صدرت تكهنات وتحليلات كثيرة في الساعات الأخيرة، حول
تصريحات عدد من مسئولي دولة الاحتلال الإسرائيلية وخاصة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الحكومة الأكثر تتطرفا في تاريخ الكيان الصهيوني، بشأن
اتفاق مرتقب مع حركة المقاومة حماس حول صفقة
لتبادل الأسرى وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة بما في ذلك شمال القطاع
ومحور فيلادلفيا لمدة ستة أسابيع.
فهل يعترف رئيس وزراء دولة
الاحتلال ويقر بهزيمة جيشه في حرب غزة بفعل الصمود الاسطوري للمقاومة ، أم أنها وسيلة لكسب مزيد من الوقت؟
وعود لأهالي الأسري
الصهاينة بإطلاق سراح ذويهم
مؤخرًا كشفت تقارير
عبرية، أن نتنياهو طمأن الأهالي بشأن مصير ذويهم، في حين ناقش وزير الدفاع
الإسرائيلي يوآف غالانت مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك رؤساء
الأركان العامة والموساد والشاباك، سبل تنفيذ انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من
قطاع غزة، بما في ذلك شمال القطاع ومحور فيلادلفيا، لمدة ستة أسابيع، في إطار صفقة
تبادل الأسرى مع حركة حماس.
كما توصل الاجتماع إلى
أن هذه الفترة الزمنية القصيرة لن تمكن حماس من إعادة تأهيل نفسها بشكل كبير، سواء
من حيث الوسائل القتالية الجديدة أو بناء الأنفاق. وأصبح القرار الآن بيد نتنياهو، وذلك ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية.
عقبات المفاوضات
يذكر أن المفاوضات بين
إسرائيل وحماس تواجه عقبات كبرى، أبرزها ملف الأسرى المختطفين الذين تطالب إسرائيل
بإطلاق سراحهم، وعدم عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة، ورغبة نتنياهو في بقاء
القوات الإسرائيلية عند معبر رفح، وعدم إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار إلى أجل
غير مسمى، إضافة إلى سحب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
انتقادات لاذعة
انتقد وزير المالية
الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش هذا القرار، معتبرًا أن رؤساء الأجهزة الأمنية يقودون
إسرائيل مرة أخرى إلى نفس المفهوم الذي تعهد به في الماضي بأنه تم ردع حماس،
مستذكرًا اتفاق أوسلو والانفصال عن القطاع.
في هذا السياق، كشف
نتنياهو للعائلات عن إمكانية إبرام اتفاق قريب لتبادل الأسرى مع حماس، مشيرًا إلى
أن الاتفاق سيكون على مراحل وأن الضغط العسكري الإسرائيلي الأخير كان جزءًا من
استراتيجية الوصول إلى هذا الاتفاق.
يذكر أن صفقة تبادل
الأسرى كانت معلقة منذ فترة، وسط ضغوط متزايدة على نتنياهو للموافقة على الاتفاق
في أقرب وقت.