رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

بسبب محور فيلادلفيا وصلة صراخ بين نتنياهو و غالانت.... هل هي مسرحية؟

المصير

الجمعة, 30 أغسطس, 2024

11:09 م

كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، الجمعة، عن تفاصيل اجتماع مشحون لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، حيث اندلع صراخ غير مسبوق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت. الخلاف اشتعل حول اتفاق محتمل مع حماس لإطلاق سراح الرهائن، وما يترتب عليه من تأثيرات استراتيجية على الوضع في قطاع غزة.


تفاصيل الخلاف بين نتنياهو وغالانت:


خلال الاجتماع، أصر يوآف غالانت على أهمية التوصل إلى اتفاق مع حماس في أقرب وقت، مشيراً إلى أن الصفقة لا تتعلق فقط بإطلاق سراح الرهائن، بل تمثل "منعطفاً استراتيجياً" لإسرائيل. وشرح غالانت رؤيته بأن الاتفاق يمكن أن يساهم في تخفيف التوترات مع إيران وحزب الله، ويوفر للجيش الإسرائيلي فرصة لإعادة تنظيم صفوفه وتركيز جهوده على تهديدات إقليمية أخرى، بعيداً عن غزة.


لكن هذا الموقف قوبل بمعارضة شديدة من بنيامين نتنياهو، الذي أصر على ضرورة الحفاظ على السيطرة العسكرية الكاملة على محور فيلادلفيا، وهو الممر الحدودي بين قطاع غزة ومصر الذي يعتبره نتنياهو حيوياً لمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع. عرض نتنياهو خلال الاجتماع خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين مصر وغزة، والتي أكد أنها رسمت بموافقة إدارة بايدن.


وفي هذه اللحظة الحاسمة، اعترض غالانت بشكل حاد على موقف نتنياهو، متهماً إياه بفرض هذه الخرائط على الجيش الإسرائيلي دون مراعاة وجهة نظر القيادات العسكرية. وقال غالانت إن سحب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا بشكل مدروس قد يساهم في تهدئة الأوضاع ويسمح بالتركيز على التهديدات الأكبر، إلا أن نتنياهو اعتبر ذلك مغامرة غير محسوبة.


تفاقم الخلاف عندما ضرب نتنياهو بيده على الطاولة، متهماً وزير دفاعه بالكذب، وأعلن أنه سيعرض الخرائط للتصويت فوراً في مجلس الوزراء الأمني. قام نتنياهو وسبعة وزراء آخرين بالتصويت لصالح الحفاظ على السيطرة العسكرية الكاملة على محور فيلادلفيا، بينما كان غالانت الوحيد الذي صوت ضد القرار.


هذه المواجهة كشفت عن الانقسامات العميقة بين نتنياهو وغالانت، والتي تعكس خلافاً أوسع بين رئيس الوزراء والأغلبية العظمى من المؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل، حول ما يجب أن تكون عليه استراتيجية إسرائيل في غزة بعد مرور ما يقرب من عام على هجمات 7 أكتوبر.


هل الخلاف بين غالانت ونتنياهو مسرحية للإلهاء؟

يثير هذا الصراع العلني بين نتنياهو وغالانت تساؤلات حول ما إذا كان هذا الخلاف حقيقياً أم مجرد تمثيلية تهدف إلى تشتيت الانتباه عن قضايا أخرى أكثر حساسية. البعض يرون في هذا الخلاف محاولة للضغط على الأطراف المختلفة لتحقيق مكاسب سياسية أو تهيئة الرأي العام لمواقف قد تكون مثيرة للجدل.


من هو يوآف غالانت؟


ولد يوآف غالانت في مدينة يافا في 8 نوفمبر 1958. بدأ حياته العسكرية في صفوف البحرية الإسرائيلية، حيث خدم كقائد وحدة الكوماندوز البحرية "شايطيت 13"، إحدى أكثر الوحدات نخبة في الجيش الإسرائيلي. تدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح رئيس القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، حيث قاد عمليات متعددة ضد قطاع غزة. بعد تقاعده من الجيش، انخرط في الحياة السياسية وتولى منصب وزير الدفاع في حكومة نتنياهو.



الصراع بين نتنياهو وغالانت يعكس توترات عميقة داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية التعامل مع الوضع في غزة وما يرتبط به من تحديات أمنية وسياسية. ومع تزايد الضغط الداخلي والدولي على إسرائيل للتوصل إلى حل للنزاع مع حماس، يبدو أن الانقسامات بين القادة الإسرائيليين قد تزيد من تعقيد الجهود لتحقيق هذا الهدف.