يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على "ممر فيلادلفيا" على حدود قطاع غزة مع مصر.
وفي بيان له اليوم الجمعة ، قال مكتب نتنياهو: "يصر رئيس الوزراء على بقاء ممر فيلادلفيا تحت سيطرة إسرائيل، وتم شرح ذلك لممثلي الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وتم إبلاغ مجلس الوزراء بذلك الليلة الماضية".
وأضاف المكتب في بيانه أن "التقرير الذي نشرته وكالة رويترز للأنباء، والذي يفيد بأن إسرائيل تناقش إمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا، زائف".
وكانت رويترز نقلت خبرا حصريا عن مصدرين مصريين ومصدر ثالث قولهم إن "مفاوضين إسرائيليين ومصريين يجرون محادثات بشأن نظام مراقبة إلكتروني على الحدود بين قطاع غزة ومصر قد يتيح سحب القوات الإسرائيلية من المنطقة إذا تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار".
ويقوم الوفد "الإسرائيلي" بقيادة رئيس "الشاباك" رونين بار بزيارة إلى القاهرة مساء اليوم لمواصلة المحادثات الرامية للتوصل إلى تفاهمات أمنية تتعلق بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا، الترتيبات المتعلقة بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا ليست جزءا من الاتفاق، وإنما تفاهمات مصرية "إسرائيلية" أميركية.
وذكرت هيئة البث "الإسرائيلية" عن مسؤول مشارك في المفاوضات قوله: إن "الفرصة الحالية للتوصل إلى صفقة تبادل قد لا تتكرر"، فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "الأطراف المعنية ستحاول تلخيص القضايا التي تم إحراز تقدم فيها وحل أكبر عدد ممكن من الخلافات".
وترفض كل من مصر وحماس بشكل قاطع السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا تحت أي مزاعم يستند لها الاحتلال، وتأتي تصريحات الجانبين بعدم قبول الأمر والتحذير من مخاطر هذا التوغل المرفوض تماما.
وكانت قد استمرت التصريحات الإسرائيلية غير المسؤولة بشأن خططها في منطقة الحدود بين قطاع غزة ومصر، خاصة في محور صلاح الدين المعروف بـ "فيلادلفيا". وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت عن توجه إسرائيل بعد تدمير مدينة خان يونس نحو منطقة رفح على الحدود المصرية.
وفي مؤتمر صحفي سابق، أكد جالانت أن استمرار الهجمات العسكرية، بما في ذلك على رفح ودير البلح في غزة، سيؤدي إلى تحرير الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وردت مصر في حينها بشكل حاسم على هذه التصريحات، مؤكدة أن أي تحرك إسرائيلي نحو الحدود المصرية يشكل تهديدًا خطيرًا للعلاقات الثنائية، وأن ذلك يعد خطًا أحمراً غير قابل للتجاوز، خاصة بعد تصريحات سابقة بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد نهاية ديسمبر الماضي على ضرورة سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا لضمان نزع السلاح في المنطقة.
تقارير إسرائيلية تشير إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ومصر حول الترتيبات الحدودية بعد الحرب في غزة، مع تأكيدات مصرية على عدم صحة تلك التقارير وعدم وجود أي ترتيبات أمنية جديدة بشأن محور فيلادلفيا.
مصر تؤكد على حقها في الدفاع عن سيادتها وأمنها القومي، وتحذر من أي تحرك إسرائيلي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة وزعزعة الاستقرار، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.