رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

هل باعت مصر حصتها في منجم السكري؟ .. وزير البترول السابق يكشف للمصير الحقيقة الكاملة؟

أيمن نادي الحنفي

الأربعاء, 11 سبتمبر, 2024

03:52 م

كتبت: نجلاء كمال 

كشفت تقارير صحفية بالأمس عن موافقة شركة "أنجلو غولد أشانتي" على الاستحواذ على شركة سنتامين في صفقة تقدر قيمتها بحوالي 2.5 مليار دولار.

وبموجب هذه الصفقة يمكن لشركة "أنجلو غولد" السيطرة على حصة الشريك الأجنبي في  منجم السكري بمصر، الذي يُعد واحداً من أكبر وأهم مناجم الذهب في العالم.

وبمجرد أن تم الإعلان عن هذه الصفقة سارع عددا من الحسابات المحسوبة على جماعة الإخوان بمنصة إكس- تويتر سابقا - بترويج أخبار كاذبة مفادها أن الحكومة المصرية باعت منجم السكري لشركة إسرائيلية، وهو ما آثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

و بالبحث تبين أن شركة أنجلو  أشانتي (بالإنجليزية: AngloGold Ashanti)‏ هي شركة تعدين للذهب من جنوب أفريقيا، تأسست سنة 2004 من اندماج شركتي أنغلوغولد ومؤسسة أشانتي غولدفيلدز.

ويقع مقر الشركة في مدينة جوهانسبرغ عاصمة جنوب أفريقيا؛ وهي مدرجة في عدد من البورصات العالمية.

ولكن يبقى السؤال هل باعت الحكومة المصرية حصتها في منجم السكري؟ 
تواصلت المصير مع المهندس عبد الله غراب وزير البترول السابق لمعرفة الحقيقة، فنفي نفيا قاطعا أن تكون الحكومة قد باعت حصة مصر في المنجم الأشهر في العالم والذي يقع بمنطقة جبل السكري والتي تبعد 30 كم متر عن مدينة مرسى علم. 

وأكد غراب في تصريحاته ل "المصير"، أن الاستحواذ الذي تم من قبل شركة أنجلو جولد هو على حصة الشريك الأجنبي في المنجم المتمثلة في شركة سنتامين.
 
وأضاف غراب قائلا :"الاتفاقيات التعدينية الصادرة بقوانين خاصة من البرلمان تضمن حقوق والتزامات الأطراف، وطرفا الاتفاقيات هما الحكومة (ويمثلها الوزير المختص) والطرف الآخر يسمي الشريك هو المستثمر سواء أجنبي أو مصري".

والكلام ما زال لغراب: "تتيح  الاتفاقية أن يكون المستثمر طرف واحد أو مجموعة شركاء علي ان يختاروا القائم بالأعمال ويسمي المقاول نيابة عن الشركاء، وتمنح الاتفاقية للشريك التنازل عن جزء أو كل حصته لمستثمر آخر ويتم ذلك في اطار حصة الشريك فقط دون المساس بحقوق الحكومة ويكون التنازل مصحوباً بالتزام من الشريك او الشركاء الجدد بالالتزام الكامل ببنود الاتفاقية ويشترط موافقة الحكومة".

وتابع وزير البترول السابق : "كل هذا يعني أن  الحكومة لا تتأثر بأي حال من الأحوال بعمليات البيع أو الشراء لحصص محددة بالقانون لا يزيدها التعامل بين الشركاء. 

نقاط إيجابية في الصفقة 
وأكد غراب أن هناك  أكثر من نقطة إيجابية في صفقة الاستحواذ، أهمها أن  هذا المنجم لا يزال يجذب مستثمرين جدد، وأن هناك طمأنينة لدي المستثمرين في مجال التعدين والذهب في مصر.

وأضاف وزير البترول الأسبق :"كما أن الصفقة ب ٢.٥ مليار دولار وهذا  استثمار  ضخم، ويعطي رسالة لوجود جدوي ايجابية لضخ استثمارات داخل مصر، وخاصة ان العائد علي الاستثمار في مثل تلك الصفقة يكون علي فترات زمنية طويلة، و من الضروري جدا وجود  استثمارات اضافية اكثر لتعظيم العائد".

وكانت شركة أنجلو جولد قد أعلنت عن عزمها  الاستثمار في تنمية منجم السكري من خلال تنفيذ مزيد من عمليات الاستكشاف والتطوير، سواءً داخل منطقة امتياز السكري أو في الكتل المجاورة التابعة لمشروع إيدكس، مما يبشر بإطالة عمر المنجم أو يزيد من إنتاجه.

ماذا تعرف عن منجم السكري؟
منجم السُكَّرِيْ هو منجم ذهب ضخم يقع في منطقة جبل السكري الواقعة في صحراء النوبة (جزء من الصحراء الشرقية)، 30 كم جنوبي مرسى علم في محافظة البحر الأحمر، وهو مرشح لأن يحتل مرتبة بين أكبر 10 مناجم ذهب على مستوى العالم، تستغلّه شركة السكري، وهي شركة مشتركة ما بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية (وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية) وشركة «سنتامين مصر» (ومركز الشركة أستراليا) بعدما استحوذت على الشركة المستغلّة سابقاً «الشركة الفرعونية لمناجم الذهب»

 ويعتبر منجم مصر الأوّل للذهب في العصر الحديث، ولهذه الصناعة مجال للتوسّع في مصر. فقد عُرفَت مصر قديماً بأنها مصدر هام للذهب، وتُظْهِر أحد أقدم الخرائط المتوفّرة منجماً في ذات الموقع.