رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

جودة عبد الخالق ل"المصير" :رأس الحكمة أنقذت الحكومة من "كبيرة الكبائر" وأتوقع تعويما جديدا للجنيه 2-2

المصير

الأحد, 8 سبتمبر, 2024

08:34 م

أبراج العلمين قبيحة والهوس ببناءها خبل 

الأموال الساخنة مجرد أسبرينة و الإعتماد عليها بمثابة  تفريط في مصلحة وطنية عليا 

يجب ربط الجنيه ب3 عملات على الأقل ولا إصلاح اقتصادي بدون سياسي


أجرى الحوار  -  محمد أبوزيد : 


في الجزء الثاني من حواره مع " المصير" أكد الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن والتموين والتجارة الداخلية السابق أن الإصلاح الإقتصادي مرتبط بالإصلاح السياسي بشكل كامل ، وسخر عبد الخالق بشدة من هوس الحكومة  ببناء الأبراج لمجرد أن يكون لديها أبراج، ووصفه بأنه خبل، كما وصف  أبراج العلمين بأنها قبيحة، وتحدث عن ضرورة تخفيض النفقات الحكومية بمقدار 20%، وتحدث عن كبيرة من الكبائر كادت الدولة أن تقع فيها لولا صفقة رأس الحكمة منتقدا في الوقت نفسه الاعتماد على البيع ل"فك الزنقة"، وتحدث عما فعله بوزارة التموين، وتطرق لأمور أخرى كثيرة 

وإلى نص الحوار 


null



الدكتور محمد معيط  وزير المالية السابق سبق وأن قال " لن نكرر اطلاقا خطيئة الهوت موني أو الأموال الساخنة  ومع ذلك عدنا لنفس الفخ فما تفسيرك  ؟


 أنا حذرت مرارا من  رؤوس الأموال الساخنة، ولا يوجد أي منطق في هذا، والأولى أن  نشجع رؤس الأموال المباشرة. 

والسبب عند الحكومة هو شح الدولار والرغبة في جذب حصيلة دولارية، وكل حاجة في مصر سببها  شح الدولار، مع أنه توجد مئات العملات في العالم، صحيح الدولار أهمهم ولكن لماذا لا نتحدث عن باقي العملات، ولماذا نربط مصيرنا بالدولار مع وجود اليورو والين واليوان الصيني. 


 ولكن هناك اقتصاديات دول غنية جدا ومع ذلك ترتبط بالدولار مثل دول الخليج؟ 

دول الخليج مرتبطة بالدولار  لسبب تاني، فلو نظرنا  للهيكل الاقتصادي لتلك الدول، فأهم ما ترتكز عليه هو النفط والغاز، وهذا يشكل أكثر  من نص او ربما تلاثة أرباع  الدخل القومي لديهم ،والسعر  العالمي للنفط والغاز يتحدد بالدولار، فبتالي هما مرتبطين بالدولار، ولكن لدينا ما الذي يجبرنا للارتباط به.
أنت روحت تعمل أبراج، لكي  نقول  عندنا ابراج" شوف الخبل" أصبحت الأبراج في حد ذاتها شئ يشتهي، وبالمناسبه أبراج العالمين قبيحة جدا، ومن يريد أن يشاهد  جمال الأبراج لا  يروح دبي أو نيويورك يروح سنغافورة،والمقصد أن أقول   الباب اللي يجي  منه الريح سدة واستريح،  ورؤس الأموال الساخنه وبال ولا يرجي منها أي خير اللهم الا أسبرينه.        

