رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مازن زهران يكتب.. الإنتخابات الرئاسية الأمريكية: وفرص كاميلا هاريس

المصير

الإثنين, 16 سبتمبر, 2024

03:38 م

دخلت الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في ذروة سخونتها، بعد المناظرة الأولي بين كاميلا هاريس ودونالد ترامب، بعدما كان ممثل الحزب الديموقراطي هو الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ، والذي قام الحزب الديموقراطي بالضغط عليه من أجل الإنسحاب من السباق الرئاسي ، بسبب غيابه الذهني في كثير من الأحداث خصوصا المؤتمرات. حيث ظهر ذلك جلياً في المناظرة التي تمت بينه وبين ترامب في 27 يونيو/حزيران الماضي ، وكان يجد صعوبة في تجميع الكلمات والنقاش والمجادلة ودفاعه عن نفسه أمام إتهامات ترامب له ، وهو ما لا يليق من وجهة نظر الكثير من الأمريكيين، وخاصة أعضاء الحزب الديموقراطي بأن يكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية. ومن أجل إنقاذ الحزب الديموقراطي من السقوط في الإنتخابات الرئاسية أمام الحزب الجمهوري بممثله دونالد ترامب، قام كبار قيادات الحزب الديموقراطي بالضغط علي بايدن من أجل الإنسحاب، ليتم إستبداله بكاميلا هاريس (نائبة الرئيس بايدن).

 

ولا شك أن كاميلا هاريس ، مختلفة تماما عن جو بايدن حيث أن حضورها الذهني طاغي والذي من خلاله إستطاعت أن تقنع الكثير من الأمريكيين بها. وقد تأكد ذلك من خلال إستطلاعات الرأي عندما طرح جو بايدن نفسه في البداية كرئيس منافس لترامب ، حيث جاءت الإستطلاعات كلها في صالح دونالد ترامب بإكتساح، وسرعان ما إنقلبت تلك الإستطلاعات بنسبة كبيرة لصالح كاميلا هاريس بمجرد الإستقرار علي ترشيحها بدلا من جو بايدن. وقد جاءت معظم إستطلاعات الرأي ، التي تمت أثناء ترشيح كاميلا هاريس تصب معظمها وفي معظم الولايات لصالح كاميلا هاريس. إلا أن بعض الإستطلاعات جاءت متأرجحة بينهما في بعض الولايات الكبرى مثل نيويورك وبنسلفانيا. الى أن جاءت المناظرة الأولي بين هاريس وترامب في فجر الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول الماضي، حيث تألقت كاميلا هاريس في هذه المناظرة كثيرا ، وإستطاعت أن تُظهر للشعب الأمريكي أن ترامب رجل يحب الديكتاتورية ومُعجب بالديكتاتوريين، وإستدلت في ذلك بتصريحات سابقة له ، غير أنها قالت أن قيادات في المؤسسة العسكرية والأمنية الأمريكية قد تعاملوا مع ترامب شخصيا ووصفوه بأنه عار علي الولايات المتحدة!. كما أنها أبطلت دعاوى ترامب حينما أعلن أنه إذا جاء رئيسا لأمريكا مرة أخري، سيوقف حرب روسيا وأوكرانيا فورا ، فكان ردها ساحقا بالقول نعم ، بأنك ستوقفها فورا ، لأنك ستتنازل عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، لأنك تحب الديكتاتوريين كثيرا وتفضلهم وتحب التعامل معهم حتي لو كان ذلك ضد مصلحة أمريكا!. كما اتهمت هاريس ترامب بأن سياساته تصب لصالح الأغنياء دون الطبقات الوسطي والفقيرة. وفي المقابل فقد أعلنت أنها ستعمل علي التحكم الكامل في أسعار السلع الإستراتيجية في جميع الولايات المتحدة ، لكبح جماح طمع التجار الذي حدث بعد إرتفاع معدلات التضخم الأخيرة ، حيث ارتفعت الأسعار، وبعدما عادت معدلات التضخم مرة أخري للوضع الطبيعي، رفض التجار تخفيض الأسعار مرة أخري. إلا أنها أردفت بالقول تأكيدا لسياسات الحزب الديموقراطي في دعم الطبقات الوسطي والفقيرة من خلال دور قوي للدولة رغم رأسماليتها والذي يتركز في الحفاظ علي حقوق غالبية المواطنين وحمايتهم من الغلاء الذي لا مبرر له. وقد أدى خطاب كاميلا هاريس لتعاطف الكثير من الأمريكيين من الطبقات الوسطي والفقيرة، حتي المؤيدين منهم لترامب غير بعضهم من توجهاته وانحازوا لكاميلا هاريس. كما أن هاريس أفحمت دونالد ترامب في معظم القضايا الأخري التي تم طرحها في المناظرة ، مما أدي إلي إرتفاع نسب أنصارها في جميع أنحاء الولايات المتحدة بإستثناء الولايات محل التنافس.

 

وختاما : إن التوقعات التي جاءت خلال فترة طرح ترشح جو بايدن للرئاسة الأمريكية لفترة ثانية ، كانت تصب كلها في صالح منافسه ترامب ، إلا أن الآن فقد إختلف الوضع كثيرا بسبب إستبدال جو بايدن بنائبته هاريس. حيث أصبحت الكثير من التوقعات تصب في صالح كاميلا هاريس والحزب الديموقراطي. وفي هذا السياق فإنني أري أن كاميلا هاريس ستكون فرص نجاحها في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ، كبيرة جدا. وفي كل الأحوال فسواء نجح مرشح الحزب الجمهوري (ترامب)، أو مرشح الحزب الديموقراطي (هاريس)، فكلاهما لن تصب سياساته في صالح القضية الفلسطينية أو أي قضية عربية أو إسلامية بل ستستمر سياسات الرئيس القادم في دعم الكيان الصهيوني. فكلاهما يقدمان فروض الولاء والطاعة للصهيونية العالمية والتي تتحكم في الكثير من قطاعات الإقتصاد الأمريكي. ولذلك فإن كثيرا من المحللين يرون في معظم المناظرات بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري بغض النظر عن من يمثلهم، كيف يتنافسون في من يدعم الكيان الصهيوني أكثر؟!. وفي الوقت الذي تزداد فرص كاميلا هاريس في الفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية القادمة في مواجهة المنافس ترامب إلا أننا لا يجب أن نتوقع دعما لقضايانا العربية والإسلامية وعلينا أن ننتبه أن مصلحة المنطقة يجب أن تكون بيد أصحابها ولا نعول علي أحد وعلي رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها القادم.

 

باحث في العلاقات الدولية