية على نطاق واسع، معبرين عن استنكارهم لهذه "المهزلة"، حيث تساءل البعض عن تأثير هذه الزيادة على أوائل الجمهورية في الشعبة العلمية. هذه الواقعة تُعيد للأذهان أزمات مماثلة شهدتها سنوات سابقة، مثل مشكلة إعادة تصحيح أوراق الامتحانات التي حدثت في 2017، وأدت إلى تغيير نتائج بعض الطلاب بشكل كبير، مما أثار موجة من الاحتجاجات في صفوف الطلاب وأولياء الأمور آنذاك.