كتب - محمد أبوزيد
في مواجهة متجددة مع العدو الإسرائيلي، اختارت حركة حماس يحيى السنوار رئيساً جديداً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران قبل أيام. يعد السنوار أبرز وأخطر وأهم قادة المقاومة الفلسطينية حاليا ، ورمزاً للصمود والتحدي ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث قاد حملات عسكرية نوعية من أعماق الأنفاق، ملحقاً بحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي هزائم نفسية واستراتيجية متتالية.
الصعود إلى قمة الهرم في حماس
ولد يحيى السنوار في مدينة خان يونس بقطاع غزة عام 1962، ونشأ في بيئة مشبعة بروح المقاومة والنضال. انضم إلى صفوف حماس منذ تأسيسها، وسرعان ما برز كقائد عسكري ذو كفاءة عالية. في 1989، اعتقلته إسرائيل وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، لكنه أفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011، ليعود إلى غزة ويواصل مسيرته في قيادة الجناح العسكري لحماس.
رمز الصمود والقوة
السنوار ليس مجرد قائد عسكري، بل هو رمز للصمود والتحدي في وجه الاحتلال الإسرائيلي. تمكن السنوار، من داخل الأنفاق وتحت حصار مستمر، أن يدير عمليات عسكرية نوعية أثبتت قدرة المقاومة على تحقيق توازن الردع مع إسرائيل. يعتبر السنوار تجسيداً للمقاومة التي لا تعرف اليأس، والمستعدة لتقديم التضحيات في سبيل تحرير الأرض والشعب.
الأسباب وراء اختيار السنوار
إن اختيار حماس ليحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي لم يأتِ من فراغ، بل جاء بناءً على عدة أسباب استراتيجية وتحليلية:
1. *الكفاءة العسكرية والخبرة القتالية:* يعتبر السنوار من القادة العسكريين المتمرسين الذين يمتلكون خبرة طويلة في مواجهة الاحتلال، مما يجعله قادراً على قيادة الحركة في هذه المرحلة الحرجة.
2. *القدرة على الإدارة والتنسيق:* أظهر السنوار قدرته على التنسيق بين الأجنحة العسكرية والسياسية داخل حماس، مما يعزز من وحدة الصف الداخلي للحركة.
3. *الرمزية العالية:* يمثل السنوار رمزاً للصمود والتحدي، وهو ما تحتاجه حماس في هذه الفترة لتعزيز معنويات أعضائها ومناصريها.
4. *القدرة على التفاوض والمناورة:* رغم خلفيته العسكرية، يمتلك السنوار قدرة على المناورة السياسية، وهو ما ظهر جلياً في مفاوضات تبادل الأسرى وإدارة الحصار على غزة.
5. *القيادة الميدانية:* يتميز السنوار بقدرته على القيادة من الميدان، حيث يقضي معظم وقته بين المقاومين، مما يزيد من ثقته بين الأعضاء والمناصرين.
6-ومن بين أخطر الأسباب التي دعت حماس لاختيار السنوار و استبعاد خالد مشعل هو أن إيران الأقرب لحماس والأكثر دعما لها الآن لا تستريح لمشعل بسبب موقفه من نظام بشار الأسد ابان الثورة السورية
قوة وثبات في وجه العدوان
إن يحيى السنوار يجسد بقوته وثباته روح المقاومة الفلسطينية. ففي ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية، تظل شخصية السنوار ملهمة لمقاومي حماس وللشعب الفلسطيني بأسره. من أعماق الأنفاق إلى ميادين المواجهة، يبقى السنوار عنواناً للصمود والتحدي، ورمزاً للمقاومة التي لا تنكسر.
بهذا الاختيار، تؤكد حماس أن طريق المقاومة لن يتوقف باغتيال قادتها، بل ستظل شعلة النضال متقدة حتى تحرير فلسطين من نير الاحتلال. والسنوار، بقوته وشجاعته، يقود هذه الشعلة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وعدلاً للشعب الفلسطيني.