كتب: إبراهيم محمد
تتباين الآراء بين العلماء والمؤرخين حول تاريخ ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يتفق الجميع على أن النبي وُلد في يوم الاثنين، وفي عام الفيل، وهو العام الذي شهد محاولة أبرهة الهجوم على الكعبة. ولكن تحديد اليوم الدقيق من شهر ربيع الأول يظل محل خلاف.
تحديد اليوم:
تشير معظم المصادر إلى أن النبي وُلد في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وهو ما يتوافق مع روايات مشهورة مثل تلك التي نقلها ابن إسحاق وابن أبي شيبة. لكن هناك آراء أخرى تذكر تواريخ مختلفة مثل اليوم الثامن، العاشر، أو حتى السابع عشر من نفس الشهر. يعود هذا الاختلاف إلى عدم دقة التواريخ في تلك الفترة وافتقار العرب إلى نظام موحد لتسجيل الأحداث.
توقيت المولد وتفسيره:
بعض العلماء، مثل الدكتور شوقي إبراهيم علام، يرجحون أن النبي وُلد وقت الفجر، بناءً على روايات تاريخية. هذا التوقيت يتماشى مع ما ذكره جده عبد المطلب الذي قال إن النبي وُلد "مع الصبح". كما يشير التحقق الفلكي إلى أن ولادة النبي توافق يوم 22 أبريل 572 ميلادي.
معجزات المولد:
شهد يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم العديد من المعجزات، بما في ذلك سقوط الأصنام في الكعبة، وانكسار إيوان كسرى، وجفاف بحيرة ساوة. هذه الظواهر كانت بمثابة إشارات على قدوم النبي الذي حمل رسالة عظيمة للبشرية.
حكمة اختيار يوم الإثنين:
يرى الفقهاء أن اختيار يوم الاثنين لمولد النبي يحمل دلالات خاصة. يُعتقد أن الأزمنة والأمكنة تتشرف بقدوم النبي، وأن اليوم الاثنين له علاقة خاصة بالنبي، كما يُقال إن الله خلق الشجر في هذا اليوم، مما يرمز إلى النمو والبركة.
هذه التفاصيل تعكس أهمية مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتبقى معجزات ولادته والاختلافات حول توقيتها جزءًا من التراث الديني الذي يثري التاريخ الإسلامي.