كتب: نجلاء كمال
أرجعت خبيرة سوق المال حنان رمسيس، أسباب التراجع الحاد في مؤشرات البورصة المصرية للتوترات الجيوسياسية بالمنطقة، وخاصة من المخاوف من إتجاه إيران لضرب دولة الاحتلال الإسرائيلي على خلفية إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية.
وقالت خبيرة سوق المال في تصريحات خاصة لموقع «المصير»، اليوم الإثنين، إن تلك الأحداث تؤثر بالسلب على كافة المتعاملين بالبورصة، نتيجة للمخاوف الكبيرة من إستمرار تلك التوترات ويزايد تأثيرها السلبى على الإستثمار، خاصة أنه من المعروف أن رأس المال "جبان".
كما يعود سبب الخسائر الثانى، لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إنخفاض عدد الوظائف التي يتم توفيرها الشهر الجاري، مما أعطى انطباع إلى وجود حالة من الركود الاقتصادي، ودفع بمؤشرات العالم كلة إلى الإنخفاض بنسب متفاوتة.
أضافت رمسيس، أن المؤشر الياباني قد شهد أعلى الإنخفاضات حيث بلغ حجم الإنخفاض على مدار يومان نحو 16%، بالإضافة إلى إنخفاض كافة المؤشرات الخليجية، حيث إنخفض المؤشر السعودي إلى أكثر من 7 %، وشهد المؤشر المصري خسائر تصل إلى أكثر من 9%، بحجم خسائر تتجاوز الـ100 مليار جنية، وذلك نتيجة لحجم المبيعات الهيسترية من قبل المتعاملين المصريين الأفراد، كما أن البعض يتعاملون من خلال الرفعة المالية"بالهامش"، والتي تتطلب ضرورة تسوية مراكزهم والمخاوف من ارتفاع النسبة القانونية.
وأشارت رمسيس، إلى أنه كانت هناك مبيعات مكثفة من قبل المتعاملين العرب والأجانب والمؤسسات المالية، مما اثر على المؤشر 30 بالسالب في أول يوم من الانخفاضات بداية من أمس الأحد، والتي شهدت فيه الخسائر أكثر من 60 مليار جنية جلال الجلسة الأولى، وهذه الانخفاضات تشجع المتعاملين ممن لديهم سيولة ماليه عمل مراكز شرائية ولكن مع الانخفاضات المتوالية يكون هناك نوع من المخاوف، والترقب الحذر عند فئات المتعاملين.
وقالت خبيرة البورصة إن حجم الخسائر المترتبة تصل إلى وجود إنخفاضات في في العديد من الأسهم بنسب متفاوتة، حيث تأثرت بعض الأسهم بحجم انخفاض بلغ نحو 28% على مدار اليومين، مع وجود إنخفاضات طفيفة لبعض الأسهم في حدود الـ3%، وأخرى إنخفضت بنسب تراوح بين 13 : 20%، على حسب الوزن النسبي لكل سهم داخل المؤشر.
وتوقعت رمسيس إستمرار التراجع، إلى أن تنفصل الأسواق عن بعضها أو أن تصبح الأسعار مغرية للتداول من قبل المتعاملين ويكون هناك مراكز شرائية، مؤكدة أن السوق المصري أسرع في التعافي نتيجة لإرتفاع الدولار أمام الجنية حيث يدفع ذلك لإرتفاع الأسواق ، متوقعة أن تبدأ البورصة المصرية في التعافى عن باقية الأسواق نتيجة إرتباطها بشؤون داخلية تتعلق بأزمة اقتصادية وإستخدام البورصة كوسيلة للتحوط ضد مخاطر التضخم بالتزامن ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنية والذى شارف على الوصول لـ 49.50، وهو أعلى إرتفاع منذ التعويم.
وأرجعت رمسيس ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنية نتيجة إلى المبيعات المكثفة للأجانب في أذون الخزانة المحلية، خاصة في الأجيال المتفاوتة التي تتعلق بـ272 يوم إلى 172يوم، حيث أن تلك المبيعات تؤثر على حركة التداول وتؤثر أيضا على تقديرات المتعاملين، وكلها عوامل أدت إلى أن تسترد البورصة عافيتها نوعاً ما وتقلص من خسائرها الصباحية، متوقعة على جلسة الغد أن تبدأ البورصة المصرية في الإنتقال إلى المنطقة الخضراء، وتصبح أول بورصة في المنطقة تسترد عافيتها امام البورصات العالمية والإقليمية .