رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الحنين إلى "مشرط الإصلاح والتغيير"!.. أعمال فنية عدلت قوانين وأنصفت الإنسان!

حسين على

الأحد, 21 يوليو, 2024

04:08 م

كتب - شريف سمير:

في مناخ تسوده الكوميديا الساذجة ودراما العنف وجرائم الإسفاف والابتذال، تستنشق الذاكرة نماذج إيجابية حركت المياه الراكدة في القوانين وساهمت بسلاح الفن والقوى الناعمة في تغيير أوضاع اجتماعية وإنسانية شائكة!.
 
الغفران الأول!

ونقطة الانطلاق القوية بدأت بقطار ملك الترسو فريد شوقي في فيلم "جعلوني مجرما" إخراج عاطف سالم، حيث ألقى الفيلم الضوء على أزمة من له سابقة إجرامية في الحصول على عمل فرصة عمل شريف ليبدأ حياة جديدة صالحة، إلا أنه بعد رفض المجتمع له وعدم مساندته في فتح صفحة جديدة من حياته يضطر إلى الانتقام من جميع من ظلموه ويصبح مجرما بالاضطرار، وتأثرا بأحداث الفيلم ونهايته المأساوية، صدر عقب عرض الفيلم قانون مصري ينص على الإعفاء من السابقة الأولى في الصحيفة الجنائية، حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة.

للسجين حقوق!

وبفضل الملك أيضا، أعاد فيلم "كلمة شرف" النظر إلى الحالات الإنسانية للسجناء في مصر، حيث تم بعد عرضه إعادة صياغة القوانين، واستحداث قانون جديد يسمح للسجين بزيارة أهله في حالات محددة مثل حالات الوفاة أو الزواج أو غيرها من المناسبات.

بداية "الخلع"!

وخرجت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عن صمتها إزاء حرمان الزوجة من حقها فيالطلاق من رجل لايقدرها ويعاملها بإهانة وإذلال .. وفي "أريد حلا" للمخرج سعيد مرزوق، ألقت المشكلة الضوء على قضايا الطلاق وقوانين الأحوال الشخصية، حيث تلجأ بطلة الفيلم إلى القضاء للطلاق من زوجها بعد رفضه تطليقها، وتتعرض إلى مجموعة من المشكلات والعراقيل والعقبات التي تمس كرامتها خلال إجراءات طويلة ومعقدة، ثم يأتي الزوج بشهود زور إلى المحكمة فتخسر القضية بعد مرور أكثر من 4 سنوات.
وساهم الفيلم في إعادة النظر في قوانين الأحوال الشخصية، والسماح للمرأة المصرية بحق "الخلع" من زوجها، بعد أن ظلت زوجات كثيرات في مصر لعقود طويلة يبحثن عن حق الانفصال عن الزوج ويهدرن سنين عمرهن في الأمر دون جدوى.

المساواة في العقاب!

ونتذكر معا فيلم "عفوا أيها القانون" للفنانة نجلاء فتحي ومحمود عبدالعزيز، والذي سلط الضوء على عدم مساواة القانون للجنسين في حالات الزنا والقتل، حيث حكم على بطلة العمل بالسجن المشدد لمدة 15 عاما بتهمة قتل الزوج بعد أن فوجئت بخيانته لها مع أخرى على سريرها، بينما نفس الموقف عندما يقتل الزوج زوجته المتلبسة بفعل الخيانة يحكم عليه بالسجن مدة شهر واحد مع إيقاف التنفيذ.

الطلاق بشروط!

وفجرت الفنانة والكاتبة الجريئة نادية رشاد حق الزوجة في رفض الطلاق والانفصال عن زوجها بقرار من الأخير دون العودة إليها، وفي فيلم "آسفة أرفض الطلاق" للفنانة ميرفت أمين وحسين فهمي، حاول الفيلم إبراز فكرة تنفيذ الطلاق بحكم من القضاء، ليتساوى الزوجان أمام القانون ولاينفرد طرف واحد بهذ القرار المصيري لإنهاء العلاقة، حيث ترفض بطلة العمل قرار زوجها بالطلاق وترفع دعوى قضائية لنيل حقها الشرعي .. والإنساني! 

وصاية الأم!

وعلى مستوى الدراما التليفزيونية، فتح مسلسل "تحت الوصاية" للفنانة منى زكي ملف قوانين الوصاية في مصر، والتي تضر ملايين النساء والأطفال، حيث ينفرد والد الزوج المتوفى أو عم الأبناء في الوصاية على تركة الأبناء بخلاف الأم، التي لا يمنحها القانون أي شرعية على أطفالها الأيتام، وبعد عرض المسلسل ونجاحه الكبير تصاعدت مناقشات ساخنة في المجتمع المصري بهذا الشأن كان أساسها البحث عن مصلحة الأبناء ، إلا أن هذه العمل وما تبعه من جهود ومناقشات لم تتوج بنتيجة حقيقية في تغيير القوانين حتى الآن.