 ولماذا نلجأ لتلك الخطيئة مرة أخري على الرغم من أننا "اتقرصنا" منها قبل ذلك ؟

 أنا سمعت  تعليقات رئيس الوزراء في الفتره الأخيرة، حينما حدثت  مشكلة في أسواق النقد بالخارج، و بدأت   رؤس الأموال الساخنة  في الخروج َو  الدول الناميه ومنها مصر، فكان تعليق الدكتور مدبولي " خرجوا  بس مش بنسبه مقلقه". 
أنا من رأيي هذا  تفريط في مصلحه وطنيه عليا،  لأن رؤوس الأموال الساخنة وهي داخلة تتسبب في مشكلة وهي خارجة تتسبب في مشكلة، وفي الحالتين تتسبب في مشاكل.
هذه الأموال تأتي  لكي  يشتروا  أوراق ماليه حكوميه فيحول من الدولار للجنيه وبتالي يزداد الطلب علي الجنيه، وإذا لم يتدخل  صندوق النقد الدولي  سعر الجنيه يزيد ، وحينما تخرج هذه الأموال  تحدث  عمليه عكسيه، ومن معه فلوس بالجنيه، يحولها للدولار فبتالي الطلب علي الجنيه يقل وسعر الدولار يزيد، و البنك المركزي يتدخل لحل الأزمة فيخرج من الاحتياطي النقدي الذي لديه ، مربكة جدا وليس لها أي منفعة علي الأجل المتوسط.                        هم يتصورون أن صندوق النقد الدولي يفرض علي البلاد انها تفتح أبوابها (للأموال المسافرة أو الهوت موني " وهذا  غير صحيح اطلاقا، صندوق النقد الدولي لا شأن له بحريه أو تقييد حركه رؤس الأموال الساخنة علي الإطلاق، وانما رسالته خلي التجاره العالمية تنتعش .     

 قطاعات كبيرة من الشعب  تسأل عن أموال رأس الحكمة أين ذهبت، فلقد دخل عندنا بموجب الصفقة 24 مليار دولار، غير الـ11مليار دولار الوديعة الإماراتية، والمفترض أن هذا  الرقم كبير جدا، أكبر من كل القروض التي قدمها  صندوق النقد الدولي، وعلى الرغم من ذلك وبعد أربعة  شهور سمعنا بأزمه اقتصادية جديدة، والدولار بدأ يتحرك من 47 ل50 .. كيف حدث ذلك؟ 


المصريون  يتحدثون عن نوعين من المتغيرات، الأرصدة، و التدفقات، مثلا أنا  كل سنه أنتج صناعات غذائيه وأصدرها، فهذه عبارة عن تدفقات، وانما الارصدة عبارة عن شئ يتراكم، ويبقي لي قيمة معينه في تاريخنا، مثل أرض  رأس الحكمه، ربنا أعطاهالنا عبر ملايين السنين ومنحنا شمس وهواء وبحر،  فتقوم أنت ببيع كل ذلك. 
وبالتالي فإن كل ما حدث  حصل أنت  غيرت من شكل معين وهو  الأرض في شكلها وما حولها وما فوقها، ولكن لم يحصل تغيير في ثروتك أو قدرتك. 


ولكي تتضح  الصورة  بكل معالمها، أنت كنت في" مزنق"كبير جدا " قبل رأس الحكمة، أنت كنت معرض للتوقف عن سداد الديون وهذه  كبيرة الكبائر، والبلد التي  تفعل ذلك تتعلق لها  المشانق من الجميع، وبالفعل رأس الحكمة" فكت زنقتك" ولكن لن تجد  كل مرة حاجة  تبيعها لكي" تفك زنقتك ". 

وهذا يجعلنا نرجع للأصل  وهو أنك  تشتغل علي التدفقات، وليس علي الأرصدة فتشتغل علي صادراتك ووادراتك، وهذا يعني  أننا  محتاجين لإعادة نظر شاملة في السياسات الاقتصاديه التي تحدث في مصر، وهذا لن يحدث حاليا. 
 مثلا موضوع سعر الصرف، فالذي يحدث  أن سعر الصرف الجنيه يتحدد بقرار وحيد سواء بشكل مباشر من البنك المركزي، أو غير مباشر بأنك تتدخل في سوق الصرف، في الحالتين عينك مشدوده علي الدولار وبالرغم من أني  قلت  أن الدولار ليس هو عملة البلد، وليس  أهم شريك اقتصادي لنا  ، فأهم شريك اقتصادي وتجاري لمصر  هو الإتحاد الأوروبي، وبعدها الصين، وبعدها الولايات المتحدة، وهذا يعني أن عينك يجب أن تكون على اليورو، واليوان الصيني.. 
معنى هذا  الكلام  وما  قلته من زمان في كتابي من عشرين سنة، وهو انك يجب ألا  تربط الجنيه المصري بعمله وحيدة، وانما ب ٣ عملات على الاقل ، وبتالي توسع المنظور ولا  تكون مرتبطه بالدولار فقط. 

منذ  أن  خفضنا الجنية في شهر  مارس الماضي، ومعدل التضخم فوق ٣٠٪ ، إنتاجك كله  يزيد، الشركاء الذين  تتاجر معهم مثل  الاتحاد الاروبي   سلعك أنت يرتفع سعرها  وسلعهم ثابتة  بنفس المعدل، وبتالي سعر الصرف بتاعك في مواجهتهم لو استمر  علي ذلك الحال ستصبح  عملتك مبالغ فيها ولازم تخفضها مرة أخرى. 

