شهدت المواقع الإخبارية ووسائل الإعلان وحتى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبرى خلال الساعات الماضية بعد الإعلان عن خبر إفلاس ميناء إيلات في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتوقفه عن العمل بسبب العمليات التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر.
التأثيرات المحتملة
منذ ذلك الوقت، دارت أسئلة واستفسارات كثيرة أهمها تأثير هذا القرار على حركة الملاحة في البحر الأحمر وتداعياته على الملاحة في مصر، وتأثيره على اقتصاد دولة الاحتلال، وهل يجبرها على تسيير تجارتها عبر قناة السويس؟
الأسباب
البداية كانت عندما نشر موقع "وورلد كارجو نيوز" المتخصص في الملاحة البحرية ما مفاده أن «ميناء إيلات» أعلن إفلاسه بسبب انخفاض النشاط بنسبة 85% متأثرًا بهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
وأوضح موقع "سي ترايد ماريتايم" المتخصص في الملاحة البحرية، في تقرير له قبل أسبوع، أن التأثيرات الاقتصادية للضربات الحوثية في البحر الأحمر باتت واضحة مع طلب ميناء إيلات المساعدة المالية من الحكومة الإسرائيلية بعد انخفاض أحجام الشحن بنسبة 85%.
الأرقام والإحصائيات
كما ذكرت صحيفة "كالكاليست" أن 149 ألف مركبة دخلت إيلات في عام 2023، بينما لم تدخلها أي مركبة منذ بداية عام 2024.
بحسب بيانات هيئة الشحن في دولة الاحتلال، كان ميناء إيلات يستقبل معظم واردات المركبات. وفي عام 2023، جرى استيراد 149.5 ألف سيارة إلى إسرائيل عبر الميناء، مقارنة بـ 114 ألف سيارة مستوردة عبر ميناء أشدود، و81.2 ألف سيارة تصل عبر ميناء حيفا، حتى اندلاع الحرب وبدء استهداف السفن.
أهمية ميناء إيلات
يعتبر ميناء إيلات، الذي يتعامل في المقام الأول مع واردات السيارات وصادرات البوتاس القادمة من البحر الميت، ضئيل الحجم مقارنة بالموانئ الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط في حيفا وأشدود، والتي تتعامل مع كل تجارة إسرائيل تقريبًا. ولكن إيلات، الواقع بالقرب من نقطة الوصول الساحلية الوحيدة للأردن في العقبة، يوفر لإسرائيل بوابة إلى الشرق دون الحاجة إلى التنقل عبر قناة السويس.
توقف النشاط
ذكرت تقارير أنه تمت خصخصة ميناء إيلات في عام 2013، وتم شراؤه مقابل 122 مليون شيكل في اتفاقية تستمر حتى عام 2028 مع خيار التمديد لمدة 10 سنوات أخرى.
وبحسب البيانات التي قدمتها إدارة ميناء إيلات لـ«كالكاليست» في مايو من العام الماضي 2023، فإن آخر دخول لسفينة تحمل مركبات (سفينة غالنوا) كان في نوفمبر من العام الماضي.
التأثيرات الإقليمية
تخشى السفن المرور في مضيق باب المندب في طريقها إلى ميناء إيلات، لذلك تتوجه إلى طريق يتجاوز القارة الأفريقية بأكملها مما يزيد من مدة الرحلة البحرية بحوالي 20 يومًا. وهكذا تدخل السفن البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق ومن هناك تواصل إبحارها إلى موانئ حيفا وأشدود، حيث لا فائدة من مرورها عبر قناة السويس إلى ميناء إيلات.
أدت عمليات الحوثيين إلى تحويل مئات السفن كل أسبوع إلى رحلة أطول بكثير، حوالي 4000 ميل أطول، مما أدى إلى زيادة تكاليف الوقود والشحن وارتفاع كلفة المخاطر.
حماية دولية للميناء
مر ميناء إيلات بالعديد من الأزمات مع بدء الإبادة الجماعية في غزة، واستهداف الحوثيين للسفن المتجهة إلى إسرائيل أو المتعاملة معها. وفي مارس الماضي، قالت نقابة العمال الرئيسية في إسرائيل وفق "ذا تايمز أوف إسرائيل" إن نصف العاملين في ميناء إيلات معرضون لخطر فقدان وظائفهم بعدما تعرض الميناء البحري الجنوبي لضربة مالية كبيرة بسبب الأزمة في ممرات الشحن في البحر الأحمر.
شكلت الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا من القوى البحرية لتوفير الحماية للسفن في البحر الأحمر. كما بدأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضرب أهداف للحوثيين في اليمن في يناير، ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال الحوثيون يشنون هجمات كبيرة.