كتب- أحمد عبادي
لم يكن وائل الدحدوح الأول ولم يكن الأخير أيضا، وكذلك الحال مع زميله أيمن الشرافي، فقد دأبت إسرائيل على استهداف الصحفيين والمراسلين في غزة ومن لم تستطع استهدافهم مباشرة، عمدت إلى استهداف عائلاتهم.
ورغم أن القصف الأسرائيلي الغاشم والهمجي على كافة أنحاء غزة طال الجميع بشرا وحجرا، أطفالا ونساءا وشيوخا، مساجد وكنائس ومدارس ومستشفيات، إلا أن استهدافها للصحفيين والمراسلين وأسرهم يبدو أنه ممنهج ومتعمد ومقصود وليس بمحض الصدفة.
وكما قال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد استهداف عائلة الصحفي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة، في المنزل الذي لجأوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مؤكدا أن ارتقاء زوجة الزميل الدحدوح وابنه وابنته جاء بعد تهديدات تعرّض لها من قبل الاحتلال، لإيقافه عن أداء رسالته الصحفية وتوثيق الجرائم النازية التي يرتكبها في غزة.
وجاء اختفاء وائل الدحدوح عن شاشات الجزيرة خلال اليومين الماضيين ليثير حالة من الجدل دفعت بالبعض إلى الزعم باستقالته من القناة لرفضه توجيهات القناة له بالخروج من منطقة خان يونس التي احتدم القصف فيها مؤخرا، وهو ما نفاه الدحدوح في فيديو سجله أحد الناشطين في غزة على منصة إكس قال فيه - لم استقل من عملي أو تمت إقالتي .. وما دام فينا عرق ينبض وما دمنا على قيد الحياة فنحن نعمل نقطة وأول السطر .
وقد نشرت حسابات وصفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي خبر ادعت فيه أن مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح قدم استقالته بعد أن رفض المغادرة من مدينة خانيونس إلى مصر من ثمّ قطر.
وبحسب الإدعاء فإنّ قطر طلبت من وائل الدحدوح مغادرة خانيونس حيث يتواجد، إلى الأراضي المصرية ومن ثم إلى قطر بناءً على طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما زعم متداولو الخبر أن وائل لم يظهر على شاشة الجزيرة منذ أمس الأول.
ورغم نفي الدحدوح استقالته فمازال البعض يؤكد أن تواريه قليلا عن الظهور خلال اليومين الماضيين يأتي بغرض حمايته حيث مازالت التهديدات الإسرائيلية باستهدافه قائمة.
ويبدو أن النوايا الإسرائيلية لاستهداف الدحدوح وجدت ضالتها بعد اختفائه في زميله أيمن الشرافي مراسل قناة الجزيرة والذي تسلم الراية من الدحدوح في خان يونس مؤخرا، فقام الاحتلال الإسرائيلي الغادر باستهداف أسرة الشرافي بقصف المنزل النازحين إليه بمخيم جباليا، وذلك رغبة منهم في إخراج الشرافي من معادلة التغطية الإعلامية لفظائعهم في غزة مثلما فعلوا مع الدحدوح.
ولكن مثلما كانت رسالة الدحدوح للاحتلال بالثبات والاستمرار في تأدية رسالتهم وكشف مجازره للعالم، جاءت رسالة الشرافي أيضا اليوم، حيث قال بعد استشهاد 21 شخصا من أسرته من بينهم والده ووالداته: مستمرون في رصد وتسليط الضوء على العدوان على قطاع غزة رغم استشهاد عشرات الصحفيين.