يلقى مقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، قبولا لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كأفضل حل مطروح على الطاولة لإنهاء الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية، وفق صحيفة "بوليتيكو".
ورجح تقرير للصحيفة الأمريكية أن تلعب مصر دورا رئيسيا في قطاع غزة ما بعد الحرب، مشيرا إلى أن مسؤولي إدارة بايدن أمضوا أسابيع في صياغة خطة متعددة المراحل لما بعد حرب غزة، تدور حول كيفية إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وتتابع "بوليتيكو" في تحليلها لمقترح السيسي: "إن كان حلا غير مثالي فإنه أفضل الخيارات السيئة لمنطقة دمرت الحرب الحالية بنيتها التحتية وقتلت آلاف الأشخاص وشردت أكثر من مليون شخص".
لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل كيفية إعادة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض أي دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية هناك، وفق الصحيفة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر، كرر نتنياهو في عدة مناسبات رفضه تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة، بحجة أنها "تدعم وتمول الإرهاب".
و نقل موقع "124 نيوز" الإسرائيلي عن هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن نتنياهو أخبر نواب في الكنيست (البرلمان) ومسؤولين أميركيين قبل أيام، بأنه "لن تكون هناك سلطة فلسطينية في غزة".
ويذكر أنه في 24 نوفمبر الماضي، صرح الرئيس المصري أن "الدولة الفلسطينية المستقبلية يمكن أن تكون منزوعة السلاح، مع وجود قوات أمن دولية مؤقتة لتحقيق الأمن لها ولإسرائيل".
وأضاف السيسي خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة، مع رئيسي الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والبلجيكي ألكسندر دي كرو، أن القوات الدولية يمكن أن تكون من حلف "الناتو" أو الأمم المتحدة أو قوات عربية وأميركية، موضحا أن "الحل السياسي، الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لا يزال بعيد المنال".
بعد ذلك بيوم، صرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية برفض إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، أما نتنياهو فأعلن مساء الثلاثاء 5 ديسمبر الجاري في مؤتمر صحفي، أن غزة ستكون منزوعة السلاح لكنه رفض وجود قوة دولية فيها.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأميركية طارق البرديسي، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن السيسي تحدث عن أن حل الدولتين أصبح مصطلحا تلوكه الألسن من دون نتائج واقعية على الأرض، وهو ما تسعى مصر لتغييره من خلال موقفها الحالي من الصراع.
وعن واقعية إقامة دولة منزوعة السلاح حاليا، يوضح البرديسي أن الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح مقترح عملي لا تفرضه مصر على الفلسطينيين، لأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اقترحه في 2016، وفي 2017 أعاد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه نفس الطرح، في إشارة إلى رغبة فلسطينية لقيام دولتهم حتى لو كانت منزوعة السلاح.