   هل يعني ذلك أن هناك تخفيض جديد قادم  للجنيه أمام الدولار ؟؟

 أتوقع طبعا حدوث  تخفيض جديد للجنيه، ولابد من تطبيق مباديء اقتصاد الحرب، بمعني أن  الوزير لا يكون لديه كذا  عربيه، وأنا  طبقت ده وأنا  وزير ، وتقدر تخفض النفقات من  كل ٥ جنيه تخفض جنيه وقولنا قبل ذلك  نحن لسنا  محتاجين كل العدد من الوزارات، ولا يوجد لديك  وزارة مسؤولة عن إدارة الاقتصاد.

هل طبقت هذه المبادئ حينما كنت وزيرا؟

طبعا، ورفضت استخدام سيارة حكومية لزوجتي رغم الإلحاح في ذلك. 
كنت وزيرا لوزارة تعوم علي بحر من الفساد وظهر ٣ قضايا فساد كبرى  في عهد الدكتور علي مصلحي لموظفين كبار جدا في الوزارة ،فكيف تعاملت مع الفساد في وزارة التموين وهل الفساد الحالي ممنهج؟ 

أيوة طبعا هناة  فساد تلقائي ينتج عن خلل في إدارة الاقتصاد والحسابات الاقتصاديه ، انا كنت مسؤل الأول عن الوزارة  وحلفت اليمين ٣ مرات، مرة مع أحمد شفيق ومرة مع عصام  شرف،  وآخر وزارة ورابع يمين حلفته مع الجنزوري كوزير للتموين.. 

وفيما يتعلق بالتموين وخصوصا فيما يتعلق بدعم الخبز، فالموضوع كالتالي، الحكومة تشتري القمح (هيئة السلع ) من بره أو من الداخل  بمناقصات وبعد ما نجيب  القمح نخزنه ، نعطيه للمطاحن  لكي تطحنه وتحوله لدقيق، و بعدها يذهب  للمخابز ثم الي المستهلك ومن هنا يظهر الفساد، فمثلا نحن نشتري  طن القمح ب٢٠٠٠جنيه، ونعطيه للمطحن وندفع ٤٠٠ جنيه للطحن ونقول للمطحن سلمني 800 كجم  من كل طن، فيعطيني  ٨٢٠ كيلو جرام بنسبة ٨٠ ٪، ونأخذ الدقيق نسلمه  للمخابز  حيث أن الشكارة  ٥٠ كيلو جرام والشوال ١٠٠ كيلو ، وال ١٠ أجولة  يعطوني  طن، للمخابز الشوال ال ١٠٠ كيلو جرام ب ١٦ جنيه فقط  وبالتالي يحصل علي  الطن 160 جنيه، في حين أن تكلفته علي الدوله تفوق ال 2000 جنيه .

 وقولنا للناس الذي  يريد  طحن القمح يشتريه بسعره، ومن يريد خبز الدقيق  يشتريه بسعره، فبتالي أعطى  للمواطن الدقيق بالسعر المدعم،  وأدفع الفرق للمخبز. 

ولكن للاسف رجعت ريما لعادتها القديمة، لانك كنت ضربت مصالح عميقة جدا في الصميم، فأول ما أنا مشيت رجع الكلام ده كله تاني، فالمطاعم  المخابز لا يدفعون تمن القمح والدقيق .                                                                    كما أنني كنت حريصا على أن  أسجل تجربتي في الوزارة بالمستندات والصور بعنوان من الميدان الي الديوان  .     

 الأمر الثاني  لابد من  تفعيل أجهزة حماية المستهلك، وإعادة النظر في تشكيل مجلس الإدارة وفي قدراته بحيث أنه ينتشر في كل مكان  ولا يكون  مقتصرا  علي محافظات بعينها، وبدأنا نضع  في أماكن مهمة في الجمهوريه فروع حماية  المستهلك من  عنده مشكله وهو من الصعيد لا  يضطر أن يأتي للقاهرة  مصر وعلشان في الاخر يبقي عندي علي الاقل فرع حمايه المستهلك في كل مكان. 

  هل الوضع  الاقتصادي مرتبط ب الإصلاح  السياسي ارتباطًا جذريا  ؟

نعم وبشدة لابد من إصلاح السياسة قبل إصلاح الاقتصاد.