باتت الشهرة مسألة هامة جداً في عالمنا
المعاصر، وتثير تساؤلات عديدة، خصوصاً في سياق العلاقة بين الإنسان وربه. يُفترض
أن الشهرة هي إحدى علامات محبة الله للعبد، ولكن هل هذا الاعتقاد صحيح؟
بذلك يجب أن ننتبه إلى أن محبة الله للعبد لا تقاس بالشهرات أو النجاح، بل
بالإخلاص والعمل الصالح والتقوى. الشهرة قد تكون نعمة، لكنها ليست دليلاً قاطعاً
على حب الله، بل هي اختبار يتطلب استثماراً صحيحاً للموارد والأوقات.
الشهرة هي مجرد نتيجة لنجاح في مجالات مختلفة
مثل الإعلام أو الفن أو الرياضة، وقد تكون أحياناً رمزاً لتحقيق الأهداف الشخصية.
ومع ذلك، فإن الشهرة في حد ذاتها ليست دليلاً على محبة الله. فقد يكون الشخص
مشهوراً بأعمال صالحة، وقد يكون مشهوراً أيضاً بأعمال غير محمودة. لا يمكن تقييم
العلاقة بين العبد وربه فقط من خلال نجاحاته أو سمعته العامة.
في القرآن الكريم، نرى أن الله قد منح بعض
الأنبياء والرسل شهرة عظيمة، لكن هذه الشهرة لم تكن في حد ذاتها دليلاً على محبة
الله لهم، بل كانت نتيجة لإيمانهم وصبرهم وأعمالهم الصالحة. على سبيل المثال، نبي
الله يوسف عليه السلام كان مثالاً على النجاح والسمعة الطيبة، ولكن لم يكن هذا
النجاح هو ما يجعل الله يحبه، بل كانت تقواه وصبره وإخلاصه هي التي أظهرت محبة
الله له.
الشخص الذي يتمتع بالشهرة يجب أن يكون واعياً
لطبيعة هذه النعمة. الشهرة قد تكون اختباراً لتقوى الشخص، وقد تكون فرصة لتعزيز
رسالته الإيجابية. ولكن الأهم من ذلك هو مدى تمسكه بالقيم الدينية والأخلاقية،
واستغلاله للشهرة في خدمة الخير والصالح العام.