أُنزل القرآن باللغة العربية لعدة أسباب تتعلق بسياق النزول والرسالة التي حملها. أولاً، كان نزول القرآن في فترة ما قبل الإسلام، حيث كانت اللغة العربية هي اللغة السائدة في شبه الجزيرة العربية. كان العرب في تلك الفترة يعرفون بلغة غنية وشعرية، ما ساعد على انتشار الرسالة بشكل فعال بين القبائل والمجتمعات المحلية.
ثانياً، اللغة العربية كانت مناسبة للتعبير عن الرسائل الدينية والأخلاقية المعقدة التي جاء بها القرآن. أسلوب اللغة العربية كان يمنح النصوص قراءات متعددة وتأملات عميقة، مما يساهم في فهمها وتفسيرها بشكل أعمق.
ثالثاً، استخدام اللغة العربية كان له دور مهم في حفظ القرآن وضمان نقله بدقة من جيل إلى جيل. بفضل الشعر العربي وأساليب التكرار والتقليد، تم الحفاظ على النصوص بشكل دقيق، مما أتاح لها أن تبقى نقية وغير متغيرة عبر الزمن.
فالرسالة الإسلامية تهدف إلى مخاطبة الناس بلغة مفهومة وقريبة إلى قلوبهم. ولأن القرآن نزل بلغة العرب، فإن هذا ساعد في جعله جزءاً من ثقافتهم اليومية، مما سهل فهمه وتطبيق تعاليمه في حياتهم العملية.